تكاد المؤسسة اللبنانية التي يهيمن عليها حزب الله تضع إعلاناً في صحيفة «الوسيط» أو عبر تطبيق olx تطلب فيه حضور تنظيم داعش الإرهابي. فبعد ما يزيد على السنتين من إعلان هذه السلطة ومعها حزب الله، الانتصار على داعش وتحرير الجرود وكامل الحدود من عناصر هذا التنظيم الإرهابي، إما قتلاً أو اعتقالاً أو ترحيلاً عبر الباصات المكيّفة إلى إدلب برعاية حزب الله ومليشياته. ها هو الحزب ومعه السلطة اللبنانية يعودان إلى نغمة داعش وإمكانية عودته إلى لبنان ودائماً عبر بوابتين لا ثالث لهما: الأولى: بوابة مدينة عرسال إحدى أكبر الحواضن السنيّة في محافظة البقاع.
الثانية: عبر مدينة طرابلس إحدى أكبر الحواضن السنيّة في محافظة الشمال. وأطرف ما في هذه العودة غير المباركة أنّ الكشف عن داعشية من تمّ اعتقالهم في عرسال جاء عبر قناة «الميادين» الإيرانية نقلاً عن مصادر خاصة بها لدى استخبارات الجيش اللبناني. أما الكلام عن داعش في طرابلس فجاء على لسان مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم المقرّب من الثنائي الذي يضم حزب الله.
استحضار داعش مجدداً إلى لبنان لا يختلف كثيراً عن استحضارها في التفجير الأخير في العراق، الذي نفذه الحشد الشعبي وتبنّاه داعش إعلامياً كما كشفته سلسلة من التقارير الاستقصائية، وتماماً يشبه عودة داعش إلى بادية الشام التي جاءت مترافقة مع انتفاضة درعا مجدداً بوجه إيران ومليشياتها.
القصة في لبنان تبدو صعبة على الطامحين باستعادة داعش. فالحدود اللبنانية مع سورية بقبضة حزب الله عبر كل المعابر الشرعي منها وغير الشرعي، فرائحة المازوت والبنزين المهرّب تدل على ذلك. وبالتالي فإنّ هذه الاستعادة تحتاج إلى ابتكار جديد، ابتكار لا يمكن أن يُختصر على تقرير رسمي يتحدث عن أشخاص بأحرف أسمائهم الأوليّة ليعود الملف ليختفي بين الأدراج. بل يحتاج إلى ابتكار متجدّد مبدع قد يحاكي الهروب الشهير من سجن «أبو غريب»، أو ربما قد يحاكي أعمالا إرهابية تستهدف ما يخشى الجميع أن يُستهدف من أماكن للعبادة، أو أحياء شعبية كما حصل في العراق.
إنه البحث عن وظيفة بعدما انتهت الوظيفة الأولى، فالكل يُدرك أنّ المنطقة والعالم يتجهان نحو التسويات، أو أقله نحو المفاوضات. وفي هذه المرحلة هناك من يسعى لأن يكون على طاولة المفاضات أو أقله ألا يكون من الأوراق التي ستُحرق عليها.
داعش في لبنان أشبه بخدمة الدليفري «التوصيل المجاني» التي يعتمد عليها اللبنانيون خلال حجرهم الصحي، بسبب جائحة كورونا. إلا أنّ ما يميّزهما أنّ دليفري داعش لم يتم إدراجه بلائحة الاستثناءات الخاصة بالحجر الصحي التي أعلنتها الحكومة المستقيلة.
يقول المثل: «يمكنك أن تضحك على بعض الناس مرّة لكنك لا تستطيع أن تضحك عليهم كلّ مرة».
الثانية: عبر مدينة طرابلس إحدى أكبر الحواضن السنيّة في محافظة الشمال. وأطرف ما في هذه العودة غير المباركة أنّ الكشف عن داعشية من تمّ اعتقالهم في عرسال جاء عبر قناة «الميادين» الإيرانية نقلاً عن مصادر خاصة بها لدى استخبارات الجيش اللبناني. أما الكلام عن داعش في طرابلس فجاء على لسان مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم المقرّب من الثنائي الذي يضم حزب الله.
استحضار داعش مجدداً إلى لبنان لا يختلف كثيراً عن استحضارها في التفجير الأخير في العراق، الذي نفذه الحشد الشعبي وتبنّاه داعش إعلامياً كما كشفته سلسلة من التقارير الاستقصائية، وتماماً يشبه عودة داعش إلى بادية الشام التي جاءت مترافقة مع انتفاضة درعا مجدداً بوجه إيران ومليشياتها.
القصة في لبنان تبدو صعبة على الطامحين باستعادة داعش. فالحدود اللبنانية مع سورية بقبضة حزب الله عبر كل المعابر الشرعي منها وغير الشرعي، فرائحة المازوت والبنزين المهرّب تدل على ذلك. وبالتالي فإنّ هذه الاستعادة تحتاج إلى ابتكار جديد، ابتكار لا يمكن أن يُختصر على تقرير رسمي يتحدث عن أشخاص بأحرف أسمائهم الأوليّة ليعود الملف ليختفي بين الأدراج. بل يحتاج إلى ابتكار متجدّد مبدع قد يحاكي الهروب الشهير من سجن «أبو غريب»، أو ربما قد يحاكي أعمالا إرهابية تستهدف ما يخشى الجميع أن يُستهدف من أماكن للعبادة، أو أحياء شعبية كما حصل في العراق.
إنه البحث عن وظيفة بعدما انتهت الوظيفة الأولى، فالكل يُدرك أنّ المنطقة والعالم يتجهان نحو التسويات، أو أقله نحو المفاوضات. وفي هذه المرحلة هناك من يسعى لأن يكون على طاولة المفاضات أو أقله ألا يكون من الأوراق التي ستُحرق عليها.
داعش في لبنان أشبه بخدمة الدليفري «التوصيل المجاني» التي يعتمد عليها اللبنانيون خلال حجرهم الصحي، بسبب جائحة كورونا. إلا أنّ ما يميّزهما أنّ دليفري داعش لم يتم إدراجه بلائحة الاستثناءات الخاصة بالحجر الصحي التي أعلنتها الحكومة المستقيلة.
يقول المثل: «يمكنك أن تضحك على بعض الناس مرّة لكنك لا تستطيع أن تضحك عليهم كلّ مرة».