جونسون أثناء تفقده مختبراً لتصنيع أجهزة فحص كوفيد-19.
جونسون أثناء تفقده مختبراً لتصنيع أجهزة فحص كوفيد-19.




عاملة طوارئ بريطانية تجمع الفحوص الذاتية من المنازل.
عاملة طوارئ بريطانية تجمع الفحوص الذاتية من المنازل.




البرازيليون في ماناوس ينتظرون إعادة تعبئة أسطوانات الأكسجين للمصابين بكوفيد.
البرازيليون في ماناوس ينتظرون إعادة تعبئة أسطوانات الأكسجين للمصابين بكوفيد.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
تتزايد المخاوف في الشارع البريطاني، بعد تحسن مؤشرات الإصابات اليومية والوفيات بفايروس كورونا الجديد، من أن يُقدم رئيس الوزراء بوريس جونسون غداً (الإثنين) على التحلل أكثر مما يلزم من قيود الإغلاق، فيعطي الفايروس الانتهازي فرصة يحلم بها لمعاودة تفشيه المتسارع، والتسبب في مزيد من الخسائر في الأرواح. جونسون، من ناحيته، أكد الأسبوع الماضي أنه متفائل، لكنه يجب أن يتحلى بالصبر. لكن صبر جونسون يقابله شعور متعاظم بـ«التوق للحرية» لدى نواب حزب المحافظين الذي يتزعمه، ويقف وراءهم طابور طويل من كتاب أعمدة الرأي والصحفيين المتعاطفين، وفي المقابل هناك دعاة التريث، ومسايسة الوباء وليس الانقضاض عليه وهو لا يزال قادراً على استنساخ سلالات جديدة أشد عدوىً وفتكاً. وفي ضوء ما سبق أن أعلنه جونسون عن نيته إعادة فتح المدارس اعتباراً من 8 مارس القادم؛ وهو ما يتوقع أن يرد في خطابه المهم غداً بشأن الإغلاق، أعلنت كل من مقاطعتي ويلز واسكتلندا أنهما قررتا فتح المدارس خلال فبراير الجاري. ويرى دعاة التريث أن إعادة فتح المدارس ستعني عودة حافلات لندن وقطاراتها للزحام المعتاد قبل الإغلاق، وبالتالي زيادة مخاطر تفشي الفايروس مجدداً. ويحذرون من أنه لا توجد دلائل علمية قاطعة حتى الآن في شأن دور محتمل للأطفال في نقل العدوى الفايروسية لآبائهم وأمهاتهم. بيد أن صحيفة «ديلي تلغراف» أكدت أمس، أن الإحصاءات الحقيقية على الأرض أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن التطعيم بلقاحي فايزر-بيونتك وأسترازينيكا-أكسفورد هو الذي مهّد ما سمته الصحيفة «السبيل إلى الحرية». وزادت أن الأرقام تؤكد أن اللقاح خفّض التفشي والإصابة بالفايروس بمعدل الثلثين. وأشارت إلى أنه تم تسليم جونسون، الذي يستعد لوضع اللمسات النهائية على «خريطة الطريق للحرية» التي سيعلنها غداً، إحصاءات تثبت أن تطعيم الفئات العمرية المختلفة بإبرة واحدة فقط من لقاح أسترازينيكا، أو فايزر-بيونتك هو الذي أحدث ذلك التغيير الدراماتيكي على جبهة الحرب على كوفيد-19. وتشير تلك الأرقام بوجه خاص إلى أن الإصابات وسط المسنين تتناقص بشكل سريع. كما أن الإصابات في دور إيواء المسنين انخفضت إلى النصف. واعتبرت «ديلي تلغراف» أن تلك التطورات تمثل نجاحاً لإستراتيجية بريطانيا التي غامرت بتطويل الفاصل الزمني بين إبرتي كل من اللقاحين المذكورين، من 3 إلى 12 أسبوعاً. وعلى رغم تلك الإحصاءات الباعثة للاطمئنان في النفوس، فإن الجمعية الطبية البريطانية (اتحاد أطباء بريطانيا) أصدر بياناً أمس الأول، ناشد فيه رئيس الوزراء وحكومته ألا يتم تخفيف القيود الاحترازية بشكل كبير ما لم يتحقق ما يشبه الاستئصال لفايروس كوفيد-19. ويذهب المتفائلون إلى ذلك الحد من التفاؤل اعتماداً على الحقيقة المتمثلة في أن بريطانيا بزّت بقية أمم العالم بتطعيم أكثر من 16 مليوناً من سكانها، على الأقل بالجرعة الأولى من اللقاحين المشار إليهما. ويشمل ذلك 99% من البريطانيين الذين تراوح أعمارهم بين 75 و79 عاماً، وأكثر من 93% ممن تجاوزوا 80 عاماً من العمر. وتنخفض الإصابات الجديدة في أرجاء بريطانيا بمعدل النصف كل أسبوعين. وإذا استمر هذا المنحى التنازلي، فمن المحتمل أن يقل عدد الإصابات الجديدة عن ألف حالة يومياً بحلول أبريل القادم. وبلغ تسارع برنامج التطعيم حداً أمس ما حدا بالسلطات البريطانية إلى أنها ستبدأ تطعيم الأشخاص الذين بلغوا العقد الرابع من أعمارهم خلال أسابيع. وسيعني ذلك تحولاً في إستراتيجية تحديد أولوية الفئات المستهدفة بالتطعيم، إذ بدلاً من التركيز على العاملين الأساسيين، سيتم استهداف البريطانيين على أساس الشريحة العُمرية، بعدما ثبتت بالدليل القاطع فعالية التطعيم بجرعة واحدة في الأشخاص من جميع الأعمار.

10.000.000 إصابة.. فاجعة البرازيل


تجاوز عدد الإصابات في البرازيل خلال عطلة نهاية الأسبوع 10 ملايين إصابة، وسط دلائل قوية على تسارع تفشي السلالة البرازيلية الجديدة من فايروس كوفيد-19، فيما تتسم حملات التطعيم ببطء سلحفائي، جراء عدم وجود عدد كافٍ من جرعات اللقاحات. وأعلنت البرازيل -أكبر دولة في أمريكا اللاتينية من حيثُ عدد السكان- أنها سجلت الخميس الماضي 51.879 إصابة جديدة، رافقتها 1367 وفاة في اليوم نفسه ليرتفع العدد الكلي للوفيات بالوباء هناك إلى 243.610 وفيات، وهو ثاني أكبر عدد للوفيات عالمياً. وفيما تشهد الدول الأخرى ظهور مؤشرات مشجعة على تحسن أزمتها الصحية؛ تشير الدلائل إلى أن البرازيل تشهد تسارعاً في التفشي، وارتفاعاً في عدد الوفيات بالوباء. فقط ظل عدد الإصابات اليومية طوال الشهرين الأول والثاني من 2021 يزيد على 50 ألفاً يومياً، وهو ضعف عدد الإصابات الجديدة خلال أكتوبر ونوفمبر الماضيين. كما أن عدد الوفيات لا يزال يفوق ألفاً يومياً.