-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
تواجه المنطقة منعطفا خطيرا وحالة استقطاب جديدة، مع المتغيرات الجيو إستراتيجية التي نشأت بعد القرارات التي اتخذتها إدارة بايدن وتحديدا في ما يتعلق بالأزمة اليمنية واستمرار مليشيات الحوثي في اطلاق الصواريخ والمسيرات الايرانية الصنع على الأعيان المدنية في المملكة ومهاجمة قلب صناعة النفط السعودية، كون الحوثيين أصبحوا يهددون مصادر الطاقة وممرات التجارة العالمية وعصب اقتصاد العالم. بالمقابل يزعم النظام الايراني انه حقق انتصارا سياسيا لإجبار ادارة بايدن على الجلوس إلى طاولة مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي ،الذي جرى إلغاؤه من قِبل ترمب عام 2018 والعودة بالقوة لتنفيذ هذا الاتفاق، وهو الامر الذي يرفضه شركاء واشنطن في المنطقة كونه يقود لصياغة واقع جديد من قبل النظام الايراني. حيث يرى شركاء واشنطن ضرورة عزل إيران في المنطقة ولجم مليشياتها مثل الحشد الشعبي، وحزب الله، والحوثيين، الذين يعتبرون ادوات لنظام قم الذي يقوم بتدريب عشرات خبراء صناعة وتركيب الصواريخ والطائرات دون طيار لإطلاقها على السعودية. من جهته، أطلق المبعوث الامريكي لليمن مسار السلام الذي وافقت عليه المملكة ورفضه الحوثيون. من وجهة النظر الأمريكية فإن على السعودية الانتقال من «الحالة العسكرية» مع الحوثيين إلى «الحالة الدبلوماسية» على حد زعمهم، وهم إما ينسون او يتناسون ان الحالة العسكرية لم تبدأها المملكة اطلاقا، والحوثي هو الذي انقلب على الشرعية اليمنية بدعم من ايران، وأدى هذا الانقلاب لاطالة أمد الحربو زيادة أعداد الضحايا، وتشير التقديرات إلى أكثر من 100 ألف قتيل في الحرب، إضافة إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسبب اجرام الحوثي ومجازره التي ارتكبها بحق الشعب اليمني، وتجاهله لعملية السلام في اليمن المبنية على المرجعيات الثلاث؛ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية (2011)، ومخرجات الحوار الوطني (2014)، والقرار 2216 (2015). وفي الوقت نفسه تستمر ايران في إنتاج اليورانيوم بمستويات أعلى من التخصيب تجعل إيران أقرب إلى مستويات تطوير الاستخدامات العسكرية لها بحسب ما اعلنته وكالة الطاقة الذرية. حيث قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن إيران لديها أقل قليلا من 20 كيلوغراما من (اليورانيوم المخصب بنسبة 20%)، لكن لديها ما يقرب من 3000 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب المنتج بالفعل بمستويات أقل، لذا فهي كمية متزايدة، وفق ما نقلته صحيفة «نكي آسيا» اليابانية.يأتي هذا في وقت تحاول القوى العالمية وإيران إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي وصفه البرلمان الإيراني بأنه أضحى شبه ميت بحسب قوله.

إن لعبة الحوثي/‏‏‏إيران تقود المنطقة الى منحدر خطر، من خلال الدفع نحو تكتيك جديد مع الادارة الديمقراطية التي استدارت عن حلفائها التقليديين في المنطقة. وقد تدفع الى تفاهمات إيرانية/‏‏‏أمريكية التي ستؤدي في نهاية المطاف الى اطالة امد ازمة اليمن وإحداث مخاوف للأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط.