«إذا كان طيري يموتُ من البردِ
فابنِ له عشةً بجوارِ السقيفِ
ولا تترك البابَ دون تَرابيسَ
إن اللصوص يَزِيدون
ولتحذرِ اللومَ إنَّ له وطأةً..»
تقول لي العمةُ المستجيرةُ بي
وهي تتلافى بمنديِلها الدمعاتِ
وتذهبُ مفطورةَ القلبِ
لا يتبقى سوى حسرةٍ
وبكاءٍ قديمٍ
***
ثلاث ليالٍ تعودين
مُحْرَجَةً
من دُخولكِ
في هيئةٍ يَتَفزَّعُ منها الهوامُ
ولكنني لستُ أخشى قدوَمك
لستُ أحبكُ مُحْرجةً
وأحبُك فرحانةً
وإن كانَ لي
لأزلتُ الدموعَ
رسمتُ ورودَ الخدودِ
وفرَّجْتُ بين الشفاهِ قليلًا
لينفرد الوجه بالضحكاتِ
تعالي لنا كلَّ ليلٍ
ولكنْ
أليس هنالك أفضلَ مما هنا
أليس لديك هناك أنيسٌ
أأغْضَبك الميتون القُدامى
أم انَك لا تشتهين الخلودَ
ألم يبسمِ الحظُّ بعدُ
وأنتِ احتملتِ
المزيدَ من القَسواتِ
المزيدَ من البَخْسِ
وارتحتِ بالموتْ..
أليس كذلك..
إذنْ كيفَ لا تَقْنَعينَ
بأن من الأفضل الآن
ألا تفيضَ دموعُك في كلِّ ليلٍ
وأن تجلسي في ظِلَالَةِ صِفْصَافةٍ
ربما
أو جوارِ سريرِك
تحكين عن صُدفٍ حُلوةٍ
ومسارٍ طويلٍ
أليس لديك من النُكَتِ العائليةِ
ما يجلبُ الضِحْكَ من سَاحِقَاتِ القُلوبِ
اطمئني:
«الجميعُ بخيرٍ»
ولا تجزعي
إن تضاءلَ رزقُ العيالِ..
ألا ترغبين ببعضِ العبثْ
ببعضِ المزاحِ
كأن ترسمي فوقَ أيدي الصغارِ
دوائرَ أسنانِك الطيبةْ
وأن تقرصي وجَناتِ البناتِ
لتحمرَّ..
ولتحذري إن تضايقن
منك...
الصبايا كَبِرنَ
وصرن يُرَتِّقن أثوابَ أزواجِهن
وأنتِ إذا عُدتِ
لن يستريحَ الرجالُ
البيوتُ تَضيقُ
الشوارعُ ليستْ هيَ
النهرُ جَفَّ
وراحتْ قراريطُك الخمسُ
والإخوةُ العائدون من الحَقلِ
ماتَ كِبَارهُمُ
والصغارُ يدورون في ماكيناتِ البخارِ
وابنُك ماتَ...
وبعدُ
أليسَ من الحكمةِ الآن
أن نتراجعَ عن مثلِ هذا الفُضولِ
وأن نتركَ النائمينَ
ونمضي إلى حجرةٍ لست أغلقُ شباكَها
ولا باب أترُكه ليعوقَ مسارَ الحراساتِ..
والطيرُ؛
لا تقلقي بخصوصِ الذي بالجناحينَ يعلو
إلى أن يلامسَ آخرَ ضوءٍ يلوحُ..
فابنِ له عشةً بجوارِ السقيفِ
ولا تترك البابَ دون تَرابيسَ
إن اللصوص يَزِيدون
ولتحذرِ اللومَ إنَّ له وطأةً..»
تقول لي العمةُ المستجيرةُ بي
وهي تتلافى بمنديِلها الدمعاتِ
وتذهبُ مفطورةَ القلبِ
لا يتبقى سوى حسرةٍ
وبكاءٍ قديمٍ
***
ثلاث ليالٍ تعودين
مُحْرَجَةً
من دُخولكِ
في هيئةٍ يَتَفزَّعُ منها الهوامُ
ولكنني لستُ أخشى قدوَمك
لستُ أحبكُ مُحْرجةً
وأحبُك فرحانةً
وإن كانَ لي
لأزلتُ الدموعَ
رسمتُ ورودَ الخدودِ
وفرَّجْتُ بين الشفاهِ قليلًا
لينفرد الوجه بالضحكاتِ
تعالي لنا كلَّ ليلٍ
ولكنْ
أليس هنالك أفضلَ مما هنا
أليس لديك هناك أنيسٌ
أأغْضَبك الميتون القُدامى
أم انَك لا تشتهين الخلودَ
ألم يبسمِ الحظُّ بعدُ
وأنتِ احتملتِ
المزيدَ من القَسواتِ
المزيدَ من البَخْسِ
وارتحتِ بالموتْ..
أليس كذلك..
إذنْ كيفَ لا تَقْنَعينَ
بأن من الأفضل الآن
ألا تفيضَ دموعُك في كلِّ ليلٍ
وأن تجلسي في ظِلَالَةِ صِفْصَافةٍ
ربما
أو جوارِ سريرِك
تحكين عن صُدفٍ حُلوةٍ
ومسارٍ طويلٍ
أليس لديك من النُكَتِ العائليةِ
ما يجلبُ الضِحْكَ من سَاحِقَاتِ القُلوبِ
اطمئني:
«الجميعُ بخيرٍ»
ولا تجزعي
إن تضاءلَ رزقُ العيالِ..
ألا ترغبين ببعضِ العبثْ
ببعضِ المزاحِ
كأن ترسمي فوقَ أيدي الصغارِ
دوائرَ أسنانِك الطيبةْ
وأن تقرصي وجَناتِ البناتِ
لتحمرَّ..
ولتحذري إن تضايقن
منك...
الصبايا كَبِرنَ
وصرن يُرَتِّقن أثوابَ أزواجِهن
وأنتِ إذا عُدتِ
لن يستريحَ الرجالُ
البيوتُ تَضيقُ
الشوارعُ ليستْ هيَ
النهرُ جَفَّ
وراحتْ قراريطُك الخمسُ
والإخوةُ العائدون من الحَقلِ
ماتَ كِبَارهُمُ
والصغارُ يدورون في ماكيناتِ البخارِ
وابنُك ماتَ...
وبعدُ
أليسَ من الحكمةِ الآن
أن نتراجعَ عن مثلِ هذا الفُضولِ
وأن نتركَ النائمينَ
ونمضي إلى حجرةٍ لست أغلقُ شباكَها
ولا باب أترُكه ليعوقَ مسارَ الحراساتِ..
والطيرُ؛
لا تقلقي بخصوصِ الذي بالجناحينَ يعلو
إلى أن يلامسَ آخرَ ضوءٍ يلوحُ..