تشهد القارة الأفريقية تنامياً في تهديدات تنظيم «داعش»، ما يثير العديد من التساؤلات حول عوامل وأسباب تنامي هذا التهديد ومخاطره واحتمالاته المستقبلية، وهو الأمر الذي حذر منه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وأكد أن التنظيم الإرهابي يستغل الثغرات الأمنية على حدود بعض الدول الأفريقية.
وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عبدالناصر مأمون، إن قتل 12 شخصاً في هجوم على قاعدة عسكرية في وسط الصومال هو أسلوب داعشي، مؤكداً أن عناصر التنظيم تتمدد في البلاد التي تعاني من الأزمات الإنسانية والاقتصادية والسياسية والأمنية، محذراً من خطر تنامي «داعش» بعدد من دول القارة الأفريقية، على رأسها نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد ومالي وبوركينا فاسو، مثل «جماعة أنصار الإسلام»، و«تنظيم داعش الصحراء الكبرى».
وأضاف مأمون لـ«عكاظ» أن حركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في الصومال، تمثل تهديدا مباشرا للسلم والأمن بمنطقة القرن الأفريقي، وتشكل رقعة جغرافية رخوة للإرهاب في أفريقيا، في ظل استمرار حالة الفوضى بعدد من الدول الأفريقية، وتنامي حالة الفراغ الأمني. وأفاد بأن «داعش» في الصومال تحاول بكل الطرق السيطرة على الموانئ البحرية؛ بهدف الحصول على الأسلحة من الخارج لتعزيز قدراتها العسكرية، والاستمرار في البقاء مدة أطول داخل البلاد، والمزيد من استقطاب عناصر جديدة لها، مستغلة ضعف القدرات العسكرية والتدريبية والمالية للجيش الوطني الصومالي، وضعف الجهود الإقليمية والدولية في مواجهة الحركة.
وطالب الباحث دول العالم الكبرى على رأسها الولايات المتحدة بتكثيف عملياتها العسكرية ضد حركة الشباب في الصومال، وعدد من الحركات الإرهابية الأخرى في القارة الأفريقية، موضحاً أن فكرة التنقل ما بين حدود الدول الأفريقية دون وجود رقابة حقيقية ساعد كثيراً على وجود جماعات العنف والتطرف بهذه الطريقة، حيث ينتقل هؤلاء المتطرفون بشكل جعل قارة أفريقيا بكاملها قارة موبوءة بالتنظيمات المتطرفة.