تتلظى أرجاء عدة من العالم بهجمة سلالة أوميكرون، والمتفرعة منها BA.2؛ بينما تنعم الولايات المتحدة بهدنة طويلة الأجل مع الفايروس، حتى بدأ كثيرون هناك يعتقدون أن الوباء العالمي انقضى، وكتبت له الهزيمة على يد الإنسان، من خلال لقاحي مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA. بيد أن الأمريكيين يشعرون بقلق حقيقي من أنه على رغم التطورات المذهلة في مراقبة تفشي الفايروس خلال السنتين الماضيتين؛ فإن ثمة تطورات تنذر بشرٍّ كبيرٍ آتٍ. ومنها أن غالبية الأمريكيين أضحوا يقومون بالفحص من خلال أجهزة الفحص المنزلي، بدلاً من اختبار PCR الذي تعتمد عليه الأجهزة الحكومية لرصد عدد الحالات الجديدة. كما أن المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها تتجه إلى خفض عدد المختبرات المكلفة باستقصاء السلالات الجديدة المحتملة. ومنها أيضاً اتجاه مسؤولي الصحة إلى اعتبار عدد حالات التنويم بالمشافي الأمريكية مؤشراً إلى الأزمة الصحية، بدلاً من عدد الإصابات الجديدة، على رغم أن عدد المنومين لا يزيد إلا بعد حدوث تسارع في التفشي الفايروسي.
تلك ليست الصورة الكاملة بالطبع. ففيما يبتهج الأمريكيون بتتابع انخفاض الحالات الجديدة والوفيات؛ أكدت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن عدد إصابات كورونا ظل يتزايد خلال الأسبوعين السابقين في أنحاء العالم. وترجح أن أحد أهم أسباب ذلك تخلي الدول والحكومات عن جانب كبير من التدابير الوقائية، لأن سلالة BA.2 الفرعية أسرع تفشياً من سلالة أوميكرون التي انحدرت منها. وتقول أرقام المراكز الأمريكية للحد من الأمراض إن BA.2 غدت تمثل ثلث عدد الحالات الجديدة في أرجاء الولايات المتحدة، وأكثر من نصف عددها في الولايات الشمالية الشرقية. فقد تم اكتشاف زيادة ملموسة في حالات BA.2 في نيويورك، فيما لوحظت زيادة عدد المنومين بها في مستشفيات نيو إنغلاند.
ومن مشكلات أمريكا أن فحص PCR لا يخضع له سوى المصابين، في حين لا يتاح هذا الفحص لمئات الآلاف ممن لا يشعرون بأعراض الإصابة. وفيما أقبل الأمريكيون إقبالاً كبيراً على الفحوص المنزلية التي وزعتها الإدارة الأمريكية من دون مقابل؛ فإن مستخدميها لا يتكبدون مشقة إبلاغ السلطات الصحية بنتائج فحوصهم. ولا تبذل الجهات الصحية أي جهد يذكر لجمع تلك البيانات المهمة. وذكرت مسؤولة صحية أنه خلال يناير وفبراير كان أكثر من 8-9 ملايين فحص تستخدم يومياً، ما يفوق عدد اختبارات PCR بما يراوح بين 4-6 أضعاف. وعلى رغم بدايتها المتأخرة في تخصيص مختبرات لكشف السلالات الفايروسية الجديدة؛ إلا أن أمريكا استطاعت اللحاق ببريطانيا، وغيرها من الدول الغربية، بعدما قررت استئجار خدمات 10 مختبرات كبيرة للقيام بتلك المهمة. وتقول المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إنها تنوي خفض ذلك العدد إلى 3 مختبرات فقط خلال الشهرين القادمين. ومهما يكن؛ فإن عدد العينات التي يتم تحليلها لمعرفة أية سلالة ناشئة هبط إلى نحو 35 ألفاً بعد يناير الماضي. ويتوقع أن يتدنى إلى 10 آلاف فقط في غضون شهرين. وتتمسك المراكز الأمريكية بأنها لا تتوقع أن تؤثر هذه التخفيضات في قدرتها على كشف السلالات الجديدة. وهو ما يراه عدد من العلماء دفناً للرؤوس في الرمال، باعتبار أن تحليل العينات هو أحد أهم الأسلحة المخبرية لمواجهة أي هجمة فايروسية محتملة.
كوفيد والإنفلونزا.. ثنائي الموت!
ذكرت دراسة نشرت فحواها مجلة «ذا لانسيت» الطبية البريطانية أمس الأول أن المرضى المنومين بالمشافي جرّاء إصابتهم بكوفيد-19 والإنفلونزا في آن معاً يتعرضون لخطر تدهور إصاباتهم، واحتمال الوفاة أكثر ممن يصابون بكوفيد-19 ومرض آخر بأي فايروس آخر. وأضافت الدراسة أن مرضى كوفيد-الإنفلونزا يكونون بحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي أكثر من الآخرين بأكثر من أربع مرات، وأنهم يمكن أن يموتوا قبل غيرهم بأكثر من 2.4 مرة مما لو كانوا مصابين بكوفيد-19 وحده. وشملت الدراسة استعراض أكثر من 305 آلاف مريض، في بحث شارك فيه علماء جامعات إدنبرة، وليفربول، والجامعة الإمبرالية في لندن، وجامعة ليدين الهولندية. وخلص الباحثون إلى أن بحثهم أكد الحاجة إلى ضرورة إخضاع مصابي كوفيد-19 لفحوص الإنفلونزا بشكل متكرر. كما أنه أكد أهمية خضوع كل شخص للقاحي كوفيد-19 والإنفلونزا في آنٍ معاً. وقال أستاذ الطب التجريبي بجامعة أدنبرة البروفيسور كينيث بايلي: اكتشفنا أن مزيج فايروسي كوفيد والإنفلونزا خطر جداً. وأضاف أنه يتوقع أن يتفشى فايروس كورونا الجديد في وقت واحد مع فايروس كورونا المسبب للإنفلونزا. وهو ما يتطلب تغيير إستراتيجية الفحوص، ليتم التوسع في فحص الإنفلونزا في المشافي التي يرقد فيها المصابون بكوفيد-19. وحذر أستاذ مكافحة الأمراض المعدية بجامعة ليفربول البروفيسور كالوم سيمبل من أن عودة الناس إلى الاختلاط من دون تباعد جسدي ستؤدي إلى تزايد تفشي الفايروسات التنفسية. وعلى ذلك فإن التوقعات تنصرف إلى أن فايروسي كوفيد-19 والإنفلونزا سينشطان خلال الشتاء القادم.
تلك ليست الصورة الكاملة بالطبع. ففيما يبتهج الأمريكيون بتتابع انخفاض الحالات الجديدة والوفيات؛ أكدت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن عدد إصابات كورونا ظل يتزايد خلال الأسبوعين السابقين في أنحاء العالم. وترجح أن أحد أهم أسباب ذلك تخلي الدول والحكومات عن جانب كبير من التدابير الوقائية، لأن سلالة BA.2 الفرعية أسرع تفشياً من سلالة أوميكرون التي انحدرت منها. وتقول أرقام المراكز الأمريكية للحد من الأمراض إن BA.2 غدت تمثل ثلث عدد الحالات الجديدة في أرجاء الولايات المتحدة، وأكثر من نصف عددها في الولايات الشمالية الشرقية. فقد تم اكتشاف زيادة ملموسة في حالات BA.2 في نيويورك، فيما لوحظت زيادة عدد المنومين بها في مستشفيات نيو إنغلاند.
ومن مشكلات أمريكا أن فحص PCR لا يخضع له سوى المصابين، في حين لا يتاح هذا الفحص لمئات الآلاف ممن لا يشعرون بأعراض الإصابة. وفيما أقبل الأمريكيون إقبالاً كبيراً على الفحوص المنزلية التي وزعتها الإدارة الأمريكية من دون مقابل؛ فإن مستخدميها لا يتكبدون مشقة إبلاغ السلطات الصحية بنتائج فحوصهم. ولا تبذل الجهات الصحية أي جهد يذكر لجمع تلك البيانات المهمة. وذكرت مسؤولة صحية أنه خلال يناير وفبراير كان أكثر من 8-9 ملايين فحص تستخدم يومياً، ما يفوق عدد اختبارات PCR بما يراوح بين 4-6 أضعاف. وعلى رغم بدايتها المتأخرة في تخصيص مختبرات لكشف السلالات الفايروسية الجديدة؛ إلا أن أمريكا استطاعت اللحاق ببريطانيا، وغيرها من الدول الغربية، بعدما قررت استئجار خدمات 10 مختبرات كبيرة للقيام بتلك المهمة. وتقول المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إنها تنوي خفض ذلك العدد إلى 3 مختبرات فقط خلال الشهرين القادمين. ومهما يكن؛ فإن عدد العينات التي يتم تحليلها لمعرفة أية سلالة ناشئة هبط إلى نحو 35 ألفاً بعد يناير الماضي. ويتوقع أن يتدنى إلى 10 آلاف فقط في غضون شهرين. وتتمسك المراكز الأمريكية بأنها لا تتوقع أن تؤثر هذه التخفيضات في قدرتها على كشف السلالات الجديدة. وهو ما يراه عدد من العلماء دفناً للرؤوس في الرمال، باعتبار أن تحليل العينات هو أحد أهم الأسلحة المخبرية لمواجهة أي هجمة فايروسية محتملة.
كوفيد والإنفلونزا.. ثنائي الموت!
ذكرت دراسة نشرت فحواها مجلة «ذا لانسيت» الطبية البريطانية أمس الأول أن المرضى المنومين بالمشافي جرّاء إصابتهم بكوفيد-19 والإنفلونزا في آن معاً يتعرضون لخطر تدهور إصاباتهم، واحتمال الوفاة أكثر ممن يصابون بكوفيد-19 ومرض آخر بأي فايروس آخر. وأضافت الدراسة أن مرضى كوفيد-الإنفلونزا يكونون بحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي أكثر من الآخرين بأكثر من أربع مرات، وأنهم يمكن أن يموتوا قبل غيرهم بأكثر من 2.4 مرة مما لو كانوا مصابين بكوفيد-19 وحده. وشملت الدراسة استعراض أكثر من 305 آلاف مريض، في بحث شارك فيه علماء جامعات إدنبرة، وليفربول، والجامعة الإمبرالية في لندن، وجامعة ليدين الهولندية. وخلص الباحثون إلى أن بحثهم أكد الحاجة إلى ضرورة إخضاع مصابي كوفيد-19 لفحوص الإنفلونزا بشكل متكرر. كما أنه أكد أهمية خضوع كل شخص للقاحي كوفيد-19 والإنفلونزا في آنٍ معاً. وقال أستاذ الطب التجريبي بجامعة أدنبرة البروفيسور كينيث بايلي: اكتشفنا أن مزيج فايروسي كوفيد والإنفلونزا خطر جداً. وأضاف أنه يتوقع أن يتفشى فايروس كورونا الجديد في وقت واحد مع فايروس كورونا المسبب للإنفلونزا. وهو ما يتطلب تغيير إستراتيجية الفحوص، ليتم التوسع في فحص الإنفلونزا في المشافي التي يرقد فيها المصابون بكوفيد-19. وحذر أستاذ مكافحة الأمراض المعدية بجامعة ليفربول البروفيسور كالوم سيمبل من أن عودة الناس إلى الاختلاط من دون تباعد جسدي ستؤدي إلى تزايد تفشي الفايروسات التنفسية. وعلى ذلك فإن التوقعات تنصرف إلى أن فايروسي كوفيد-19 والإنفلونزا سينشطان خلال الشتاء القادم.