-A +A
مريم محمد حسين الكاف
إن أكثر الايات التي استوقفتني كنت أمامها عاجزة عن التعبير متأملة في دقة معانيها وبنائها المحكم وروعة اسلوبها وسحر عجائبها وعلومها ومعجزاتها. فعندما نتأمل هذا الكون العظيم ونرى دقة التفاصيل نجد قدرة الخالق عز وجل في خلق هذه البقاع مهما كبرت او صغرت فما لنا الا ان نقول سبحان الله.. فعندما نرى الجبال الشاهقة ومدى صمودها بالرغم من مرور السنين وتقلبات المناخ تثبت الارض وتحفظها من الاضطراب والميلان وتؤمن لها الاستقرار وعندما نتأمل البحار وكيف تلتقي مع بعضها نرى من خلالها روعة ما خلقه الخالق لان لكل بحر خصائص خاصة. واذا نظرنا الى السماء نجد تلك السحب البيضاء التي تتكون وتتكتل لتهطل الامطار على ارجاء البقاع وهذا ما ذكر في قوله تعالى (ألم ترَ أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله). حين نتدبر ونتأمل الاراضي الواسعة نلاحظ الافق وعندما نقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل هذه المغارب أين تغرب وهذه المطالع من اين تطلع فقال (هي على رسلها لا تبرح ولا تزول تغرب عن قوم وتطلع على قوم فقوم يقولون غربت وقوم يقولون طلعت) نجد فيه كفاية في الادلة عن كروية الارض ودورانها وتبادل الليل والنهار. لقد كشفت تقارير ودراسات عدة عن ظاهرة تغير المناخ العالمي الذي علق عليه الامين العام للهيئة الوطنية الدكتور عبدالعزيز بن حامد ابو زنادة وضح فيه أن الزيادة المضطردة في انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين ادى الى تفاقم خطورة هذه الظاهرة التي من شأنها حدوث انقراض في الحيوانات. وتشير الدراسات الى ان هذه الظاهرة سوف تؤدي الى حدوث هجرة للطيور وتغير في المناخ فتتحول الجزيرة العربية الى مروج خضراء مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد احدا يقبلها منه وحتى تعود ارض العرب مروجا وأنهارا) حيث انبهر بها العلماء في زماننا والتي تم اكتشافها في اواخر الستينات والسبعينات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يركب البحر الا حاج او معتمر او غازٍ في سبيل الله فان تحت البحر نارا وتحت النار بحرا).
ويعجب الانسان لهذا السبق في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة ليقف امامها عاجزا منبهرا نادما لغفلته عن اسرار هذا الكون وانشغاله بالحياة الفانية، فكانت هذه الاحاديث والآيات القرانية شهادات مادية ملموسة على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، الذي حفظه تعالى على مدى اربعة عشر قرنا او يزيد والى قيام الساعة بنفس لغة الوحي كلمة كلمة وحرفا حرفا.. فالحمدلله الذي نور قلوبنا بنور القرآن وصلى الله على من كان القرآن نورا وهدى وشفاء له سيدنا وقرة أعيننا محمد رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.

جامعة صنعاء للعلوم والتكنولوجيا - كلية الآداب - قسم علاقات عامة