فيما يعزز الصراع الراهن مسارات النهاية لجماعة «الإخوان» الإرهابية وسط تنامي حالات الإقصاء والتهميش الداخلي، كشفت مصادر موثوقة تزايد الخلافات بين جبهتي لندن وإسطنبول.
وأفادت بأن الانتخابات الداخلية التي أجرتها مجموعة إسطنبول في النصف الأخير من شهر يناير الماضي أدت إلى فوز مجموعات تنظيمية تابعة للأمين العام السابق للتنظيم محمود حسين وخصوصاً في مجال إدارة الجالية المصرية وإسقاط المجموعة التابعة لإبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام.
وذكرت المصادر أن انتخابات مجلس إدارة الرابطة المصرية في تركيا أدت إلى سيطرة قيادات الإخوان بشكل شبه كامل عليها بعد فوز القيادي الإخواني عادل راشد المحسوب على جبهة حسين والشاغل لمنصب عضو اتّحاد العلماء المسلمين برئاستها، واختيار عددٍ من القيادات الإخوانية الأخرى لعضويتها أبرزهم الدكتور سيف عبد الفتاح (مستشار سابق للرئيس المعزول الراحل محمد مرسي)، ومحمد الغزلاني أحد المتهمين في قضية مذبحة كرداسة والمدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وعلى مدار الأشهر الماضية اشتد الصراع داخل جماعة الإخوان بين الجبهتين المتناحرتين، بينما وصلت حدة التراشق الإعلامي بينهما ذروتها في ضوء اتهامات متبادلة بالفساد المالي والسقوط الأخلاقي.
ويعتقد مراقبون أن صراع الجبهتين يعجل بقرب نهاية الجماعة بعد أن بلغت الخلافات حالة غير مسبوقةٍ من الانهيار والانشقاق على مستوى القيادة والقواعد. ويرى هؤلاء أن جبهة إسطنبول
حسمت الصراع لكن الخلافات سوف تستمر فترة طويلة مستبعدين تنازل أي طرفٍ عن مطالبه خصوصا بعد انحياز قيادات تاريخية لصالح إحدى الجبهتين ما يعني أن حل الأزمة أصبح شبه مستحيل.
ويؤكد قيادي منشق عن الجماعة الإرهابية أن الانهيار الحاصل حاليا في قمة الهرم التنظيمي سيظل قائما على خلفية استمرار الصراع الحالي الذي فضح العديد من الادعاءات التي روجت لها الجماعة على مدار تاريخها منذ عام 1928 وحتى الآن. وشهدت الجماعة خلال الأيام الماضية موجة جديدة من الانشقاقات داخل صفوفها على مدار الأسبوع الماضي بعد تفاقم أزمة الصراع الداخلي والاتهامات المتبادلة.