نرضى بما كُتِبَ لنا من أقدار ونصيب، وتدمع أعيننا بفراق الأحبة، ونصبر في أشد الاختبارات، ونحتسب في أقسى الابتلاءات، نجتاز المِحن بإيمان وعقيدة وجَلَد وتحمل.
تعتصر قلوبنا ألماً حين يغادر الدنيا حبيب لنا أو عزيز على قلوبنا، ليس من قساوة الفقد فحسب، إنما من «عذاب الفراق»، ومن قاتل البشرية بعد الفراق (سم الذكريات) أيضاً، نخوض في ذكرى مع من هم أساس حياتنا، نتذكر طفولتنا ونحيا تفاصيلها، نتذكر مراهقتنا وشبابنا ونضجنا، نتذكر من كانوا معنا في كل تفاصيلنا وقد صعدوا قطار الراحلين تاركين لنا إرثاً يحمل «ذكريات الماضي».
يوم الاثنين الماضي وُوريَت التراب راحلة إلى خالقها، امرأة مسلمة مؤمنة حافظة للقرآن الكريم ومعلمة الأطفال الآي؛ إنها والدة زوجتي (عمتي صالحة بنت سالم الحضرمي).
حين دُفنت رأيت الدموع في أعين رفيق دربها (عمي ناصر باعارمة)، إذ عاشا عقوداً من الزمن يتشاركان الفرح والترح، أنجبا أولادهما وربياهم وعلماهم أن «القمم لأصحاب الهمم»، فخرج منهم المهندس والطبيب والمعلم.. رأيت الدموع في أعين أبنائها وأصهارها وأهلهِا وذوي قرباها، وحتى من عرف أو سمع عن أعمالها الإنسانية، الكل وقف طويلاً على قبرها يدعون لها بدموع سائلة، حينها حضرني استفهام عجيب: من قال إن الرجال لا يبكون؟ّ
ما يميز تلك المرأة الصالحة الكثير، لكن الابتسامة والصفاء والتسامح كان ديدنها، فلم تنم يوماً وفي قلبها مِثقال ذرة من كمد على أحد، كانت عنوان السلام لِمن حولها للكثير من جيرانها أبناء مكة المكرمة.
عدت إلى منزلي وسألت ابنتي «أم الفضل» عن سر الحزن العميق من رحيل جدتها، فقالت بكل بساطة وعفوية وطفولية: «كانت حضنا نرتمي بهِ وقت الاحتياج، كانت تسمع قصصنا وحكاياتنا وحتى آلامنا».
لست أرثيك.. لا يجوز الرثاء
كيف يرثي الجلال والكبرياء؟
رحم الله تلك المتسامحة التي علمتنا قيمة التسامح في الحياة وما يتركهُ مِن أثر، وجعل كل ما عملته في الدنيا من أعمال صالحة وإنسانية في ميزان حسناتها يوم القيامة.
تعتصر قلوبنا ألماً حين يغادر الدنيا حبيب لنا أو عزيز على قلوبنا، ليس من قساوة الفقد فحسب، إنما من «عذاب الفراق»، ومن قاتل البشرية بعد الفراق (سم الذكريات) أيضاً، نخوض في ذكرى مع من هم أساس حياتنا، نتذكر طفولتنا ونحيا تفاصيلها، نتذكر مراهقتنا وشبابنا ونضجنا، نتذكر من كانوا معنا في كل تفاصيلنا وقد صعدوا قطار الراحلين تاركين لنا إرثاً يحمل «ذكريات الماضي».
يوم الاثنين الماضي وُوريَت التراب راحلة إلى خالقها، امرأة مسلمة مؤمنة حافظة للقرآن الكريم ومعلمة الأطفال الآي؛ إنها والدة زوجتي (عمتي صالحة بنت سالم الحضرمي).
حين دُفنت رأيت الدموع في أعين رفيق دربها (عمي ناصر باعارمة)، إذ عاشا عقوداً من الزمن يتشاركان الفرح والترح، أنجبا أولادهما وربياهم وعلماهم أن «القمم لأصحاب الهمم»، فخرج منهم المهندس والطبيب والمعلم.. رأيت الدموع في أعين أبنائها وأصهارها وأهلهِا وذوي قرباها، وحتى من عرف أو سمع عن أعمالها الإنسانية، الكل وقف طويلاً على قبرها يدعون لها بدموع سائلة، حينها حضرني استفهام عجيب: من قال إن الرجال لا يبكون؟ّ
ما يميز تلك المرأة الصالحة الكثير، لكن الابتسامة والصفاء والتسامح كان ديدنها، فلم تنم يوماً وفي قلبها مِثقال ذرة من كمد على أحد، كانت عنوان السلام لِمن حولها للكثير من جيرانها أبناء مكة المكرمة.
عدت إلى منزلي وسألت ابنتي «أم الفضل» عن سر الحزن العميق من رحيل جدتها، فقالت بكل بساطة وعفوية وطفولية: «كانت حضنا نرتمي بهِ وقت الاحتياج، كانت تسمع قصصنا وحكاياتنا وحتى آلامنا».
لست أرثيك.. لا يجوز الرثاء
كيف يرثي الجلال والكبرياء؟
رحم الله تلك المتسامحة التي علمتنا قيمة التسامح في الحياة وما يتركهُ مِن أثر، وجعل كل ما عملته في الدنيا من أعمال صالحة وإنسانية في ميزان حسناتها يوم القيامة.