على غير المعتاد في مثل هذا اليوم من كل عام، بدت شوارع مشعر منى هادئة، وافتقد الحجاج نداءات منع التدافع والتزاحم. وهدأ هدير مراوح رذاد الماء، وغاب موظفو الجمعيات الخيرية، الذين كانوا يمشطون المشاعر بناقلاتهم لتوزيع المياه المثلجة والأطعمة على الضيوف بعدما تحول الحجاج للسكن في أبراج منى قبل مغادرتها إلى الحرم المكي الشريف ثم إلى نقاط المغادرة بعدما أكملوا حجهم سالمين آمنين.
ويعتبر «صدقي» الشارع الرابط بين الجمرات وطريق الحرم المكي الشريف ويطلق عليه «طلعة صدقي» من الشوارع الحيوية في الحج ظل يسلكه عشرات الآلاف من الحجاج في الأعوام الماضية، خصوصا القاطنين في الفنادق والشقق السكنية في منطقة العزيزية، كونه يختصر المسافة بين العزيزية والجمرات، وكان الطريق يزدحم بالحجاج ورجال الأمن ومقدمي الخدمات والعاملين في المحلات التجارية والفنادق. وغاب المشهد في هذا العام بعد أن تحولت الخطط المرورية إلى طرق أخرى وضوابط منظمة منعت تنقل الحجاج سيرا بين المشاعر والأحياء السكنية، وهي الخطة التي نفذتها أجهزة المرور بدقة وانضباط، حفاظا على سلامة ضيوف الرحمن وسكان الأحياء.. في هذا العام بدا شارع صدقي بلا مارة.