حذر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، مشهورات مواقع التواصل الاجتماعي من التباهي بالمظاهر وخصوصا في الأمور المرتبطة بالزواج، إذ يترتب على ذلك انعكاسات نفسية كبيرة على المقبلات على الزفاف، ومن ذلك عزوف الشباب عن الزواج بسبب تأثر الشابات بما يشاهدنه في مواقع التواصل من حياة الرفاهية والبذخ والإسراف والمبالغات في الملبس والحلي عند الفتيات اللواتي يضعن شروطا ومعايير ومواصفات لفارس أحلامهن.
وقال الحامد: للأسف أكثر مقاطع السوشيال ميديا للمشاهير خرجت عن المبادئ والقيم الإنسانية، وسلكت مسارا ومنعطفا خطيرا غيرّت الكثير من المفاهيم الاجتماعية والنفسية، فقد لاحظنا خلال السنوات الأخيرة زيادة مقاطع التباهي بالمظاهر والحياة المرفهة والباذخة والتطرق للخلافات الزوجية وأدق التفاصيل الأسرية، بجانب أمور مبتذلة ورخيصة تنم عن هشاشة الفكر الثقافي عند أصحابها، وكل هذه المعطيات تؤثر بلا شك على جميع أفراد المجتمع وخصوصا من هم في سن المراهقة.
وتابع أنه مع التقدم التكنولوجي توافرت وسائل التواصل الاجتماعي مع الجميع، إذ أصبحت السوشيال ميديا إحدى أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها العديد من الأشخاص للتواصل الاجتماعي أو العملي أو العائلي، ومع ذلك فإنها سلاح ذو حدين يتوجب التعامل معه بالشكل الصحيح؛ للحصول على أعلى استفادة ممكنة منه مع تجنب أضراره، وبالتالي فإن تأثير السوشيال ميديا في حياتنا أصبح متشعبا، لأنها أصبحت تدخل في كل تفاصيل الحياة اليومية، حيث إنها تؤثر على المجتمع وأفراده، خصوصا الأطفال والمراهقين؛ لذا فإنه يجب الانتباه لهذه التأثيرات ومحاولة التقليل منها بالحد من الإفراط في استخدامها، مع تعظيم الإيجابيات حتى تؤتي ثمارها.
وجدد الدكتور الحامد تحذيره لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا المتزوجين من إفشاء أسرار الحياة الشخصية أو الأسرية خارج نطاق البيت، مشددا على ضرورة أن تكون طي الكتمان حفاظاً على الأسرة وصيانة لكرامتها وتقوية لدعائمها، حتى تستقر على أسس سليمة، فالزواج إذا كان رباطاً مقدسا بين الزوجين وقائماً على المودة والرحمة، فمن الحكمة أن تظل أسرار البيوت طي الكتمان، فلا يطلع عليها الأهل والأصدقاء، لأن الإسلام لا يقر إفشاء أسرار الزوجين، بل ويحرم أيضاً هذا السلوك البغيض، فعدم إفشاء الأسرار الزوجية يمثل قاعدة أساسية لنجاح العلاقة بين الأزواج، وأي انتهاك من أحد الطرفين يؤدي إلى نشوب خلافات كبيرة.
واستشهد الحامد في ختام تصريحه بمقولة امبيرتو ايكو العظيمة عندما قال «أدوات مثل «تويتر» و«فيسبوك» تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل، إنه غزو البلهاء».