في تاريخنا الأدبي هناك ما يسمى بسفراء الشعر، يأتي في الصدر منهم الشاعر فؤاد الخطيب السفير مستشار الملك عبدالعزيز (رحمه الله)، والشاعر الكبير محمد حسن فقي. ومن أشهر الشعراء السفراء الذين نعرفهم: الدكتور غازي القصيبي، أحمد بن علي المبارك السفير عضو نادي جدة الأدبي حسن عبدالله القرشي ثاني رؤساء نادي جدة الأدبي، مقبل العيسى، الدكتور عبدالعزيز خوجه ومحمد صالح باخطمه الشاعر المكي المخضرم الذي فقدناه مؤخراً (رحمه الله)، كان أول لقاء بيننا في مكتب الأستاذ الكبير محمد حسن عواد رئيس نادي جدة الأدبي في الشرفية عام ١٣٩٧ وكان في زيارة له، وعلمت فيما بعد أنه كان حمامة السلام بين الأستاذ العواد وخصمه الشاعر الكبير حمزه شحاته.
في النادي الأدبي بجدة خلال حوارات ملتقى قراءة النص عام ١٤٣١ وكان أيقونة الموسم الأستاذ حمزة شحاته، تحدث الأستاذ باخطمه في الملتقى عن قصة لقاء الشاعرين الكبيرين خلال عمله قنصلا بسفارة القاهرة، حيث اغتنم فرصة وجود الأستاذ العواد في القاهرة لعلاج عينيه، ومن باب البر والوفاء بالأدباء الرواد وقد سنحت له فرصة الجمع بينهما وأن يكون وسيط عقد الصلح وإزالة الخلاف بينهما بعد أن عرض على كل منهما منفرداً إن كان ما يمنع التلاقي بينهما ووجد الترحيب من الاثنين والتقيا وتعانقا عناقاً حاراً في مكتبه، بل كان كل منهما يؤكد للآخر أنه الأستاذ ومحل التقدير. وتم الصلح بين الخصمين اللدودين بعد سجال طويل من الخصام والهجاء الشعري في معركة تعد من أشهر المعارك الأدبية في تاريخ أدب الحجاز.
ذكر لي الأستاذ عبدالفتاح أبومدين الذي أحب السفر إلى القاهرة للقاء أصدقائه الكثر، موضحاً المزيد من التفاصيل حول لقاء الأستاذين العواد وشحاته، فالأستاذ حمزة شحاته عرف أنه في أواخر أيامه ضعف بصره بحيث لا يرى إلا عن قرب، والأستاذ العواد كانت إحدى عينيه معصوبة لأنه كان يتعالج في القاهرة، ولم يتعرف كل منهما على الآخر إلا بعد أن اقتربا من بعضهما وتبين كل واحد منهما وجه الآخر في مشهد مؤثر، فتعانقا في حرارة وصدق.
وكم تمنى الأستاذ باخطمه لو كان المصور حاضراً ليسجل للتاريخ تلك اللحظة وما دار بينهما في جلسة الصلح التي لم تسجل إلا في ذاكرة الثلاثة الذين هم الآن في دار الخلد.
الشاعر باخطمه (رحمه الله) كان شاعراً رومانسياً مطبوعاً تأثر كثيراً بشعراء المهجر في جزالتهم ورقة وأصالة صياغة نصوصهم:
يامن علمني ان الكلمات
رغم الصمت رغم الكتمان
رغم الخوف ورغم النسيان
تحيا وتعيش لكل زمان
يا من علمني ان الغربة
في النفس
وليست في بعد الأوطان
في النادي الأدبي بجدة خلال حوارات ملتقى قراءة النص عام ١٤٣١ وكان أيقونة الموسم الأستاذ حمزة شحاته، تحدث الأستاذ باخطمه في الملتقى عن قصة لقاء الشاعرين الكبيرين خلال عمله قنصلا بسفارة القاهرة، حيث اغتنم فرصة وجود الأستاذ العواد في القاهرة لعلاج عينيه، ومن باب البر والوفاء بالأدباء الرواد وقد سنحت له فرصة الجمع بينهما وأن يكون وسيط عقد الصلح وإزالة الخلاف بينهما بعد أن عرض على كل منهما منفرداً إن كان ما يمنع التلاقي بينهما ووجد الترحيب من الاثنين والتقيا وتعانقا عناقاً حاراً في مكتبه، بل كان كل منهما يؤكد للآخر أنه الأستاذ ومحل التقدير. وتم الصلح بين الخصمين اللدودين بعد سجال طويل من الخصام والهجاء الشعري في معركة تعد من أشهر المعارك الأدبية في تاريخ أدب الحجاز.
ذكر لي الأستاذ عبدالفتاح أبومدين الذي أحب السفر إلى القاهرة للقاء أصدقائه الكثر، موضحاً المزيد من التفاصيل حول لقاء الأستاذين العواد وشحاته، فالأستاذ حمزة شحاته عرف أنه في أواخر أيامه ضعف بصره بحيث لا يرى إلا عن قرب، والأستاذ العواد كانت إحدى عينيه معصوبة لأنه كان يتعالج في القاهرة، ولم يتعرف كل منهما على الآخر إلا بعد أن اقتربا من بعضهما وتبين كل واحد منهما وجه الآخر في مشهد مؤثر، فتعانقا في حرارة وصدق.
وكم تمنى الأستاذ باخطمه لو كان المصور حاضراً ليسجل للتاريخ تلك اللحظة وما دار بينهما في جلسة الصلح التي لم تسجل إلا في ذاكرة الثلاثة الذين هم الآن في دار الخلد.
الشاعر باخطمه (رحمه الله) كان شاعراً رومانسياً مطبوعاً تأثر كثيراً بشعراء المهجر في جزالتهم ورقة وأصالة صياغة نصوصهم:
يامن علمني ان الكلمات
رغم الصمت رغم الكتمان
رغم الخوف ورغم النسيان
تحيا وتعيش لكل زمان
يا من علمني ان الغربة
في النفس
وليست في بعد الأوطان