اتخذت المملكة كافة الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والتي تعتبر عملا إجراميا بشعا ضد مواطن سعودي، كما اتخذت الإجراءات القضائية لمحاسبة المتورطين في القضية.
وطبقت المملكة القانون وقامت بمحاكمة المتهمين في الجريمة، وحضر جلسات محاكمتهم ممثلون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، كما حضر محاكمتهم ممثل لتركيا، إضافة إلى حضور ممثلي المنظمات الحقوقية السعودية وأبناء المجني عليه، مما يعكس منهج الشفافية التي طبقتها السلطات القضائية السعودية بما يتناسب مع أنظمتها المعتمدة.
وجاء تقرير مدير مكتب الاستخبارات الوطنية الأمريكية المتعلق بالقضية مستنداً على استنتاجات لا يمكن الجزم بصحتها، ولن تفلح محاولات أعداء المملكة في تصويرها كحقائق بهدف تسييس القضية.
ولا تنتظر المملكة تبرئة أو إدانة من أحد، فالوقائع معروفة وقد تم إجراء كافة التحقيقات والمحاكمات اللازمة، وتأمل أن يشكل هذا التطور فرصة للبعض ممن يستغلون هذه الجريمة المؤسفة لاستهداف العلاقات الثنائية بين البلدين، أن يتوقفوا عن السعي لتسييس هذه الجريمة النكراء وأن يحترموا أسرة جمال خاشقجي وذكراه.
والشراكة بين المملكة والولايات المتحدة هي شراكة قوية وتاريخية ومتينة، وتعمل المؤسسات في البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، وتكثيف التنسيق والتعاون بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وتُعد المملكة حليفا إستراتيجيا للولايات المتحدة وتتطلع إلى تعزيز العلاقات معها في مواجهة التحديات المشتركة، وتكثيف الجهود للتعاون في مختلف الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بما يحقق مصالح البلدين.
ويقف الشعب السعودي خلف قيادته الرشيدة ويثق فيما اتخذته من قرارات للتعامل مع قضية خاشقجي ومنع تكرار مثل هذه الحادثة، ولن يتأثر بمحاولات تسيس القضية أو أي محاولات لإشغاله عن القيام بدوره في مساندة قيادة المملكة في جهودها لبناء مستقبل مزدهر لشعبها من خلال رؤية 2030.
وتحدث الأخطاء والتجاوزات في كل دول العالم مهما كانت قوة النظام، ويبقى دور الدولة في معاقبة مرتكبي تلك التجاوزات واتخاذ أشد الإجراءات لضمان عدم تكرارها وهو ما قامت به حكومة المملكة، ومنها ما حدث في سجن أبو غريب من قبل عناصر من القوات الأمريكية تجاوزوا الصلاحيات الممنوحة لهم وقاموا بتعذيب السجناء العراقيين، ولم يكن يعلم بفعلهم رئيس الولايات المتحدة ولا نائب الرئيس ولا وزير الخارجية.
وشاهدنا في الماضي كيف أن بعض التقارير الاستخبارية المبنية على استنتاجات خاطئة ترتب عليها نتائج كارثية في منطقتنا، كالحرب على العراق التي بنيت على معلومات استخبارية خاطئة.