في مثل هذه الأيام وقبل دخول رمضان يتهافت الناس على الاسواق فيما يشبه (الهجمة الشرسة) لشراء متطلبات شهر الصوم كأنما اصبح رمضان لديهم شهرا للطعام والشراب وتنوع الاغذية والاطعمة في الموائد ونسوا ما لهذا الشهر المبارك من معان عظيمة ونفحات روحانية تجعل الانسان مقبلا على الطاعة ومتلهفا للعبادة فيه!
هذا التهافت على الاسواق يتعارض مع الدروس التي ينطوي عليها رمضان في تربية الاحساس بالآخرين من المحتاجين والمعوزين الذين لا يجدون إلا ما يسد الرمق ولا يشبعون حتى يأكلون بسبب فقرهم حتى اذا جاء رمضان يتساوى الجميع في هذا الاحساس بألم الجوع والعطش لساعات معدودة ليشكروا الله على نعمه.
ويتعارض هذا التهافت على الاسواق ايضا مع الازمة المالية التي يعيشها معظم اصحاب الدخول المتوسطة ومحدودي الدخل بسبب ارتفاع الاسعار من ناحية ولتزامن رمضان هذا العام مع العطلة الصيفية والانفاق الذي يصاحبها في السفر والسياحة واحتياجات العيد ومستلزماته ثم موسم العودة الى المدارس وما تتطلبه من مستلزمات ومصروفات.
وعلى الرغم من هذه الظروف مجتمعة يجمع معظم من استطلعت آراءهم في هذه القضية انه مهما اجتمعت الحواجز والظروف لن تمنع الناس بمختلف فئاتها غني او فقير من التهافت على الاسواق وتخزين السلع الرمضانية والمواد الغذائية وكأن شيئا لم يكن ويكون حجم الانفاق على الاكل والشرب كبيرا لأن موائدها اكبروأكثرتنوعا.
وهي نزعة استهلاكية عند الانسان تكون ظاهرة في هذا الشهر خلافا عن الاشهر الاخرى رغم انه شهر صوم وعبادة.
فهذا الانفاق الزائد والمبالغ فيه يجعل معظم ارباب الاسر على مختلف مستوياتهم ودخولهم يصرخون ويشتكون من هذا العبء الثقيل خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة نتيجة ارتفاع اسعار معظم السلع الضرورية والكمالية حتى اصبحت هما كبيرا تعاني منه الاسرة السعودية خاصة اصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة الذين اصبحوا في ازمة حقيقية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا هو لماذا هذا التهافت على الاسواق من مواطن يشتكي أصلا من ازمة مالية غارقة في الديون والقروض. وكيف يمكن تصحيح هذا الوضع وتغيير عاداتنا وثقافتنا الاستهلاكية في هذا الشهر تحديدا.
إغراق بالكماليات
من اقوى الاسباب التي تراها الكاتبة والباحثة الاقتصادية الدكتورة اميرة علي اليماني لهذا الاقبال الشديد على الاسواق في هذه الايام هو اغراق السوق بصنوف الكماليات مما دفع الناس الى الاستهلاك دون حاجة ملحة ولكن مع كثرة العرض والاعلان ترسخ في ذهن المستهلك اهمية هذه السلعة فيقدم على شرائها وقد يندفع متأثراً بالاعلان عنها بطريقة مثيرة خاصة مع لجوء الكثير من التجار الى اسلوب ترويجي على السلع المباعة بتخصيص جوائز يومية واسبوعية والجائزة الكبرى في نهاية الشهر!! بالاضافة الى انخفاض الوعي الاستهلاكي لدى بعض افراد المجتمع وعدم توجيههم وتعويدهم منذ وقت مبكر على السلوك الاستهلاكي المنضبط بآداب الاسلام من خلال التوعية الدينية بحرمة الاستهلاك الزائد عن الحد وكذلك التخزين حتى لا يحدث نوع من التكالب على الشراء ينتج عنه إغراء بعض التجار بزيادة الاسعار دون مبررات منطقية حتى وان كانت المنتجات والسلع ليست اساسية بل كمالية ايضا.
ففي هذا الشهر نرى تدافع المستهلكين وتزاحمهم في الاسواق بشكل غير مألوف المهم ان الشخص يضع امامه من المأكولات والمشروبات ما يكفيه لأيام كثيرة رغم ان نسبة كبيرة مما يوضع على تلك الموائد يلقى في صناديق القمامة.
موسم للربح
ولا يبتعد عصام مصطفى خليفة الباحث والكاتب الاقتصادي كثيرا عن رؤية الدكتورة يماني في تفسيرها لهذا الاندفاع الاستثنائي على الاسواق قبيل رمضان مضيفا ان من الاسباب الرئيسية لارتفاع الاسعار في رمضان هو استغلال اصحاب المحلات التجارية للاقبال الشديد من جمهور المستهلكين على الشراء بكميات كبيرة واعتبار رمضان موسما للربح الوفير لهم.
كما ان الصرف المبكر للرواتب ساعد على زيادة المصروفات وبالتالي زاد من اعباء وهموم الموظفين وتعرضهم الى معاناة كبيرة في انتظار راتب شهر شوال.
الا انه يرى ان هناك نوعين من أرباب الاسر في التعامل مع مصروفات رمضان:
النوع الاول يتعامل مع الميزانية بعقلانية واعتدال في مصروفاتهم على ضوء المبلغ المتاح لديهم فيتصدى لكثير من الطلبات التي لا تعتبر مهمة.
هذا النوع يتمتع بثقافة استهلاكية واعية ويمكن التعايش مع مختلف الظروف بحكمة ودراية وتخطيط مدروس حسب امكانياته المادية وباستطاعته تلافي الكثير من المشاكل وتوفير احتياجاته الضرورية في كل مناسبة.
والنوع الآخر: هم اولئك الذين يصرفون بلا تدبير ولا عقلانية ولا يستطيعون كبح جماح رغباتهم ورغبات ذويهم معتمدين على سياسة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب».. هؤلاء تخرج الميزانية عن سيطرتهم ويقعون في اخطاء كبيرة مثل الاقتراض من البنوك او الاصدقاء او استخدام البطاقات الائتمانية لتلبية رغباتهم وبالتالي يدخلون في مشاكل وضغوط مالية واسرية تجعلهم في اوضاع نفيسة سيئة اضافة الى ان سداد الدين سيكون مشكلة كبيرة لهم خاصة انه تنتظرهم مناسبة العيد والعودة الى المدارس فماذا سيفعلون؟
العم جابر قال وطأة الاسعار تثقل كاهلنا وتنهك جيوبنا ايام ويأتي رمضان ومعه تنشط حركة الناس في شراء «مقاضي» رمضان ويستغل التجار الموسم في رفع الاسعار مما يشكل عبئا لذوي الدخل المحدود وأسوأ ما سيعكر صفو اجوائنا في هذا الشهر هو ارتفاع الاسعار.
الرقابة غائبة
اما ناصر الغامدي الذي كان يتسوق في احد المراكز التجارية فيقول: ازدادت الاسعار بصورة كبيرة والذي نلاحظه انه لا تمر فترة قصيرة جدا الا وتشهد بعض السلع تغيرا في اسعارها وللاسف التجار يستغلون الطلب المتزايد في هذا الشهر على المواد الغذائية والرقابة غائبة.
جشع واستغلال واضح
اما فهد الياس فقد شكا من التجار الذين يرفعون الاسعار يقول: في كل عام وقبل دخول شهر رمضان بأيام قليلة تزداد الاسعار وتتفاوت، وليت الامر يتوقف عند هذا الحد بل يصل الى ان بعض التجار يجدون هذا الشهر وهذا التهافت مناسبة للتخلص من بضائعهم التي توشك على الانتهاء فيحرصون على عرضها امام مراكزهم ومحلاتهم ونحن وبدون وعي نفرغ ما في جيوبنا دون ان نفكر ان ما نشتريه سيكون مصيره براميل القمامة لاننا لن نأكله كله في هذا الشهر.
نكتفي بالضروريات
اما ناجي الجهني فقد رأى الى ان ارتفاع الاسعار هذا العام سوف يؤدي الى عزوف الناس عن شراء الكثير من المواد التي اعتادوا على شرائها في السنوات الماضية وسوف يكتفون فقط بالضروريات.
استعدادات مبكرة
اما البائع سليمان الفالح فقد اشار الى ان الطلب على السلع الرمضانية قد بدأ منذ الاسبوع الماضي وسوف يزداد في رمضان وان اغلب محلات المواد الغذائية قد استكملت استعداداتها لهذا الموسم حيث وفرت كل ما يحتاجه المستهلك.
ارتفاع الاسعار لا يردع
ويؤكد سالم ابراهيم وهو بائع ان الاسواق ستكون مكتظة كما في كل عام ولن تغيب الاصناف المعتادة عن السفر الرمضانية لكن الاختلاف الذي سيطرأ سيكون في حجم الكميات فقط لا غير.
اما نائب رئيس اللجنة التجارية بغرفة جدة الدكتور واصف كابلي قال: ان الاسعار الحالية التي يبيع بها التجار بضائعهم لن تسهم في غياب الاصناف التي اعتاد الناس رؤيتها في رمضان على مائدتهم لكنه استدرك بقوله: لن تكون الكميات المشتراة كما كانت عليه في السابق.
وان الغرفة التجارية بالتعاون مع وزارة التجارة ستقوم بمراقبة السوق لحمايته من نقص السلع ومنع الاحتكار حتى لا ترفع الاسعار وذلك بالتنسيق مع الموردين وانهم وضعوا خطة عمل لمتابعة اسعار السوق خلال شهر رمضان المبارك لوقف أي تلاعب يضر بالمستهلك وذلك بهدف تمكينه من شراء المستلزمات الغذائية التي يريدها.
واوضح عضو مجلس ادارة غرفة المدينة عضو اللجنة التجارية محمد المنصور ان زيادة معدل السيولة المالية في السوق المحلي اسهم الى حد كبير في ارتفاع الاسعار خاصة ان السلع لم يزد عددها وقال: لحل مشكلة الغلاء لا بد من تجفيف السوق من تلك السيولة وهذا يستغرق على الاقل خمس سنوات مضى منها سنة بحسب الخطة الموضوعة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي وبقي اربع سنوات لذا فالفترة المتبقية تتطلب من المجتمع ان يعي اهمية الترشيد والبحث عن البديل الارخص بعد التخلي عن نظرية «الغالي هو الافضل» حتى تستقر الاسعار وتعود الى وضعها الطبيعي واعتقد ان ارتفاع الاسعار ربما يسهم في تقليل الكميات فقط.
وأخيرا انتقد رئيس اللجنة التجارية بغرفة المدينة محمود رشوان ارتفاع اسعار السلع الغذائية وقال: هناك سلع لا يمكن بأي حال من الاحوال تبرير ارتفاعاتها لكن مع الاسف المشكلة تكمن في الرقابة لأن العمالة الاجنبية التي تبسط بضاعتها عند المساجد خلال شهر رمضان تسهم في احداث اضطراب في الاسعار والمستهلك مع الاسف الشديد يشتري منهم فترفع الجهات الاخرى اسعارها تماشيا مع اندفاع المستهلك في الشراء وهناك حالات عدة مثبتة في هذا النوع ويجري العمل حاليا على ايجاد آلية لمنع استمرارها. وتمنى ان تسهم فترة الغلاء الحالية في تكوين ثقافة لدى المستهلك تقوده الى التعاطي مع العمليات الشرائية بما يكفي حاجته دون زيادة او اسراف وقال: سلوكيات المستهلك اذا لم تتغير فإن التاجر لن يخفض اسعاره طالما هناك اقبال على ما يعرضه بالاسعار التي يطرحها.
هذا التهافت على الاسواق يتعارض مع الدروس التي ينطوي عليها رمضان في تربية الاحساس بالآخرين من المحتاجين والمعوزين الذين لا يجدون إلا ما يسد الرمق ولا يشبعون حتى يأكلون بسبب فقرهم حتى اذا جاء رمضان يتساوى الجميع في هذا الاحساس بألم الجوع والعطش لساعات معدودة ليشكروا الله على نعمه.
ويتعارض هذا التهافت على الاسواق ايضا مع الازمة المالية التي يعيشها معظم اصحاب الدخول المتوسطة ومحدودي الدخل بسبب ارتفاع الاسعار من ناحية ولتزامن رمضان هذا العام مع العطلة الصيفية والانفاق الذي يصاحبها في السفر والسياحة واحتياجات العيد ومستلزماته ثم موسم العودة الى المدارس وما تتطلبه من مستلزمات ومصروفات.
وعلى الرغم من هذه الظروف مجتمعة يجمع معظم من استطلعت آراءهم في هذه القضية انه مهما اجتمعت الحواجز والظروف لن تمنع الناس بمختلف فئاتها غني او فقير من التهافت على الاسواق وتخزين السلع الرمضانية والمواد الغذائية وكأن شيئا لم يكن ويكون حجم الانفاق على الاكل والشرب كبيرا لأن موائدها اكبروأكثرتنوعا.
وهي نزعة استهلاكية عند الانسان تكون ظاهرة في هذا الشهر خلافا عن الاشهر الاخرى رغم انه شهر صوم وعبادة.
فهذا الانفاق الزائد والمبالغ فيه يجعل معظم ارباب الاسر على مختلف مستوياتهم ودخولهم يصرخون ويشتكون من هذا العبء الثقيل خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة نتيجة ارتفاع اسعار معظم السلع الضرورية والكمالية حتى اصبحت هما كبيرا تعاني منه الاسرة السعودية خاصة اصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة الذين اصبحوا في ازمة حقيقية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا هو لماذا هذا التهافت على الاسواق من مواطن يشتكي أصلا من ازمة مالية غارقة في الديون والقروض. وكيف يمكن تصحيح هذا الوضع وتغيير عاداتنا وثقافتنا الاستهلاكية في هذا الشهر تحديدا.
إغراق بالكماليات
من اقوى الاسباب التي تراها الكاتبة والباحثة الاقتصادية الدكتورة اميرة علي اليماني لهذا الاقبال الشديد على الاسواق في هذه الايام هو اغراق السوق بصنوف الكماليات مما دفع الناس الى الاستهلاك دون حاجة ملحة ولكن مع كثرة العرض والاعلان ترسخ في ذهن المستهلك اهمية هذه السلعة فيقدم على شرائها وقد يندفع متأثراً بالاعلان عنها بطريقة مثيرة خاصة مع لجوء الكثير من التجار الى اسلوب ترويجي على السلع المباعة بتخصيص جوائز يومية واسبوعية والجائزة الكبرى في نهاية الشهر!! بالاضافة الى انخفاض الوعي الاستهلاكي لدى بعض افراد المجتمع وعدم توجيههم وتعويدهم منذ وقت مبكر على السلوك الاستهلاكي المنضبط بآداب الاسلام من خلال التوعية الدينية بحرمة الاستهلاك الزائد عن الحد وكذلك التخزين حتى لا يحدث نوع من التكالب على الشراء ينتج عنه إغراء بعض التجار بزيادة الاسعار دون مبررات منطقية حتى وان كانت المنتجات والسلع ليست اساسية بل كمالية ايضا.
ففي هذا الشهر نرى تدافع المستهلكين وتزاحمهم في الاسواق بشكل غير مألوف المهم ان الشخص يضع امامه من المأكولات والمشروبات ما يكفيه لأيام كثيرة رغم ان نسبة كبيرة مما يوضع على تلك الموائد يلقى في صناديق القمامة.
موسم للربح
ولا يبتعد عصام مصطفى خليفة الباحث والكاتب الاقتصادي كثيرا عن رؤية الدكتورة يماني في تفسيرها لهذا الاندفاع الاستثنائي على الاسواق قبيل رمضان مضيفا ان من الاسباب الرئيسية لارتفاع الاسعار في رمضان هو استغلال اصحاب المحلات التجارية للاقبال الشديد من جمهور المستهلكين على الشراء بكميات كبيرة واعتبار رمضان موسما للربح الوفير لهم.
كما ان الصرف المبكر للرواتب ساعد على زيادة المصروفات وبالتالي زاد من اعباء وهموم الموظفين وتعرضهم الى معاناة كبيرة في انتظار راتب شهر شوال.
الا انه يرى ان هناك نوعين من أرباب الاسر في التعامل مع مصروفات رمضان:
النوع الاول يتعامل مع الميزانية بعقلانية واعتدال في مصروفاتهم على ضوء المبلغ المتاح لديهم فيتصدى لكثير من الطلبات التي لا تعتبر مهمة.
هذا النوع يتمتع بثقافة استهلاكية واعية ويمكن التعايش مع مختلف الظروف بحكمة ودراية وتخطيط مدروس حسب امكانياته المادية وباستطاعته تلافي الكثير من المشاكل وتوفير احتياجاته الضرورية في كل مناسبة.
والنوع الآخر: هم اولئك الذين يصرفون بلا تدبير ولا عقلانية ولا يستطيعون كبح جماح رغباتهم ورغبات ذويهم معتمدين على سياسة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب».. هؤلاء تخرج الميزانية عن سيطرتهم ويقعون في اخطاء كبيرة مثل الاقتراض من البنوك او الاصدقاء او استخدام البطاقات الائتمانية لتلبية رغباتهم وبالتالي يدخلون في مشاكل وضغوط مالية واسرية تجعلهم في اوضاع نفيسة سيئة اضافة الى ان سداد الدين سيكون مشكلة كبيرة لهم خاصة انه تنتظرهم مناسبة العيد والعودة الى المدارس فماذا سيفعلون؟
العم جابر قال وطأة الاسعار تثقل كاهلنا وتنهك جيوبنا ايام ويأتي رمضان ومعه تنشط حركة الناس في شراء «مقاضي» رمضان ويستغل التجار الموسم في رفع الاسعار مما يشكل عبئا لذوي الدخل المحدود وأسوأ ما سيعكر صفو اجوائنا في هذا الشهر هو ارتفاع الاسعار.
الرقابة غائبة
اما ناصر الغامدي الذي كان يتسوق في احد المراكز التجارية فيقول: ازدادت الاسعار بصورة كبيرة والذي نلاحظه انه لا تمر فترة قصيرة جدا الا وتشهد بعض السلع تغيرا في اسعارها وللاسف التجار يستغلون الطلب المتزايد في هذا الشهر على المواد الغذائية والرقابة غائبة.
جشع واستغلال واضح
اما فهد الياس فقد شكا من التجار الذين يرفعون الاسعار يقول: في كل عام وقبل دخول شهر رمضان بأيام قليلة تزداد الاسعار وتتفاوت، وليت الامر يتوقف عند هذا الحد بل يصل الى ان بعض التجار يجدون هذا الشهر وهذا التهافت مناسبة للتخلص من بضائعهم التي توشك على الانتهاء فيحرصون على عرضها امام مراكزهم ومحلاتهم ونحن وبدون وعي نفرغ ما في جيوبنا دون ان نفكر ان ما نشتريه سيكون مصيره براميل القمامة لاننا لن نأكله كله في هذا الشهر.
نكتفي بالضروريات
اما ناجي الجهني فقد رأى الى ان ارتفاع الاسعار هذا العام سوف يؤدي الى عزوف الناس عن شراء الكثير من المواد التي اعتادوا على شرائها في السنوات الماضية وسوف يكتفون فقط بالضروريات.
استعدادات مبكرة
اما البائع سليمان الفالح فقد اشار الى ان الطلب على السلع الرمضانية قد بدأ منذ الاسبوع الماضي وسوف يزداد في رمضان وان اغلب محلات المواد الغذائية قد استكملت استعداداتها لهذا الموسم حيث وفرت كل ما يحتاجه المستهلك.
ارتفاع الاسعار لا يردع
ويؤكد سالم ابراهيم وهو بائع ان الاسواق ستكون مكتظة كما في كل عام ولن تغيب الاصناف المعتادة عن السفر الرمضانية لكن الاختلاف الذي سيطرأ سيكون في حجم الكميات فقط لا غير.
اما نائب رئيس اللجنة التجارية بغرفة جدة الدكتور واصف كابلي قال: ان الاسعار الحالية التي يبيع بها التجار بضائعهم لن تسهم في غياب الاصناف التي اعتاد الناس رؤيتها في رمضان على مائدتهم لكنه استدرك بقوله: لن تكون الكميات المشتراة كما كانت عليه في السابق.
وان الغرفة التجارية بالتعاون مع وزارة التجارة ستقوم بمراقبة السوق لحمايته من نقص السلع ومنع الاحتكار حتى لا ترفع الاسعار وذلك بالتنسيق مع الموردين وانهم وضعوا خطة عمل لمتابعة اسعار السوق خلال شهر رمضان المبارك لوقف أي تلاعب يضر بالمستهلك وذلك بهدف تمكينه من شراء المستلزمات الغذائية التي يريدها.
واوضح عضو مجلس ادارة غرفة المدينة عضو اللجنة التجارية محمد المنصور ان زيادة معدل السيولة المالية في السوق المحلي اسهم الى حد كبير في ارتفاع الاسعار خاصة ان السلع لم يزد عددها وقال: لحل مشكلة الغلاء لا بد من تجفيف السوق من تلك السيولة وهذا يستغرق على الاقل خمس سنوات مضى منها سنة بحسب الخطة الموضوعة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي وبقي اربع سنوات لذا فالفترة المتبقية تتطلب من المجتمع ان يعي اهمية الترشيد والبحث عن البديل الارخص بعد التخلي عن نظرية «الغالي هو الافضل» حتى تستقر الاسعار وتعود الى وضعها الطبيعي واعتقد ان ارتفاع الاسعار ربما يسهم في تقليل الكميات فقط.
وأخيرا انتقد رئيس اللجنة التجارية بغرفة المدينة محمود رشوان ارتفاع اسعار السلع الغذائية وقال: هناك سلع لا يمكن بأي حال من الاحوال تبرير ارتفاعاتها لكن مع الاسف المشكلة تكمن في الرقابة لأن العمالة الاجنبية التي تبسط بضاعتها عند المساجد خلال شهر رمضان تسهم في احداث اضطراب في الاسعار والمستهلك مع الاسف الشديد يشتري منهم فترفع الجهات الاخرى اسعارها تماشيا مع اندفاع المستهلك في الشراء وهناك حالات عدة مثبتة في هذا النوع ويجري العمل حاليا على ايجاد آلية لمنع استمرارها. وتمنى ان تسهم فترة الغلاء الحالية في تكوين ثقافة لدى المستهلك تقوده الى التعاطي مع العمليات الشرائية بما يكفي حاجته دون زيادة او اسراف وقال: سلوكيات المستهلك اذا لم تتغير فإن التاجر لن يخفض اسعاره طالما هناك اقبال على ما يعرضه بالاسعار التي يطرحها.