إنه ينهش بلا رحمة. لا يتباطأ مطلقاً. كوفيد بوجهيه المرعبين: دلتا وأوميكرون. فقد أضحت سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً، التي لا يزيد عمرها على شهر، تهيمن على 73% من إصابات الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بحسب إحصاءات السلطات الصحية الفيديرالية الأمريكية. وهي أرقام وصفتها مديرة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتورة راتشيل فالينسكي، بأنها «مخيفة، لكنها ليست مفاجئة». وفي ولاية نيويورك وحدها غدت أوميكرون تمثل 90% من الإصابات الجديدة. وتمددت أوميكرون أمس إلى 90 بلداً، بحسب منظمة الصحة العالمية. وذلك على رغم أن لا أحد يعرف شيئاً حتى الآن عن المدى الحقيقي لخطورة هذه المتحورة: هل تتفشى بشكل متسارع؟ هل يمكن أن تتدهور الحالة الصحية لمن تصيبه؟ هل تؤدي إلى الوفاة؟
جاءت هذه التطورات بعد ليلة سجلت فيها دول العالم 758179 إصابة جديدة، رافقتها 6776 وفاة حول العالم. ولذلك كان طبيعياً أن يصل العدد التراكمي لإصابات العالم منتصف نهار أمس (الثلاثاء)، إلى 275.8 مليون إصابة؛ ارتفعت قبيل انتصاف ليل الثلاثاء/ الأربعاء إلى 276 مليون حالة. وسجلت الولايات المتحدة أمس 253954 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، مع قيد 1299 وفاة إضافية. وسجلت بريطانيا أمس 91743 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وارتفع عدد جرعات اللقاحات المستخدمة في 184 بلداً ومنطقة أمس إلى 8.75 مليار جرعة.
وأعلنت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشل، الليل قبل الماضي، أن مفوضة الشؤون الصحية بنيويورك ماري باسيت تأكدت إصابتها بالفايروس. وكشفت هوشل، أن باسيت أصيبت على رغم حصولها على جرعتي اللقاح، إلى جانب جرعة تنشيطية ثالثة! وارتفع عدد الإصابات الجدديدة في نيويورك أمس إلى أكثر من 23 ألفاً، متخطياً الرقم القياسي السابق، بنسبة تزيد على 80% عما كان عليه قبل أسبوعين فحسب. وفي واشنطن، حيث فرضت عمدة واشنطن قراراً يلزم السكان بارتداء قناع الوجه داخل الأماكن العامة، يزيد عدد الإصابات الجديدة ثلاثة أضعاف ما يتم تسجيله في اليوم السابق منذ مطلع ديسمبر الجاري. وفي بوسطن، أعلنت عمدة المدينة أمس الأول، إلزامية شهادة التحصين لدخول المطاعم، وأندية اللياقة البدنية. ولم يكن أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تحدث لشعبه في وقت متأخر ليل الثلاثاء (بتوقيت السعودية)، سوى حض السكان على المسارعة بالخضوع للقاحات المضادة لوباء كوفيد-19. وطالب عالم الفايروسات الأمريكي وليام هزلتاين، وهو محاضر سابق بجامعة هارفارد، الشعب الأمريكي أمس بإلغاء خطط السفر لإجازة عيد الميلاد ورأس السنة، ومزاولة عملهم من منازلهم، وتفادي استخدام وسائل النقل العام، وعدم مغادرة منازلهم إلا للضرورات القصوى. وغصت الصحف الأمريكية أمس بمقتطفات من رسائل وجهها كبار علماء الجامعات والمستشفيات الأمريكية إلى حكام الولايات ومسؤولي الأجهزة الصحية الفيديرالية، محذرين من أن المنظومة الصحية الأمريكية توشك على الانهيار، تحت وطأة التفشي المتسارع لسلالة أوميكرون. وطالبوا بإجراءات وقائية مشددة لـ«تسطيح منحنى الإصابات». وفي بريطانيا، وعلى رغم تراجع رئيس الحكومة بوريس جونسون، عن إعلان إجراءات مشددة جديدة، رضوخاً للضغوط النيابية، وللمزاج الشعبي العام الذي يرى أن النماذج الرياضية التي رسمها علماء مكافحة الفايروسات متشائمة أكثر من الواقع؛ إلا أن الوضع يشي بأن التدابير المشددة ستفرض لا محالة بعيد عيد الميلاد. وذكرت السلطات الصحية أمس أن عدد المنومين في مشافي العاصمة البريطانية آخذ في التزايد بشكل مثير للخوف؛ إذ بلغ عدد المنومين أكثر من 1800 شخص الإثنين، بارتفاع بنحو الثلث خلال أسبوع فحسب. وذكرت صحيفة «التايمز» أمس أن أكثر من 10 وزراء في حكومة جونسون يعارضون فرض تدابير مشددة قبيل عطلة عيد الميلاد. ورجحت صحيفة «ديلي ميرور»، أمس، أن يعمد جونسون إلى فرض التدابير الجديدة في 27 الجاري. وأثار انصراف جونسون عن إعلان إجراءات مشددة، عقب اجتماع عقده مجلس الوزراء استمع فيه إلى تقريرين من كل من كبير أطباء البلاد البروفيسور كريس ويتي، وكبير علمائها البروفيسور بارتيك فالانس، غضب علماء بريطانيا المختصين في مكافحة الأوبئة، الذين رأوا أن الانتصار حتى حلول السنة الجديدة سيكون متأخراً جداً، بحيث لن يكون له تأثير يذكر في المشهد الصحي البريطاني. وذلك على رغم أن عدد الإصابات الجديدة بمتحورة أوميكرون يتضاعف كل 48 ساعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ورجح عدد من الخبراء أنه لن يكون أمام جونسون من خيار سوى إعلان السماح لأفراد الأسر بالتلاقي داخل بيوتهم، على أن لا يزيد عدد المسموح لهم بالتلاقي خارج منازلهم على 6 أشخاص، بما في ذلك في المطاعم والحانات. لكن العلماء والخبراء أجمعوا على أن بريطانيا ستدفع ثمن تلكؤ جونسون، لأن الأزمة قادمة، ولا يمكن لعين أن تخطئها.
وفي أرقام تثير الارتباك والتناقض بشأن مدى خطورة أوميكرون؛ ذكر المعهد الوطني للأمراض المُعدية في جنوب أفريقيا أمس أن عدد المنومين بأوميكرون في مشافي جنوب أفريقيا ارتفع من 7951 شخصاً الأحد إلى 8435 شخصاً الإثنين، 566 شخصاً منهم منومون في وحدات العناية المكثفة، ومنهم 229 شخصاً قيد أجهزة التنفس الاصطناعي. وكانت جنوب أفريقيا أعلنت اكتشاف متحورة أوميكرون في 25 نوفمبر الماضي.
أوميكرون تمحو نصف نمو الربع الرابع
ذكرت بلومبيرغ أمس (الثلاثاء)، أن «أوميكرون» ربما تكون سببا في خفض معدل نمو الاقتصاد العالمي خلال الربع الرابع من 2021 إلى النصف. وأشارت إلى أن منطقة اليورو في طريقها لانخفاض مماثل في النمو؛ في حين نجت الولايات المتحدة من تأثيرات أوميكرون حتى الآن؛ إذ إن اقتصادها ينمو بمعدل 1.2% خلال الربع الأخير من السنة. وشمل انخفاض النمو الأسواق الناشئة في الصين، والبرازيل، وروسيا. وتواجه ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بوجه الخصوص تهديدات خطيرة من تأثير أوميكرون على نمو اقتصاداتها. وكانت اليابان أضعف نمواً في ديسمبر عنها في الشهر السابق. والأكثر مخاطر أن التضخم يقفز بخطوات متوالية في معظم الاقتصادات الكبرى، ما يهدد بمحو أي مكاسب يمكن أن تتحقق في أتون هذه الموجة الشرسة لمتحورة أوميكرون.
جاءت هذه التطورات بعد ليلة سجلت فيها دول العالم 758179 إصابة جديدة، رافقتها 6776 وفاة حول العالم. ولذلك كان طبيعياً أن يصل العدد التراكمي لإصابات العالم منتصف نهار أمس (الثلاثاء)، إلى 275.8 مليون إصابة؛ ارتفعت قبيل انتصاف ليل الثلاثاء/ الأربعاء إلى 276 مليون حالة. وسجلت الولايات المتحدة أمس 253954 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، مع قيد 1299 وفاة إضافية. وسجلت بريطانيا أمس 91743 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وارتفع عدد جرعات اللقاحات المستخدمة في 184 بلداً ومنطقة أمس إلى 8.75 مليار جرعة.
وأعلنت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشل، الليل قبل الماضي، أن مفوضة الشؤون الصحية بنيويورك ماري باسيت تأكدت إصابتها بالفايروس. وكشفت هوشل، أن باسيت أصيبت على رغم حصولها على جرعتي اللقاح، إلى جانب جرعة تنشيطية ثالثة! وارتفع عدد الإصابات الجدديدة في نيويورك أمس إلى أكثر من 23 ألفاً، متخطياً الرقم القياسي السابق، بنسبة تزيد على 80% عما كان عليه قبل أسبوعين فحسب. وفي واشنطن، حيث فرضت عمدة واشنطن قراراً يلزم السكان بارتداء قناع الوجه داخل الأماكن العامة، يزيد عدد الإصابات الجديدة ثلاثة أضعاف ما يتم تسجيله في اليوم السابق منذ مطلع ديسمبر الجاري. وفي بوسطن، أعلنت عمدة المدينة أمس الأول، إلزامية شهادة التحصين لدخول المطاعم، وأندية اللياقة البدنية. ولم يكن أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تحدث لشعبه في وقت متأخر ليل الثلاثاء (بتوقيت السعودية)، سوى حض السكان على المسارعة بالخضوع للقاحات المضادة لوباء كوفيد-19. وطالب عالم الفايروسات الأمريكي وليام هزلتاين، وهو محاضر سابق بجامعة هارفارد، الشعب الأمريكي أمس بإلغاء خطط السفر لإجازة عيد الميلاد ورأس السنة، ومزاولة عملهم من منازلهم، وتفادي استخدام وسائل النقل العام، وعدم مغادرة منازلهم إلا للضرورات القصوى. وغصت الصحف الأمريكية أمس بمقتطفات من رسائل وجهها كبار علماء الجامعات والمستشفيات الأمريكية إلى حكام الولايات ومسؤولي الأجهزة الصحية الفيديرالية، محذرين من أن المنظومة الصحية الأمريكية توشك على الانهيار، تحت وطأة التفشي المتسارع لسلالة أوميكرون. وطالبوا بإجراءات وقائية مشددة لـ«تسطيح منحنى الإصابات». وفي بريطانيا، وعلى رغم تراجع رئيس الحكومة بوريس جونسون، عن إعلان إجراءات مشددة جديدة، رضوخاً للضغوط النيابية، وللمزاج الشعبي العام الذي يرى أن النماذج الرياضية التي رسمها علماء مكافحة الفايروسات متشائمة أكثر من الواقع؛ إلا أن الوضع يشي بأن التدابير المشددة ستفرض لا محالة بعيد عيد الميلاد. وذكرت السلطات الصحية أمس أن عدد المنومين في مشافي العاصمة البريطانية آخذ في التزايد بشكل مثير للخوف؛ إذ بلغ عدد المنومين أكثر من 1800 شخص الإثنين، بارتفاع بنحو الثلث خلال أسبوع فحسب. وذكرت صحيفة «التايمز» أمس أن أكثر من 10 وزراء في حكومة جونسون يعارضون فرض تدابير مشددة قبيل عطلة عيد الميلاد. ورجحت صحيفة «ديلي ميرور»، أمس، أن يعمد جونسون إلى فرض التدابير الجديدة في 27 الجاري. وأثار انصراف جونسون عن إعلان إجراءات مشددة، عقب اجتماع عقده مجلس الوزراء استمع فيه إلى تقريرين من كل من كبير أطباء البلاد البروفيسور كريس ويتي، وكبير علمائها البروفيسور بارتيك فالانس، غضب علماء بريطانيا المختصين في مكافحة الأوبئة، الذين رأوا أن الانتصار حتى حلول السنة الجديدة سيكون متأخراً جداً، بحيث لن يكون له تأثير يذكر في المشهد الصحي البريطاني. وذلك على رغم أن عدد الإصابات الجديدة بمتحورة أوميكرون يتضاعف كل 48 ساعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ورجح عدد من الخبراء أنه لن يكون أمام جونسون من خيار سوى إعلان السماح لأفراد الأسر بالتلاقي داخل بيوتهم، على أن لا يزيد عدد المسموح لهم بالتلاقي خارج منازلهم على 6 أشخاص، بما في ذلك في المطاعم والحانات. لكن العلماء والخبراء أجمعوا على أن بريطانيا ستدفع ثمن تلكؤ جونسون، لأن الأزمة قادمة، ولا يمكن لعين أن تخطئها.
وفي أرقام تثير الارتباك والتناقض بشأن مدى خطورة أوميكرون؛ ذكر المعهد الوطني للأمراض المُعدية في جنوب أفريقيا أمس أن عدد المنومين بأوميكرون في مشافي جنوب أفريقيا ارتفع من 7951 شخصاً الأحد إلى 8435 شخصاً الإثنين، 566 شخصاً منهم منومون في وحدات العناية المكثفة، ومنهم 229 شخصاً قيد أجهزة التنفس الاصطناعي. وكانت جنوب أفريقيا أعلنت اكتشاف متحورة أوميكرون في 25 نوفمبر الماضي.
أوميكرون تمحو نصف نمو الربع الرابع
ذكرت بلومبيرغ أمس (الثلاثاء)، أن «أوميكرون» ربما تكون سببا في خفض معدل نمو الاقتصاد العالمي خلال الربع الرابع من 2021 إلى النصف. وأشارت إلى أن منطقة اليورو في طريقها لانخفاض مماثل في النمو؛ في حين نجت الولايات المتحدة من تأثيرات أوميكرون حتى الآن؛ إذ إن اقتصادها ينمو بمعدل 1.2% خلال الربع الأخير من السنة. وشمل انخفاض النمو الأسواق الناشئة في الصين، والبرازيل، وروسيا. وتواجه ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بوجه الخصوص تهديدات خطيرة من تأثير أوميكرون على نمو اقتصاداتها. وكانت اليابان أضعف نمواً في ديسمبر عنها في الشهر السابق. والأكثر مخاطر أن التضخم يقفز بخطوات متوالية في معظم الاقتصادات الكبرى، ما يهدد بمحو أي مكاسب يمكن أن تتحقق في أتون هذه الموجة الشرسة لمتحورة أوميكرون.