أعلن المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد ركن تركي المالكي انطلاق عملية حرية اليمن السعيد صباح اليوم (الثلاثاء) في كافة المحاور والجبهات، مؤكدا أن هذه العملية العسكرية ليست عسكرية بالمصطلح العسكري الذي يعني الحرب، ولكن تهدف لنقل اليمن إلى النماء والازدهار ليصبح في المصفوفة الخليجية في مجال التطور والنماء والازدهار.
ووصف المالكي خلال حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في محافظة شبوة اليمنية، وبحضور محافظ شبوة عوض العولقي، عملية تحرير كامل أراضي شبوة من مليشيا الحوثي الإرهابية بأنها تاريخية، وتمثل مرحلة حساسة وحّدت كافة اليمنيين.
ورفع المالكي أسمى آيات التهاني والتبريكات للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائب الرئيس اليمني، وإلى رئيس مجلس الوزراء اليمني، وإلى الشعب اليمني الشقيق، وإلى أهالي محافظة شبوة الذين قدموا الكثير من التضحيات والدماء الزكية من أجل تحرير المحافظة، كما قدم الشكر الجزيل والعرفان للمقاومة اليمنية وألوية العمالقة على ما قدموه من تضحيات.
كما أعرب عن شكره للجيش اليمني في تضحياته في تحرير محافظة شبوة، وللأشقاء في الإمارات على ما قدموه من دعم ومساندة، وكذلك كل من شارك من قيادة القوات المشتركة للتحالف سواء بالقوة الجوية أو الدعم والإسناد اللوجستي والمعنوي في هذه المعركة الحاسمة، مشيرا إلى أن شبوة جمعت اليمنيين في فترة حرجة ومواقف حاسمة في الصراع مع الحوثيين.
وشدد متحدث التحالف على أن الشعب اليمني الكريم يستحق الحياة، ولديه الكثير من المقومات التي لم تستغل، وأن اليمن بلد التاريخ والثقافة والحضارة يستحق أن يعيش أهله على ما قدموه من تضحيات في مصاف الدول الخليجية، مؤكدا أن عملية حرية اليمن السعيد التي انطلقت في هذه المرحلة الحاسمة أساسها وركائزها أن ينتقل اليمن بعد أن يتطهر ترابه إلى التنمية والرخاء والازدهار، مؤكدا أن العمليات ستستمر في كافة المحاور ليصبح اليمن آمنا مستقرا.
وتعليقا على الأنباء الحوثية المتعلقة بما تناقلته وسائل الإعلام الحوثية حول فيديو سفينة روابي التي تعرضت للقرصنة من قبل المليشيا، أكد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد نهجها الدائم الثابت والدائم في ما يخص المسار العملياتي أو المسارات الإعلامية، ولا تجد حرجا في ما إذا كان هناك أي أمر يحتاج إلى تصحيح، «فمن منطلق الالتزام الأدبي والأخلاقي أن يكون هناك تصحيح».
وأضاف: «مليشيا الحوثي تقوم بعسكرة الموانئ، وتستخدم المدنيين والأعيان المدنية لغرض الحماية، والانتهاكات الحوثية واضحة للجميع، ولجنة الخبراء أثبتت تهريب النظام الإيراني للأسلحة إلى اليمن، سواء عن طريق الحديدة أو بحر العرب»، وأفاد بأنه «إذا نظرنا إلى الخارطة الجغرافية بالحديث عما يقوم به النظام الإيراني من تهريب الأسلحة وانتهاك القرار 2216، نلاحظ أن هناك فقط 3 موانئ على البحر الأحمر وخليج عدن، هي: ميناء عدن، وميناء الحديدة، وميناء جازان القريب من الحدود اليمنية، فمن غير المنطقي والمعقول أن يتم تهريب هذه الأسلحة من ميناء جازان ولا من ميناء عدن، بل إن هذه الأسلحة يتم تهريبها من ميناء الحديدة، وهناك حدودا برية لليمن مع السعودية، وحدود بين اليمن وسلطنة عمان، فمن غير المنطقي في ظل تضافر الجهود في المصفوفة الخليجية أن يكون هناك تهريب أسلحة لا من الحدود السعودية ولا من الحدود في سلطنة عمان».
وحول المرحلة التي تتبع تحرير شبوة، جدد متحدث التحالف تأكيده على أن العملية العسكرية التي بدأت فجر اليوم، سبقتها بنحو أربعة أيام تهيئة للبيئة الاستخبارية والبيئة العملياتية في كافة الجبهات والمحاور، «ونسأل الله النصر والتمكين للرجال الأوفياء الصادقين من أبطال الجيش اليمني وألوية العمالقة وكافة التشكيلات العسكرية التي أدرجت ضمن إعادة الهيكلة في وزارة الدفاع اليمنية، وأيضا بدعم من قيادة القوات المشتركة للتحالف»، مجددا تشديده على أن العمليات ليست عسكرية بالمفهوم الحربي الحديث، «بل نقوم بعمليات عسكرية من أجل تطهير اليمن ومن أجل أن يكون اليمن آمنا مستقرا وأن تكون هناك مرحلة قادمة لأبناء اليمن في البناء والازدهار، فاليمن يستحق الكثير في كافة المجالات كالتعليم والصحة، ومن المفترض أن يواكب دول الخليج، وهناك رؤية من القيادات السياسية في المنطقة بأن يكون الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة، ونتمنى أن يكون اليمن في هذه المصفوفة قريبا».
وأكد المالكي أن شبوة جمعت كل اليمنيين باختلاف انتماءاتهم السياسية أو الحزبية، ودعا كافة اليمنيين إلى الالتفاف حول القيادة السياسية وأن يضعوا الخلافات الجانبية في هذه المرحلة الحاسمة في الصراع مع مليشيا الحوثي التي تعد جزءا من المكون الاجتماعي في اليمن، ولكن هناك طريق للسلام والبناء، وهناك طريق للحرب، والمليشيا اختارت طريق الحرب، ولذلك تم توحيد جهود كافة التشكيلات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع اليمنية وبدعم من التحالف، فمن المؤكد أن يكون هناك تحريك لكافة الجبهات لتطهير الأراضي اليمنية، وهذا حق أصيل للحكومة الشرعية في تحرير كافة الأراضي.
وأكد المالكي على العمل المستمر مع الحكومة الشرعية اليمنية، ومع الحكومة المحلية في كافة المحافظات والمديريات اليمنية، وهذا العمل مستمر منذ بداية العمليات العسكرية، «فإذا كان هناك أي تحرير لبعض المناطق من قبل قوات التحالف فإن أول ما نبدأ به هو العمل الإنساني الذي يعد النواة الأولى لتحرك قيادة القوات المشتركة للعمل مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن، إضافة إلى المنظمات الدولية من خلال مكتب الأوتشا في اليمن، بعد ذلك يستمر العمل مع الحكومة اليمنية في إعادة تأهيل مؤسسات الدولة اليمنية في المحافظات المحررة، وشبوة لها كل الدعم، وبتوحد الجهود من أبناء شبوة وكافة الأحزاب السياسية لتوحيد الرأي والكلمة، فسينتقل اليمن إلى مرحلة جديدة بعد تطهير اليمن الأعمال الخبيثة، فنحن نقف مع اليمنيين في كل الظروف».