نازحون يتابعون قصف الحوثي لمنازلهم في مأرب.
نازحون يتابعون قصف الحوثي لمنازلهم في مأرب.
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@

اتهمت منظمة سام للحقوق والحريات الدولية اليوم (الخميس) مليشيا الحوثي الإرهابية بارتكاب جريمة حرب متكاملة الأركان جراء استهداف المدنيين في مدينة مأرب بالصواريخ البالستية وصواريخ الكاتيوشا، قصف المنشآت المدنية والأماكن الحيوية ومنها مطار أبها في السعودية.

ونددت المنظمة في بيان لها باستهداف الحوثي لمطار أبها الواقع جنوب السعودية بشكل مستمر، وتعمد إيقاع الخسائر المادية والتي كان آخرها إصابة إحدى الطائرات المدنية، واصفة ما حدث بانتهاك خطير لقوانين الحرب التي كفلت الحماية الخاصة للأماكن والأعيان المدنية والتي يعد المطار إحداها.

وأكدت المنظمة إلى أن تلك الممارسات تنتهك مجموعة من القواعد القانونية لا سيما اتفاقيات جنيف والبروتوكولات المنبثقة عنها، والقادة الذين يتعمدون إصدار الأوامر باستهداف الأهداف المدنية يرتكبون جرائم حرب قائلة:«إن تلك الاعتداءات تساهم بشكل كبير في تقويض جهود السلام التي يقودها المبعوث الأممي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية».

وحذرت «سام» من خطورة عمليات القصف والتهديد لمدينة مأرب إذ تضع ملايين المدنيين في مواجهة كارثة ومجاعة محققة، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وضعف أداء البرامج الأممية بسبب قلة التمويل، وتراجع الدول المانحة عن الالتزام بتعهداتها، لافتة إلى أن مأرب تحتضن أكثر من 90 مخيماً وتجمعاً سكانياً للنازحين وهو ما ينذر في حال استمر الهجوم بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان كتفجير البيوت والإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري بدافع الانتقام واستعرضت المنظمة الخطر الذي يتهدد اللاجئين هناك والذي قد يدفعهم للنزوح مرة أخرى بعد أن كانت مأرب إحدى أهم المدن التي يقصدها اليمنيون من أجل الاستقرار المؤقت وحماية أنفسهم وأسرهم.

وأوضحت المنظمة أن مليشيات الحوثي أطلقت خلال سنوات الحرب على اليمن أكثر من 115 صاروخاً باليستياً يضاف لها 140 صاروخ كاتيوشا أدت إلى قتل نحو 255 مدنياً بينهم 25 طفلاً و12 امرأة، وإصابة أكثر من 445 مدنياً، بينهم 47 طفلاً و10 نساء.

وأوضحت المنظمة أن المليشيا تسببت بأضرار في الأراضي الزراعية والأحياء السكنية المزدحمة ومئات المدنيين، معبرة عن خشيتها من أن تلك العمليات تنضوي تحت ممارسات الانتقام الواسعة التي ينفذها الحوثيون بحق المدنيين بهدف إثارة الرعب والفوضى في المدينة والسيطرة عليها.

وأضافت المنظمة أن سياسة القصف العشوائي على المدينة، وتكثيف الهجوم على مدينة مأرب، يهدد حياة أكثر من 315434 أسرة نازحة، بينهم 965.111 طفلاً، و429368 امرأة وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية للنازحين.

ودعت منظمة سام الأطراف الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة التدخل الفوري ووقف ممارسات الحوثي غير المبررة، مشددة على ضرورة عمل تلك الجهات على بقاء فرص السلام التي تتضاءل في ظل استمرار الانتهاكات والاعتداءات من قبل أفراد تلك المليشيا وضمان بقاء محافظة مأرب منطقة آمنة بعيدة عن أي معارك.

وشدد البيان على أهمية الحفاظ على الاستقرار النسبي في هذه المحافظة الذي وفّر للكثير من اليمنيين ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ومنحتهم القدرة على توفير فرص للبقاء على قيد الحياة.