وسط بيت حجري متواضع بمدينة «ناشرات الفل» وخُضُر الروابي والسفوح، المغسولة بعباءة التاريخ، في السهل الأفيح بين جبال السروات شرقاً وشواطئ البحر الأحمر غرباً «صبيا»؛ وُلِد بين سبعة ذكور وبنتين، منتصف الأربعينات الميلادية، وميَّزَه أبوه لحساسيته وشفافيته.. ومن معيشة فقدان طفولية في «جازان»؛ تيتَّم مبكراً بوفاة أمه عند الثانية من عُمُره.. ومع قلمه الأنيق؛ لم يستطع قطار النسيان اختطاف ذلك الأديب الذي نسج خيوط فن «الصحافة»، وأعاد «النمط الجاحظي» لفن المقالة القصصية «القَصْمَقَالة».. إنه الأديب علوي طه الصافي.
من رغبة أبيه تعليم أبنائه «الإنجليزية» منذ «الابتدائية»؛ ابتعثه وأخاه «أحمد» نهاية الخمسينات الميلادية لخاله «سالم الزين» في بيروت فترة علاجه الطويلة.. وفي تلك المرحلة الخصبة في «زهرة الشرق»؛ التحق بابتدائية «ذي النورين»، ونهل من مكتبة خاله.. وحين انفتح على القراءة النَهِمَة؛ قرأ مؤلفات تكبر سنه لعظماء التاريخ.
وعند «الإعدادية» بمدرسة «معاذ بن جبل» في جازان؛ استلَّ قلمه مبارزاً الكتابة والفكر، وملاحقاً المعرفة والثقافة.. ومن تلك المحطة الذهبية المُمَهِّدة؛ كتب أولى مقالاته «جبران.. نابغة لبنان» بصحيفة «الرائد».. وفي بداية أخرى من حذاقة القلم؛ كتب في جريدة «قريش»، ثم مجلة «الجزيرة» عن عميد الأدب العربي «طه حسين».
في الستينات الميلادية حين لم توجد «ثانوية» بجازان؛ انتقل للعروس «جُدَّة» منتسباً بثانوية «الشاطئ» الليلية، وكاتباً بـ«البلاد» مجاوراً لكبار الكتَّاب.. وبين لقب «أستاذ» أطلقه عليه عبدالله بن خميس قبل إتمامه «الإعدادية»، ومهنة «صحافي» ولم يكمل «الثانوية»؛ غادر إلى الرياض للدراسة الجامعية، فحضرته فرصة الالتحاق بجامعة بيروت منتسباً بقسم «القانون».
مع المحطة الثقافية السعودية وملتقى الفكر العربي بمحتواها العميق «مجلة الفيصل» التي أنشئت عام 1977؛ كانت بذرته وروحه وأكبر أبنائه، لظهورها بعد زواجه بعام، وعقب ولادة ابنته الكبرى بشهرين.. ومن جُهد 17 عاماً مؤسساً ورئيساً للتحرير؛ غادرها مودعاً يومه الأخير داخلها بدموع الفراق حزناً، وكأنه فقد أحد أبنائه.
أما زاويته النقدية «مسمار» التي نشرها باسم مستعار بمجلة «اليمامة»؛ فتصيَّد أخطاء المثقفين ونقدها بكتاباته اللاذعة.. وحين شارك أصدقاءه الأربعة بتحرير «صفحة الجنوب» نهاية الخمسينات الميلادية وتبنتها صحيفة «الندوة»؛ أصبحت صوت «جازان» الأسبوعي المطل على الوطن.. وفي نصف قرن من التعب الكتابي المريح؛ وجد راحته بين أسرته وأبنائه الثمانية.
من رغبة أبيه تعليم أبنائه «الإنجليزية» منذ «الابتدائية»؛ ابتعثه وأخاه «أحمد» نهاية الخمسينات الميلادية لخاله «سالم الزين» في بيروت فترة علاجه الطويلة.. وفي تلك المرحلة الخصبة في «زهرة الشرق»؛ التحق بابتدائية «ذي النورين»، ونهل من مكتبة خاله.. وحين انفتح على القراءة النَهِمَة؛ قرأ مؤلفات تكبر سنه لعظماء التاريخ.
وعند «الإعدادية» بمدرسة «معاذ بن جبل» في جازان؛ استلَّ قلمه مبارزاً الكتابة والفكر، وملاحقاً المعرفة والثقافة.. ومن تلك المحطة الذهبية المُمَهِّدة؛ كتب أولى مقالاته «جبران.. نابغة لبنان» بصحيفة «الرائد».. وفي بداية أخرى من حذاقة القلم؛ كتب في جريدة «قريش»، ثم مجلة «الجزيرة» عن عميد الأدب العربي «طه حسين».
في الستينات الميلادية حين لم توجد «ثانوية» بجازان؛ انتقل للعروس «جُدَّة» منتسباً بثانوية «الشاطئ» الليلية، وكاتباً بـ«البلاد» مجاوراً لكبار الكتَّاب.. وبين لقب «أستاذ» أطلقه عليه عبدالله بن خميس قبل إتمامه «الإعدادية»، ومهنة «صحافي» ولم يكمل «الثانوية»؛ غادر إلى الرياض للدراسة الجامعية، فحضرته فرصة الالتحاق بجامعة بيروت منتسباً بقسم «القانون».
مع المحطة الثقافية السعودية وملتقى الفكر العربي بمحتواها العميق «مجلة الفيصل» التي أنشئت عام 1977؛ كانت بذرته وروحه وأكبر أبنائه، لظهورها بعد زواجه بعام، وعقب ولادة ابنته الكبرى بشهرين.. ومن جُهد 17 عاماً مؤسساً ورئيساً للتحرير؛ غادرها مودعاً يومه الأخير داخلها بدموع الفراق حزناً، وكأنه فقد أحد أبنائه.
أما زاويته النقدية «مسمار» التي نشرها باسم مستعار بمجلة «اليمامة»؛ فتصيَّد أخطاء المثقفين ونقدها بكتاباته اللاذعة.. وحين شارك أصدقاءه الأربعة بتحرير «صفحة الجنوب» نهاية الخمسينات الميلادية وتبنتها صحيفة «الندوة»؛ أصبحت صوت «جازان» الأسبوعي المطل على الوطن.. وفي نصف قرن من التعب الكتابي المريح؛ وجد راحته بين أسرته وأبنائه الثمانية.