-A +A
فتحي عطوة - القاهرة
في كلمة أوباما لقبول ترشيح الحزب الديمقراطي في ملعب "إنفيسكو" ، أمام قرابة 80 ألفا احتشدوا في دينفر ، وتابعها قرابة 40 مليون مشاهد في أمريكا فضلا عن باقي العالم، أعاد أوباما على أسماع الشعب الأمريكي ما أسماه الحلم الأمريكي، ليداعب خيال الشعب وليذكره بكلمة الحلم التي أطلقها مارتين لوثر كينج ­قائد حركة الحقوق المدنية الأمريكية وزعيم السود في أمريكا ­عام 1963 بقوله لدي حلم.ووعد أوباما في خطابه الشعب الأمريكي بخفض الضرائب على الطبقة الوسطى. وتعهد بإنهاء اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط في غضون عشرة أعوام، وكشف أوباما عن خطة لإنقاذ الولايات المتحدة من السياسات الفاشلة وإعادة بناء الجيش والانسحاب بصورة مسؤولة من العراق.
ولأن أوباما أول مرشح أفريقي للانتخابات الأمريكية من حزب رئيسي في البلاد، فلم تكن مصادفة أن يختار إلقاء خطاب قبوله ترشيح الحزب في الاحتفالات بالذكرى 45 لأحد أكثر أحداث الحقوق المدنية شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، وهي كلمة مارتن لوثر كينج عام 1963 ، ولكي يستفيد منها الحزب في تشبيه أوباما بالرئيس الأسبق إبراهام لينكولن والبعض اعتبره مارتن لوثر، حاول أوباما أن يركز على أوضاع الاقتصاد الأمريكي وحال المواطن الأمريكي لأنه يعرف أن المواطن يهمه الشأن الداخلي، ومع ذلك تطرق إلى الشؤون الخارجية لينفي ماقيل عنه بعدم خبرته في الشؤون الخارجية واضطر لترشيح جوزيف بايدن لمنصب نائب الرئيس لخبرته التي تصل إلى 35 عاماً في الشؤون الخارجية، مما يعوض نقص خبرة باراك في هذا الشأن. ورغم معرفة المراقبين وإدراكهم إلى أن كلام المرشح يدخل غالبا في باب الدعاية الانتخابية ولا ينبني عليها رسم سياسات مستقبلية، كما انه رغم اتفاق باراك وبايدن على ضرورة دعم إسرائيل لتبقى متفوقة على جيرانها العرب وعدم المقايضة على الدعم الأمريكي لإسرائيل لاسيما في مواجهة التهديد النووي الإيراني، فقد ابتعد باراك عن التصريحات الشائكة حول القدس مثلما فعل في خطبته في 27 ابريل الماضي أمام لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك"، بأن القدس يجب أن تظل عاصمة لإسرائيل، وهو ما أصاب المراقب العربي بخيبة أمل رغم التأييد الواضح لأوباما.

أما عن موقفه بالانسحاب من العراق وانهاء سياسة بوش في الحرب على الإرهاب فهو يتناول ذلك من قبيل الهجوم على الجمهوريين والمرشح الجمهوري المنافس له، على أن تعهده بانهاء الاعتماد على نفط الشرق الأوسط ففيه شك كبير، وهو من قبيل الدعاية الانتخابية.