د. أشرف أمير
د. أشرف أمير
د .سامي عيد
د .سامي عيد
-A +A
حسين هزازي (جدة) h_hzazi@


تتجه الأبحاث إلى استخدام تقنية «التلقيح العكسي» في تجربة تعد الأولى من نوعها في استخدام معلومات الجينوم الخاص بالبكتيريا من خلال الكومبيوتر وتصميم اللقاح بدلاً من الطريقة المعتادة التي تعتمد على تطوير البكتيريا أو الفايروس، ونجحت التقنية في الوصول إلى لقاح مناسب ضد بكتيريا المكورات السحائية «B» أو ما يعرف بـ«الحمى الشوكية»، الذي لم يكن متوفراً من قبل. وستفتح التقنية الجديدة المجال لتطوير كثير من اللقاحات ضد البكتيريا والفايروسات المسببة للأمراض.


وكان مؤتمر علمي افتراضي للتوعية بمخاطر الحمى الشوكية ونظمته الجمعية السعودية لطب الأسرة كشف تفاصيل التلقيح العكسي بحضور كبار الاستشاريين في الطب الوقائي وطب الأسرة والمجتمع والمختصين في مجال اللقاحات ومجموعة من ممارسي الرعاية الصحية بالمملكة، وإعلاميين، واستضاف الملتقى مخترع اللقاح البروفسير رينو رابوللي، كبير العلماء ورئيس قسم البحث والتطوير في شركة أدوية عالمية.

السحايا.. الموت في 48 ساعة

يشير المشرف العام على فرع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بجدة الدكتور سامي بن صالح عيد، إلى أن مسؤولية كبرى تقع على عاتق الأطباء بالمملكة للتوعية بمخاطر الأمراض الوبائية والدور المهم للقاحات للوقاية خصوصاً مرض التهاب المكورات السحائية (الحمي الشوكية)، وهو من الأمراض الخطيرة سريعة الانتشار، ويصيب كافة الأعمار، وهو أكثر شيوعاً عند صغار السن منذ الولادة حتى مرحلة البلوغ.

ووصل مجموع حالات (الحمي الشوكية) بين العام 2000 والعام 2012 إلى 498 حالة في السعودية، وتزداد فرص الإصابة به في الأماكن المزدحمة ومواسم الحج والعمرة وأثناء الحمل وضعف المناعة، ويحث الدكتور عيد على ضرورة التوعية بخطورة مرض التهاب السحايا، الذي يتطور بشكل سريع ويسبب الوفاة خلال 24- 48 ساعة بنسبة تصل إلى 10% من المصابين.

انتبه.. الجرثومة مختبئة في الحلق

استشاري طب الأسرة، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع الدكتور أشرف أمير، أوضح وجود أنواع مختلفة من مرض التهاب المكورات السحائية (الحمي الشوكية)، ويعتبر أخطرها من حيث الأعراض والمضاعفات التي تسببها جرثومة المكورات السحائية التي تنتقل من خلال الجهاز التنفسي بطرق مختلفة مثل العطس والسعال، و10-20% من حاملي البكتريا لا تظهر عليهم أعراض، إذ تتواجد الجرثومة في الأنف والحلق، وعندما تنتقل إلى الدورة الدموية تحدث الإصابة وتؤدي إلى عدوى خطيرة تصيب بطانة الدماغ والحبل الشوكي (السحايا)، وأعراضها ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وتصلب الرقبة والتشنجات والأعياء الشديد، وإذا لم يتم علاج المريض بشكل فورى قد يحدث ارتفاع ضغط الدماغ أو صرع أو جلطات أو فقدان السمع واعتلال الكلى وفشل بعض الأعضاء الحيوية.

وأضاف الدكتور أمير أن (1 من 5 ) من المتعافين قد يعانون من إعاقات ومضاعفات مثل الصمم والأمراض العصبية والدماغية، والحل في ضرورة أخذ اللقاح المناسب خاصة النوع ب المتوفر في السعودية، خصوصاً في مواسم المناسبات التي يكثر فيه الاختلاط والتقارب الجسدي.

تعرّف عليها.. أيهما أخطر الشوكية أم الفايروسية؟

تعرف الحمى الشوكية بأنها التهاب الأغشية الواقية التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي (السحايا)، ويؤدي التورم الناتج عن الالتهاب إلى ظهور أعراض مثل الصداع والحمى وتصلب الرقبة، ويمكن أن تصيب أي شخص، وهي شائعة عند صغار السن منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ، وكذا كبار السن ولها أنواع عدة منها الحمى الشوكية البكتيرية، وتختلف أنواع البكتيريا التي تصيب الأشخاص بكل فئة عمرية، وهي معدية وخطيرة ومهددة للحياة.

والحمى الشوكية الفايروسية، وهي اكثر انتشاراً من البكتيرية، تكثر في أواخر الصيف وبداية الخريف، وهي معدية وعادة ما تكون خفيفة وتزول بسرعة، والحمى الشوكية المزمنة تنتقل بين الأشخاص إذا كانت بكتيرية، وهناك أنواع أخرى مثل الحمى الشوكية الفطرية، والحمى الشوكية الطفيلية، والحمى الشوكية الكيميائية.

ويمكن الوقاية منها بأخذ اللقاح لأنواع الحمى الشوكية البكتيرية، وغسل اليدين بالطريقة الصحيحة، والمحافظة على النظافة العامة، وعدم مشاركة الآخرين الأكواب وفرش الأسنان وغيرهما، وتحسين مناعة الجسم عن طريق ممارسة السلوكيات الصحية مثل الحرص على الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، تغطية الفم والأنف عند العطاس وإعطاء العلاج الوقائي للقادمين من مناطق موبوءة أو المخالطين للمصابين.

وفي العلاج من المهم معرفة نوع المسبب لالتهاب السحايا؛ لأن العلاج يختلف تبعاً للسبب، فعلاج التهاب السحايا الفايروسي لا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، ويزول في أغلب الحالات دون تدخلات طبية عن طريق الراحة، وشرب السوائل، واستخدام المسكنات، وقد يصف الطبيب مضادات الالتهاب الستيرويدية لتخفيف تورم أغشية الدماغ، وكذلك قد يصف مضادات الصرع للتحكم بالتشنجات، أما علاج التهاب السحايا البكتيري فيكون بالمضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الوريد ومضادات الالتهاب الستيرويدية، وتختلف الأدوية بحسب البكتيريا المسببة للمرض، وقد يقوم الطبيب بشفط السوائل.