لم يدر في بالي يوماً أن السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة في دواوين الملوك ومقاهي المثقفين ومنابر السياسيين وملاعب الرياضيين وأطر الحياة العامة وأحياناً الخاصة أن تهتز مكانتها بهذا الشكل الذي نشاهده في القرن الحادي والعشرين؛ قرن التحولات الرقمية والمتاجر الإلكترونية والشبكات المعلوماتية، وأن أشاهدها وهي تصارع على البقاء وتحاول بين الفينة والأخرى أن تستر عيوب شيخوختها وملامح عجز رموزها.
السلطة الرابعة ذلك اللقب الذي اشتهرت به الصحافة سواء الورقية أو المرئية أو المسموعة تاريخياً يقال إنه مصطلح كثر استخدامه في منتصف القرن 19م، ويعتبر الأسكتلندي (توماس كارليل هو من منح الشهرة لمصطلح (السلطة الرابعة)، حينما ذكر في كتابه (الأبطال وعبادة البطل) موقف المفكر الأيرلندي (إدموند بيرك) عندما كان حاضراً لأحد اجتماعات البرلمان، وقال: (ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف البرلمان، ولكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة، وهي أهم منكم جميعاً).
وكل مهتم وشخص يحمل بين يديه هاتفاً ذكياً يشاهد اليوم وبوضوح ذلك الأثر القوي الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة والثقافات والسرعة التي يتم فيها تمرير المعلومة والخبر. والصحافة إحدى مكونات المجتمعات التي لها مكانتها وصلابتها وسلطتها، وأنا هنا لا أنفي عنها تلك الصفات بشكل نهائي، لكني أؤكد أن تلك المواقع قد أثّرت بشكل كبير عليها وطريقة تعاملها مع الخبر والمعلومة ونقلها ولعل ما نراه من شكوى لتلك الصحف عن الأعداد التي يتم توزيعها وإقفال كثير من مكاتبها وتقليل أعداد العاملين فيها والتحول إلى العمل الرقمي وفق منظومة تطبيقات الشبكة العنكبوتية وما وفّرته من وسائل لسرعة نقل الخبر وكأن الصحف بدأت تغير ثوبها الورقي إلى الثوب الرقمي وشرعت في فتح كثير من الصفحات على مواقع التواصل، حتى تلك القنوات التلفازية والمحطات الإذاعية لم تختلف عنها بل بادرت في نفس الاتجاه وكأنها تستنجد بها بعد أن رأتها تسحب البساط من تحت قدميها وكتّابها والعاملين فيها، فالتواصل الاجتماعي أحد أبرز مظاهر الإعلام الجديد الذي أنتجته وساعدت على ظهوره ثورة الإنترنت، التي تعتمد على التقنيات الجديدة ويمتاز بأنه إعلام غير وسيط، حيث إن الجميع مرسل ومستقبل بعكس الإعلام التقليدي وعالم الصحافة الذي هو إعلام وسيط يبدأ بإرسال مؤسساتي إلى استقبال جماهيري.
وقد أظهرت نتائج دراسة بعنوان: (انعكاسات البيئة الرقمية على الصحفيين) نشرت في المجلة الدولية للعلوم الإنسانية: ارتفاع نسبة استفادة الصحفيين من الإنترنت في عملهم الصحفي؛ لأن التطبيقات الرقمية أصبحت العمود الفقري للمؤسسات الإعلامية عامة والصحفيين بصورة خاصة في إنجاز أعمالهم، وأن هناك إسهاماً كبيراً للإعلام الرقمي في تطوير وسائل الإعلام التقليدية بنسبة (90.4%)، وتعد هذه النسبة كبيرة جداً وهذا ما دعا كثيراً من الصحف التقليدية إلى إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بها لنشر أخبارها.
وفي هذا دلالة على أن الثورة المعلوماتية لها أثر كبير على الصحافة وعلى مصدر الخبر وكيف أصبحت الصحافة أحياناً تستعين بمواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للخبر وإعطاء مضمون آخر لصياغة الخبر ومحتواه.
ويظل الرهان قائماً على أخلاقيات المهنة والشخص الناقل للخبر وعلى القوانين التشريعية والتنظيمية لتلك المواقع والمحك جودة المحتوى.
السلطة الرابعة ذلك اللقب الذي اشتهرت به الصحافة سواء الورقية أو المرئية أو المسموعة تاريخياً يقال إنه مصطلح كثر استخدامه في منتصف القرن 19م، ويعتبر الأسكتلندي (توماس كارليل هو من منح الشهرة لمصطلح (السلطة الرابعة)، حينما ذكر في كتابه (الأبطال وعبادة البطل) موقف المفكر الأيرلندي (إدموند بيرك) عندما كان حاضراً لأحد اجتماعات البرلمان، وقال: (ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف البرلمان، ولكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة، وهي أهم منكم جميعاً).
وكل مهتم وشخص يحمل بين يديه هاتفاً ذكياً يشاهد اليوم وبوضوح ذلك الأثر القوي الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة والثقافات والسرعة التي يتم فيها تمرير المعلومة والخبر. والصحافة إحدى مكونات المجتمعات التي لها مكانتها وصلابتها وسلطتها، وأنا هنا لا أنفي عنها تلك الصفات بشكل نهائي، لكني أؤكد أن تلك المواقع قد أثّرت بشكل كبير عليها وطريقة تعاملها مع الخبر والمعلومة ونقلها ولعل ما نراه من شكوى لتلك الصحف عن الأعداد التي يتم توزيعها وإقفال كثير من مكاتبها وتقليل أعداد العاملين فيها والتحول إلى العمل الرقمي وفق منظومة تطبيقات الشبكة العنكبوتية وما وفّرته من وسائل لسرعة نقل الخبر وكأن الصحف بدأت تغير ثوبها الورقي إلى الثوب الرقمي وشرعت في فتح كثير من الصفحات على مواقع التواصل، حتى تلك القنوات التلفازية والمحطات الإذاعية لم تختلف عنها بل بادرت في نفس الاتجاه وكأنها تستنجد بها بعد أن رأتها تسحب البساط من تحت قدميها وكتّابها والعاملين فيها، فالتواصل الاجتماعي أحد أبرز مظاهر الإعلام الجديد الذي أنتجته وساعدت على ظهوره ثورة الإنترنت، التي تعتمد على التقنيات الجديدة ويمتاز بأنه إعلام غير وسيط، حيث إن الجميع مرسل ومستقبل بعكس الإعلام التقليدي وعالم الصحافة الذي هو إعلام وسيط يبدأ بإرسال مؤسساتي إلى استقبال جماهيري.
وقد أظهرت نتائج دراسة بعنوان: (انعكاسات البيئة الرقمية على الصحفيين) نشرت في المجلة الدولية للعلوم الإنسانية: ارتفاع نسبة استفادة الصحفيين من الإنترنت في عملهم الصحفي؛ لأن التطبيقات الرقمية أصبحت العمود الفقري للمؤسسات الإعلامية عامة والصحفيين بصورة خاصة في إنجاز أعمالهم، وأن هناك إسهاماً كبيراً للإعلام الرقمي في تطوير وسائل الإعلام التقليدية بنسبة (90.4%)، وتعد هذه النسبة كبيرة جداً وهذا ما دعا كثيراً من الصحف التقليدية إلى إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بها لنشر أخبارها.
وفي هذا دلالة على أن الثورة المعلوماتية لها أثر كبير على الصحافة وعلى مصدر الخبر وكيف أصبحت الصحافة أحياناً تستعين بمواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للخبر وإعطاء مضمون آخر لصياغة الخبر ومحتواه.
ويظل الرهان قائماً على أخلاقيات المهنة والشخص الناقل للخبر وعلى القوانين التشريعية والتنظيمية لتلك المواقع والمحك جودة المحتوى.