-A +A
ها نحن نعيش أواخر شهر شعبان، وكلها أيام بعدد أصابع اليد قد تنقص أو تثبت -حسب الرؤية الهلالية- ويحل علينا زائر لا يمل وشهر كله خير وعمل به تكثر الطاعات أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فقد اقترب حلول شهر رمضان المبارك، ولا زالت سيوف الغلاء وارتفاع الاسعار تتبارى وتحسم رقاب حساباتنا “البنكية ومدخولاتنا المادية”، وندرك جميعا ما لهذا الضيف الكريم من واجبات ومستلزمات تفرض علينا مكانته العظيمة وأيامه المباركة القيام بها، بغض النظر عن حجمها ومقدارها وما يتبعها من مستلزمات موسمية، فعملية الغلاء التي مررنا بها ولا زلنا نشهدها، باقية في ازدياد إذ انها قد قلبت موازين عامة الناس وبسطائهم، و “لخبطت” حساباتهم وبالذات في الأشهر الأخيرة، ما نخشاه هو استمرار اشتعالها -خصوصا في شهر رمضان المبارك، الذي تكثر به المتطلبات وفعل الخيرات، فغلاء المواد الممتدة على مائدة أسعار الجشع والطمع، لدى أغلب تجارنا،ومن في حكمهم بحاجة الى تكثيف الدور الرقابي والجزاءات الصارمة.. فكما ذكرت وأعيد القول -من باب الحث والتأكيد- فبرغم قرب حلول الشهر الكريم، إلا أن محاربة الغلاء والجشع اللذين تجاوزا حدود الربح لدى أكثرهم لاتزال بطيئة وهم لا زالوا يعللون ويتحججون بما لا يقبله عاقل ومجنون.. إلا أنها لا زالت كذلك في ارتفاع وعلو تخطى حدود الكرة الارضية وتجاوز كواكب المجموعة الشمسية، فانعدمت جاذبية الرحمة، تجاه المستهلكين وإن انخفضت من جهة عوض عن انخفاضها بسلعة مماثلة من جهة أخرى، أقول لهم قبل حلول الشهر المبارك: بارك الله لكم في تجارتكم، وصوموا وأمسكوا وكفوا عن هذا اللعب والتلاعب برفع.. التي ذبحتمونا بها، ولا زلتم كذلك تتسابقون وتركضون.. فكفاكم ويكفيكم هذا الحد، وليس ذلك من أجل أحد، بل اقل ما فيها من أجل هذا الشهر المبارك، الذي هو شهر الخير والعمل، فاجعلوها كفارة لما بدر من افعالكم، أو زكاة لأموالكم وتجارتكم إن شئتم، أو تحت أي مسمى يقصد من ورائه الأجر، عل الله يبارك لكم فيها.. فبدلوا مائدة اسعاركم بمائدة افطار وأسعار لا تخرج وتصل الى حدود الجشع، والطمع، تتبعها دعوة مستجابة، وأرباح معقولة ووطنية ملموسة، وتصدقوا ان الله يحب المتصدقين، وشهر مبارك -طبعا بعد خفض الاسعار- ولنا لقاء.
عمر صيقل