أكدت المملكة العربية السعودية حرصها على دعم الجهود الدولية لإعادة بناء النظم الغذائية العالمية بما يحقق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر، وأهمية الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة من أجل القضاء على الفقر والتأكيد على الأمن الغذائي المستدام بما يكفل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية في المناقشة العامة للبند (24) القضاء على الفقر والقضايا الإنمائية الأخرى والبند (26) التنمية الزراعية والأمن الغذائي ضمن أعمال اللجنة الاقتصادية والمالية (الثانية) خلال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ألقتها رئيسة اللجنة الثانية في وفد المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السكرتير ثالث ريم بنت فهد العمير.
وأعربت العمير في بداية الكلمة عن تأييد وفد المملكة للبيان الذي ألقته جمهورية غينيا بالنيابة عن مجموعة دول الـ77 والصين، وأوضحت أن المملكة تولي اهتماماً كبيراً لقضايا التنمية ودعم المبادرات الإنسانية والجهود التنموية المتعلقة بتحقيق النمو في الدول النامية.
وأفادت بأن السعودية تثمن التعاون في مواجهة التحديات العالمية وتسعى لمد يد العون للدول التي تواجه المصاعب الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدول المعرضة للكوارث الطبيعية، فلطالما كان التعاون الإنساني وتسخير الجهود الإنسانية والإغاثية من أولويات المملكة.
وقالت: لقد أثبتت جائحة كورونا أهمية التعاون الدولي والإنساني في التصدي للتحديات، ومواجهتها بعزيمة وإصرار في سبيل التعافي والتقدم في تحقيق نمو شامل ومستدام، وتسخير الجهود في القضاء على الفقر والحد من عدم المساواة.
ولفتت ريم العمير الانتباه إلى أن الجائحة عززت العقبات أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومنها هدف القضاء على الفقر بجميع أبعاده، مؤكدة من منطلق تحقيق استدامة شاملة، التزام المملكة بالتعاون الدولي لتذليل العقبات المترتبة على جائحة كورونا.
وأضافت: لقد بذلت بلادي الجهود للمساعدة في تحقيق الأمن الغذائي عالمياً ومد يد العون للدول الفقيرة والنامية من خلال قنوات متعددة، حيث يعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على أكثر من 1700 مشروع تنصب في مجالات مختلفة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأمن الغذائي، التغذية، المياه والإصحاح البيئي، التعليم، والصحة، مؤكدة التزام المملكة بالتعاون مع المنظمات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة في سبيل تقديم الدعم اللازم والعمل سوياً نحو المضي قدماً.
وأبانت العمير أن السعودية تقدر جهود الأمم المتحدة الرامية إلى تعزيز النظم الغذائية المستدامة، وتثمن تنظيمها لقمة النظم الغذائية في الأمم المتحدة التي عقدت في سبتمبر من هذا العام والجهود الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابعت القول: تواجه السعودية التحديات لبناء نظم غذائية مستدامة، ممثلة في التصحر والمناخ الجاف شديد الحرارة وندرة المياه، واتخذت المملكة عدداً من الخطوات للعمل على بناء نظم غذائية وطنية وفعالة، حيث ركزت على تأسيس قطاع زراعي مستدام يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية.
وأشارت إلى أن السعودية دأبت على العمل على تحسين نظام الاستهلاك وتقليل الهدر بنسبة 50% بحلول عام 2030، كما بنت الإستراتيجيات لدعم الزراعة المستدامة والاستثمار الزراعي في الخارج، مفيدة بأن السعودية تبنت العديد من النظم والابتكارات التي ساهمت في رفع الكفاءة التشغيلية والإنتاجية للنظم الغذائية والزراعية، مع إطلاق برامج طموحة لدعم تمكين الشباب والنساء في العمل الزراعي.
ومضت في القول: في سياق انعقاد قمة النظم الغذائية، حرصت السعودية على عقد الحوارات الوطنية التي استعرضت الجهود لمكافحة الفاقد من الغذاء، والتنمية الريفية والزراعية المستدامة بالمملكة، والابتكار والتقنيات الحديثة في النظم الغذائية، وتمكين المرأة والشباب بالمشاركة في نظم الأغذية والزراعة، وقدمت التوصيات والحلول العلمية والطبيعية للتأكيد على النظم الغذائية المستدامة وأهمية الاستمرار بالعمل على تحقيق الاستدامة والأمن الغذائي.
وأكدت العمير التزام السعودية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني والاستمرار في بذل الجهود والتعاون الدولي في سبيل التكاتف للحد من الفقر المدقع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومد يد العون والمساعدة بما يحقق مصلحة الدول والشعوب.