بين التمثيل تارة، والاعتذار والتوضيح تارة أخرى، أثار مقطع فيديو لأحدهم نشر على منصات التواصل الاجتماعي جدلا واسعا بين مشاهدي المقطع الذي لم تتجاوز مدته 48 ثانية، ويظهر فيه صوت المصور وهو يتحدى صديقه بسكب سطل البويه على وجه العامل لديه، ويبدو المكان في مزرعة أو استراحة.
وقال مصور المقطع «وعد من عندي إذا سكبت السطل على وجهه أعدك بتقديم هدية من عندي، عبارة عن شاحن أصلي»، ونفذ الموعود وسكب البويه.
إلى هنا انتهى المشهد، ولكن تبعاته لم تنتهِ، بل طالب متابعون باتخاذ إجراء حازم من قبل الجهات المختصة، للحد من وقف مثل هذه التصرفات التي يشاهدها الأطفال والمراهقون وغيرهم، ممن لا يدركون خطورة ذلك.
وكانت ردة الفعل الغاضبة على تويتر بعد الوسم «إهانة-عامل-من -مشهور-وصديقه-» أجبرت صاحب المقطع على الاعتذار، وتبرير ما حدث بأنه تمثيلية، وكذلك ظهر العامل على حساب صاحب المقطع وأوضح أن ما حدث هو تمثيل وباتفاق مثل أي مقاطع يومية، ولكن المتابعين أنكروا ذلك حتى لو كان تمثيلاً.
وأوضح المحامي والمستشار القانوني هشام الفرج لـ«عكاظ» أنه اطلع على مقطع رمي المادة الصبغية على وجه المقيم، الذي تم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد انتشاره وامتعاض الناس منه، تبين أخيرا أنه مجرد مشهد تمثيلي وباتفاق جميع الأطراف، وأضاف الفرج بأن الإشكالية في إنتاج مثل هذه المقاطع بدون توضيح كونها مشاهد تمثيلية عند النشر يجعل أي متلق يظن أنها حقيقية وبالتالي يتحقق الركن الجرمي المنصوص عليه في المادة السادسة من نظام الجرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/17 بتاريخ 8 / 3 / 1428 التي تجرم مثل هذا الفعل تحت فئة «من ينتج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي» وتعاقب مرتكب هذه الجريمة بالعقوبة التي تصل للسجن لغاية 5 سنوات والغرامة التي تصل لـ3 ملايين ريال.
وأشار الفرج إلى أنه منذ تأسيس المملكة وجميع الناس على أرضها سواسية كأسنان المشط ولا توجد أنظمة تفرق بين الأجنبي والمواطن، فمثلا نظام العمل ساوى المواطن بالأجنبي من ناحية الحقوق العمالية. ومن جهة أخرى فالأنظمة الجزائية ساوت بين المسيئين بالعقوبة فلا يوجد فرق من ناحية الحقوق أو الالتزامات والعقوبات لكون الشخص مواطنا أو وافدا على البلد، فالجميع سواسية، ومثل هذه المقاطع قد يفهم منها غير ذلك وقد تستخدم للإساءة لسمعة المملكة، ولذلك تدخل في نطاق الجرائم المعلوماتية.