تواصلت في أكثر من 51 دولة أمس، حملات التطعيم، في الجبهة الوحيدة التي تشي بإمكان نجاح اللإنسانية في دحر جائحة فايروس كورونا الجديد. وقال الرئيس الكور ي الجنوبي مون جاي إن أمس إن بلاده في تحقق «مناعة القطيع» بحلول نوفمبر 2021، على أقصى تقدير، بعدما اكتملت الترتيبات لإطلاق حملات التطعيم نهاية فبراير أو مطلع مارس القادم. وأقرت هيئة الغذاء والدواء البرازيلية (أنفيسا) الليل قبل الماضي لقاحي أسترازينيكا البريطاني وساينوفاك الصيني. وقالت الحكومة في برازيليا أمس إنها تسلمت 6 ملايين جرعة من اللقاح الصيني، وتتوقع تسلم مليوني جرعة من اللقاح البريطاني. بيد أنه عدد ضئيل قياساً بعدد سكان البرازيل الذي يصل إلى 210 ملايين نسمة. لكن الهيئة البرازيلية رفضت فسح اللقاح الروسي سبوتنك-5، بدعوى أن بياناته لا تستوفي الحد الأدنى من متطلبات التقويم. وفي واشنطن، قال كبير مستشاري الحكومة الأمريكية في شؤون الأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي الليل قبل الماضي، إن تعهد الرئيس النمنتخب جو بايدن بإعطاء 100 مليون جرعة من اللقاحات خلال الأيام الـ100 الأولى من إدارته أمر ممكن. وفي العاصمة الإسبانية مدريد؛ بدأت الحكومة تطعيم نزلاء دور المسنين الأحد بالجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتك. وذكرت أنها طعمت حتى الآن 768 ألف شخص. لكن عدد من تم تطعيمهم بلقاح موديرنا الأمريكي لا يتجاوز 500 شخص. وفي باريس؛ أكد وزير الصحة للشؤون الأوروبية كليمنت بون أن فرنسا غير راغبة حالياً في تشجيع فكرة إصدار شهادات تطعيم تسمح لحامليها بالسفر. ووصف الفكرة بأنها سابقة لأوانها. وقال إن ذلك يمكن مناقشته بعدما يصبح اللقاح متاحاً على أوسع نطاق في بلدان الاتحاد الأوروبي. وفي أستراليا؛ قالت رئيسة وزراء مقاطعة نيو ساوث ويلز غلاديس بيرجيكليان إنها تدرس سن تشريع يمنع دخول من يرفضون التطعيم بلقاحات كوفيد-19 الحانات، والمطاعم، وأماكن العمل. وأوضحت أن الهدف هو حض أكبر عدد من السكان على التطعيم، لأنه المفتاح الوحيد لاستئناف النشاط الاقتصادي، وعودة الحياة لطبيعتها. ولم تبدأ أستراليا حملات التطعيم حتى الآن. وتقول إنها تعاقدت على شراء لقاحات من شركات أسترازينيكا الإنجليزية، وفايزر، ونوفافاكس الأمريكيتين، وستبدأ توزيع اللقاحات الشهر القادم. أما في أوروبا الشرقية؛ فإن حملات التطعيم تواجه تحديات جمة من جانب الجماعات المناهضة للقاحات، وبسبب المشاحنات السياسية، ونشاط دعاة «نظرية المؤامرة». وفي تشيكيا، وصربيا، والبوسنة، ورومانيا انضم رؤساء سابقون للحملة المناهضة للتطعيم، كما هي حال الرئيس التشيكي السابق فاكلاف كلاوس. وأشارت دراسة إلى أن غالبية سكان دول البلقان يرفضون اللقاح، على العكس من شعوب أوروبا الغربية. ففي صربيا- مثلاً- تقدم 200 ألف شخص فقط لتسجيل أسمائهم للتطعيم، في بلد يعمره 7 ملايين نسمة؛ في حين تقدم أكثر من مليون صربي لتسجيل أسمائهم بعدما أعلنت الحكومة الصربية منح إعانة قدرها 100 يورو لمقابلة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا. وتشهد صربياً شقاقاً حاداً بين وزراء يرغبون في الحصول على لقاح فايزر الأمريكي، وآخرين يرغبون في لقاح سبوتنك-5 الروسي. وفي البوسنة؛ هناك انقسام حاد بيت صرب البوسنة الذين يفضلون اللقاح الروسي، وكروات البوسنة الذين يميلون للقاحات الغربية المنشأ. وأشارت دراسة في بلغراد أخيراً إلى أن 80% من سكان دول غرب البلقان التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. كما تنتشر ظاهرة المعتقدين بنظريات المؤامرة في دول أوروبا الشرقية، التي كانت تابعة للكتلة الشيوعية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. وذكرت نتيجة استطلاع للرأي أجري في صربيا أخيراً أن 46% من الصرب يرفضون التطعيم، بدعوى أنه يمثل مؤامرة غربية للهيمنة عليهم. وفي تشيكيا، تصل نسبة رافضي التطعيم إلى 40%. وقد شهدت العاصمة براغ نهاية الأسبوع الماضي مظاهرة ضخمة سيّرها مناوئو اللقاحات، وفي صدارتهم الرئيس السابق كلاوس.