كشف لـ«عكاظ» أستاذ واستشاري طب الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا، أن هناك 5 أسباب رئيسية مؤثرة وتمهد لزيادة أوزان الأطفال في حال توفر هذه العوامل المسبّبة، والتي كثيرًا لا تحظى بأي اهتمام من الأسر سواء من الناحية التشخيصية أو العلاجية، وهي:
⁃ عدم تناول الأطفال للطعام الصحي، فذلك يؤدي إلى زيادة الوزن مع مرور الزمن، خصوصا عند تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون مثل الوجبات السريعة والأطعمة الخفيفة المصنعة، وتناول المشروبات الغازية والمحلاة لكونها تحتوي على نسبة عالية من السكريات.
⁃ غياب ممارسة أي نشاط رياضي، فاكتساب الطفل للوزن قد يكون ناتجا عن عدم ممارسة الرياضة، وبالتالي زيادة السعرات الحرارية بالجسم وعدم حرقها، إذ تعتبر الرياضة مهمة للكبار والصغار لحرق الدهون والسعرات الحرارية للمحافظة على رشاقة الجسم.
⁃ الجلوس لساعات طويلة أمام الأجهزة سواء لمشاهدة التلفاز أو الحاسوب والألعاب الإلكترونية والتي تعطل حركة ونشاط الطفل، وخصوصا إذا صاحب ذلك تناول أطعمة غير صحية ومشروبات غازية، فكل ذلك يجعله فردًا خاملًا في موقعه، ومع تكرار هذا المشهد يوميا يصبح أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والأمراض في المستقبل.
وأضاف البروفيسور الأغا أن من المسببات أيضا:
⁃ العوامل الوراثية، فعادة تنتشر السمنة بين الأطفال نتيجة الوراثة الناتجة عن أحد الوالدين الذي يعاني من السمنة، أو الإصابة بأحد الأمراض الوراثية التي من الممكن أن تصيب الطفل، ومنها متلازمة برادر ويلي أو متلازمة كوشينج، والتي تتسبب في إنتاج الكورتيزول وهو أحد الهرمونات التي تساعد على تنظيم معدلات السكر وضغط الدم، وإن إنتاجها بشكل كبير عند الأطفال ما يؤدي إلى إبطاء نمو الطفل، والاحتفاظ بالدهون خصوصا في منطقة البطن.
⁃ الحالة النفسية للطفل، فالأطفال الذين يصابون بحالة نفسية سيئة مثل التوتر والقلق نتيجة أحد الظروف الاجتماعية قد يعانون من تناول الطعام بشكل مفرط، ما يجعلهم يصابون بالزيادة في الوزن والسمنة.
وبين أن هناك العديد من المضاعفات التي تحدث عند الأطفال على مدى الطويل مثل اختلال مستويات الدهون في الدم، متلازمة الأيض، وهي حالة من مقاومة الأنسولين المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، ومستويات الدهون الثلاثية المرتفعة، والسمنة، زيادة فرص الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، مشكلات التنفس في أثناء النوم، وهو اضطراب متكرر في التنفس الطبيعي في أثناء النوم، الالتهابات الجلدية، وأشهرها التهاب الفطريات في ثنايا الجلد، آلام في الركبة، والفخذ، والورك والظهر، اضطراب الحيض عند الفتيات وتكون فيه الدورة الشهرية غير منتظمة، أو مفقودة، بجانب مشاكل أخرى.
ونصح البروفيسور الأغا لمواجهة زيادة أوزان الأطفال بالحرص على تقديم إلى الأطفال الخضراوات والفواكه مع التقليل من الحلويات، ثانيا التقليل من الأطعمة التي تحتوي على السعرات الحرارية العالية والدهون واستبدالها بالأطعمة الصحية، ثالثًا ممارسة النشاط البدني للطفل واختيار أحد أنواع الرياضة المحببة إليه مما يساعد على حرق الدهون بالجسم، رابعا تقديم الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن الألبان التي تحتوي على القليل من الدسم، خامسا عدم تناول الطعام أمام التلفاز، وتخصيص وقت محدد للطعام، سادسا النوم مبكرا له دور في التقليل من معدل الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، وهذا نتيجة عمل الهرمونات أثناء النوم ليلا مما يمنع تراكم الدهون بالجسم.