الدكتور محمد الحامد
الدكتور محمد الحامد
-A +A
محمد داوود (جدة) mdawood77@

حذر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، من تجاهل أعراض متلازمة القلب المكسور التي قد يتعرض لها بعض الأفراد حين تعرضهم لصدمة قوية نتيجة وفاة شريكة أو شريك الحياة أو قريب من الدرجة الأولى أو فقدان صديق أو شخص عزيز.

وبين لـ«عكاظ» أن متلازمة القلب المكسور زادت قبل جائحة كورونا وفق العديد من الدراسات، وتؤدي هذه المتلازمة إلى إجهاد جسدي أو عاطفي مفاجئ وحاد، والذي يمكن أن يضعف البطين الأيسر للقلب بسرعة، كما تعرف هذه الحالة أيضا باسم متلازمة «تاكوتسوبو»، وتشير إلى حالة اعتلال عضلة القلب، والتي تشخص عند المرضى بسبب الإجهاد العاطفي أو الجسدي الشديد، وقد تحدث هذه المتلازمة أيضاً بسبب بعض الحوافز الأخرى مثل مشاعر الخوف الشديدة والغضب والمفاجأة وخسارة مالية كبيرة أو عنف منزلي وغيرها من المشاعر.

وأضاف أنه في حالة تعطل وظيفة الجانب الأيسر من عضلة القلب، فإن الأجزاء الأخرى في القلب تعمل على بذل جهد إضافي لتعويض الاعتلال، وهذا يشكل خطراً لأنه يؤثر سلباً على قدرة القلب على ضخ الدم بشكل صحيح، كما أن استجابة الجسم لإفراز هرمون الإجهاد الأدرينالين تكون عالية جداً، بجانب الأعراض الأخرى مثل ألم في الصدر وضيق في التنفس وانخفاض ضغط الدم والتعرق والدوخة، وقد تظهر هذه الأعراض في أي مكان من دقائق إلى ساعات بعد أن يمر شخص ما بحدث مرهق جسدياً أو عاطفياً.

وتابع الحامد أن دراسة أمريكية حديثة كشفت ارتفاع الإصابات بـ«متلازمة القلب المكسور»، خصوصا بين النساء المسنات، ووفقا للدراسة، التي أجراها باحثون في مركز Cedars-Sinai الطبي، فإن النساء شكلن 88.3% من مجموع حالات الإصابة بمتلازمة القلب المكسور، وكانت السيدات الأكبر سنا أكثر عرضة للخطر، ووجدت أن النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و74 عاماً عانين من المتلازمة بمعدل 6 إلى 12 مرة أعلى من النساء والرجال الأصغر سناً، وقد أعتقد البعض أن وباء كورونا يقف وراء ذلك، لكن الدراسة وجدت أن معدلات الإصابة بمتلازمة القلب المكسور آخذة في الارتفاع حتى قبل أن نواجه أزمة عالمية.

وعن العلاج اختتم الحامد بالقول: يمكن علاج أعراض متلازمة القلب المسكور حسب شدة الأعراض، وتشمل الخطة العلاجية أدوية القلب والأدوية المضادة للقلق وإدارة الإجهاد وإعادة تأهيل القلب، ويوصي العديد من الأطباء بالعلاج طويل الأمد باستخدام حاصرات بيتا أو الأدوية المماثلة التي تمنع الآثار الضارة المحتملة لهرمونات التوتر على القلب، ولحسن الحظ يعتبر التعرض لهذه المتلازمة حالة قلبية مؤقتة، لكنها من الممكن أن تتكرر مرة أخرى، وحتى الآن لا توجد علاجات معروفة للوقاية من متلازمة القلب المكسور، ومع ذلك فإن مواجهة الإجهاد وتجنب التوتر الزائد وحل المشكلات يمكن أن يساعد في تحسين الإجهاد البدني والعاطفي.