-A +A
جهير بنت عبدالله المساعد
المناسبة الصيفية في هذه الأيام يحياها الناس بالترحال والسفر من بلاد إلى بلاد ولعله من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين.. نشد الرحال إلى بلاد الغربة ونرى أحوالهم مقابل أحوالنا.. منها مثلاً إذا جلست أمام التلفزيون لمتابعة البرامج المختلفة.. على الفور تدرك كيف أنهم يستغلون هذه الوسيلة أفضل استغلال فما بين برنامج وآخر ظهر على الشاشة مواقع هناك وترى فيه كيف تتم عمليات مخاطبة الجماهير وتوعيتهم من خلال البث التلفزيوني وعرض التعليمات والإرشادات للناس.. فالتلفزيونات هناك وسائل للتوعية والإرشاد والتعليم وليست فقط للتسلية والترفيه! ومثل هذه التوعية الإرشادية يتم تقديمها كطريقة الإعلان وكنوع من الدعاية الجذابة.. وليس كما يجري لدينا أن الدعاية لا تجوز إلا على المنتجات الاستهلاكية من الشامبو إلى حبوب السنافي أو الحبوب الزرقاء!! هناك.. الدعاية تتم للتوعية وتمارسها الأجهزة المختلفة المعنية بخدمة الجمهور منها جهاز حماية المستهلك حيث يظهر على شاشة التلفزيون إعلان صادر عن حماية المستهلك يفيد الجمهور بما له من حقوق وما عليه من واجبات! ومع الإعلان الإرشادي يظهر رقم الهاتف.. وليس الإعلان الاستهلاكي كما هو هنا!! ولن تجد مواطناً هناك أو مقيماً إلا ويعرف رقم هاتف حماية المستهلك..
أرجوك قارئي الكريم التفت حالاً نحو الجالس إلى جوارك واسأله.. ما هو رقم حماية المستهلك.. وأتحدى أن تجد من يعرف! حتى أعضاؤها أنفسهم لا يعرفون!! واسأل كم رقم إدارة المواصفات والمقاييس لن تجد من يعرف!! هناك لجهاز حماية المستهلك أثر وعين، هنا لا أثر ولا عين!! بل انظر حولك كم عدد الذين يعرفون في مقابل الذين لا يعرفون أرقام الطوارئ في المستشفيات، أرقام النجدة، أرقام الهلال الأحمر، أرقام المطافئ، وهكذا أرقام مهمة وهامة يعرفها هناك صغار الأطفال ولا يعرفها هنا كثيرون أكبر من الأطفال!! أرقام هامة تضيع من الذاكرة المحلية لسبب بسيط وتافه ولا يصلح أن يكون عائقاً.. وهو أننا لا نحاول توظيف فن مخاطبة الجمهور في عمليات التنمية! وليس لدينا أي تصميم أو تخطيط أو تنسيق للوصول إلى الجمهور حيث هو في بيته ومدرسته وشارعه وحيث كل مكان يوجد فيه! كل الأمور تسير على وجهها وليس على الوجه المطلوب وأنت وحظك!! وسائل الإعلام خاصة التلفزيون لم يستخدم كما ينبغي في توصيل الرسائل الإرشادية للناس كل ما هنالك برامج إلقائية تعتمد على الإلقاء والتلقين! حتى الدعايات المصورة تتم عبر فلسفة واحدة تأمين مشترٍ يدفع ويشتري هذا هو كل المطلوب مع غياب من جميع الأجهزة المعنية بخدمة الجمهور!
قد يكون أن كل شيء موجود ولا ينقصنا شيء.. لكن في الحقيقة نحن نفتقر لكيفية إدارة الأشياء واستغلالها أفضل استغلال أما حماية المستهلك المعروفة هناك فهي هنا قد رفعت شعار «خرج ولم يعد»..!

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة