أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» تفوق روسيا عسكريا على أوكرانيا، وأفادت بأن القوات الروسية الأكبر والأكثر تطورا من الناحية التكنولوجية التي شنت غزوا متعدد الجوانب تتفوق على الجيش الأوكراني حتى مع أطنان الأسلحة والذخيرة والمعدات التي قدمها حلفاء الغرب إلى كييف خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وكان رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف حدد سيناريو الغزو الروسي، موضحا أنه سيبدأ بغارات جوية وهجمات صاروخية تستهدف مستودعات الذخيرة والقوات المرابطة بالخنادق، وهو ما حدث اليوم (الخميس). وقال إن الجيش الأوكراني سرعان ما سيصبح عاجزًا، والقيادة غير قادرة على تنسيق الدفاع وإمداد الجبهة، وبعد ذلك ستقع المسؤولية على عاتق قادة الخطوط الأمامية لمواصلة القتال بمفردهم.
وأضاف بودانوف خلال مقابلة: سيصمدون طالما هناك رصاص. سيكون باستطاعتهم استخدام الموجود في أيديهم، لكن صدقوني، بدون تسليم احتياطي لا يستطيع أي جيش في العالم الصمود.
وتزامن حديث الجنرال بودانوف مع نشر الجيش الروسي نحو 150 ألف جندي بالمنطقة، فيما قدر مسؤولون أمريكيون عدد الجنود الروس بنحو 190 ألف جندي في أوكرانيا أو بالقرب منها، بما في ذلك القرم ومناطق الانفصاليين المدعومين روسيا في منطقة دونباس.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الجيش الروسي نشر أيضًا منظومة «إس-400» المضادة للطائرات المتطورة التي يمكنها تحييد القوة الجوية الأوكرانية الصغيرة بكفاءة، وصواريخ إسكندر القادرة على ضرب أهداف بأي مكان في أوكرانيا.
وتتضمن القوة الروسية ما يتراوح بين 120 إلى 125 مجموعة تكتيكية من الكتائب، بما يمثل زيادة عن منتصف الثمانينات بداية هذا الشهر. وقال مسؤولان أمريكيان مطلعان على التقييمات الاستخباراتية الأمريكية: «إن بعض القوات من جنود الاحتياط الروس سيشكلون قوة احتلال بعد الغزو». ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن نحو 200 طائرة التي تشكل كامل القوة الجوية الأوكرانية هي أقل من عدد الطائرات المقاتلة التي نشرتها روسيا بالفعل على الحدود الأوكرانية، إلا أنها أكدت أن الجيش الأوكراني ليس بالخصم الضعيف الذي كان عليه ذات مرة، مذكرة أنه في عام 2014 تمكنت نخبة القوات الروسية من السيطرة على شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا بدون إطلاق رصاصة. وعندما سيطر الانفصاليون المدعومون روسيا على جزء من الدونباس، اضطرت أوكرانيا للاعتماد على كتائب المتطوعين من الأشخاص الذين حملوا السلاح، سواء الحاصلين على تدريب عسكري أو بدون أي تدريب على الإطلاق.
ووفقا للصحيفة، قدمت الولايات المتحدة وحدها 2.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا تضمنت معدات اتصالات ومراقبة متطورة. وسلمت في نوفمبر نحو 88 طنا من الذخيرة، وهي جزء من حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليون دولار تعهدت بها الإدارة الأمريكية.