نص للدكتور حسن النعمي، يقطر حزناً على رحيل والدته الأسبوع الماضي، ورغم الحزن المسيطر عليه، إلا أن النعمي كتب نصّاً عميقاً يعبّر عن مهجة محترقة وحزن عميق وحنين لا ينفد رصيده.
في عربةِ نقلِ الموتى
كنتُ وحيداً أمامَ جثمانِ أمِي الصَّامتِ في أبديَّتهِ
ورائحةُ الموتِ وتوسلاتُ دموعِي تحيطُ بِي،
كانَ الوقتُ ضُحَى،
والطَّريقُ إلى المثوى الأخيرِ بدا خاشعاً
غابَ كلُّ شيءٍ في ذهنِي إلَّا صوتَ أمِي الخالدَ،
كانَ لجثمانِها حضورٌ مختلفٌ حضورٌ يذكّرنِي
بعجزي أمامَ سلطةِ الموتِ العليا،
تساءلتُ:
لماذا أنا الوحيدُ الَّذي اختارتهُ الأقدارُ ليكونَ بجوارِها
في رحلتِها الأخيرةِ
أعرفُ أنَّ قوةَ اللهِ وضعتنِي هنا لأسألَ السُّؤالَ الأخيرَ:
لماذا تغادرينَ؟
استغفرتُ من جرأتِي على السُّؤالِ
وفي اللَّحظةِ الَّتي كانت السَّيارةُ تنهبُ الطَّريقَ
كنتُ أتشبثُ بجثمانِ أمِي إذ كانَ آخرَ العالمِ بالنسبة إليَّ،
أو اليقينَ الأخيرَ واللَّحظةَ الحرجةَ
فلا شيء بعدَها يمكنُ أن يجمّلَ الحياةَ
فمنذُ استقرَّ جثمانُها تحتَ اللَّحدِ
تلاشَى كلُّ ما حفظتهُ من أدعيةٍ،
ومن يقينيَّاتِ اللَّحظةِ، وحلَّ محلَّها سؤالُ:
لماذا الآنَ وليسَ غداً أو بعدَ حينٍ، أو بعدَ كلّ البعدِ؟!
كسرتُ نفسِي بقولِ: (الحمدُ للهِ على كلّ حالٍ نحنُ فيهِ).
في عربةِ نقلِ الموتى
كنتُ وحيداً أمامَ جثمانِ أمِي الصَّامتِ في أبديَّتهِ
ورائحةُ الموتِ وتوسلاتُ دموعِي تحيطُ بِي،
كانَ الوقتُ ضُحَى،
والطَّريقُ إلى المثوى الأخيرِ بدا خاشعاً
غابَ كلُّ شيءٍ في ذهنِي إلَّا صوتَ أمِي الخالدَ،
كانَ لجثمانِها حضورٌ مختلفٌ حضورٌ يذكّرنِي
بعجزي أمامَ سلطةِ الموتِ العليا،
تساءلتُ:
لماذا أنا الوحيدُ الَّذي اختارتهُ الأقدارُ ليكونَ بجوارِها
في رحلتِها الأخيرةِ
أعرفُ أنَّ قوةَ اللهِ وضعتنِي هنا لأسألَ السُّؤالَ الأخيرَ:
لماذا تغادرينَ؟
استغفرتُ من جرأتِي على السُّؤالِ
وفي اللَّحظةِ الَّتي كانت السَّيارةُ تنهبُ الطَّريقَ
كنتُ أتشبثُ بجثمانِ أمِي إذ كانَ آخرَ العالمِ بالنسبة إليَّ،
أو اليقينَ الأخيرَ واللَّحظةَ الحرجةَ
فلا شيء بعدَها يمكنُ أن يجمّلَ الحياةَ
فمنذُ استقرَّ جثمانُها تحتَ اللَّحدِ
تلاشَى كلُّ ما حفظتهُ من أدعيةٍ،
ومن يقينيَّاتِ اللَّحظةِ، وحلَّ محلَّها سؤالُ:
لماذا الآنَ وليسَ غداً أو بعدَ حينٍ، أو بعدَ كلّ البعدِ؟!
كسرتُ نفسِي بقولِ: (الحمدُ للهِ على كلّ حالٍ نحنُ فيهِ).