نحلم فنعيش تلك اللحظات سعيدة كانت أم مؤلمة لا تهم، ولكن عندما نستيقظ تؤرقنا لحظات التفسير وفك شفرات تلك الألغاز والطلاسم فنسرع لابن سيرين أو لفرويد أيهما ترتاح له نفوسنا وتهدأ عنده مخاوفنا نذهب معه لأقصى حدود التأويل والتصديق والتسليم! فالحلم ليس مجرد مشهد يخرج من العقل الباطن ثم نحاول أن نتذكره أو نحققه، فهل يتسع العالم لكل أحلام البشر أو ما الجدوى من الأحلام؟ هذا التساؤل أرق سيجموند فرويد ومن قبله الإغريق الذين أسسوا 600 معبد للأحلام وظهر «مورفيوس» إله الأحلام في الأساطير الإغريقية وهو أحد أبناء «هيبنوس» إله النوم. كان يعتقد أنه يأخذ شكلاً آدمياً ويظهر للناس في نومهم. وعندما يُقال في الإنجليزية ما معناه «إن شخصاً ما بين يدي مورفيوس» فهذا يعني أنه نائم وقد اشتق اسم مُخدر المورفين من اسم هذه الشخصية، وكان القدماء المصريون يسمون الأحلام الرسل الغامضة!
لعل أهم الأسباب التي تجعل فهم عملية الأحلام مشكلة معقدة هو صعوبة إخضاعها لقواعد المحاكمة والتجربة التي تحكم المنهج العلمي، لذلك نجد تفسيرات علماء النفس مبنية إلى حد ما على الملاحظات والافتراضات، والمعروف أن الأحلام هي أفكار ذاتية (أي أن الشخص يلعب دور نفسه في الحلم عادة وليس دور شخص آخر) مبنية على النشاطات والأحداث والحوارات التي تحصل في الحياة اليومية، أي هل تنطبق على الأحلام فكرة «ما تقله تكنه» فتصبح ما تفكر به يظهر في أحلامك! وما الفائدة من هذا الظهور وقت النوم وقت الراحة! أعلم أن أسئلتي تبدو ساذجة بوجود كم هائل من الأبحاث العلمية والتجارب العلمية التي خرجت بنتائج مرعبة عن قوة الأحلام ولكن ما أتساءل عنه هو عن هذه الخرافة المسيطرة منذ الأزل عن هوس التأويل بل والإصرار على التأويل الذي يسير حياة الحالم! لماذا كان الإنسان ضعيفا أمام هذه القوة الجبارة في حالة النوم الذي يمثل الثنائية الضعيفة المستسلمة أمام جبروت الحلم؟! فنجدنا في بداية كل عام نتسمر أمام شاشات التلفاز لنسمع هرطقات منجم «عالم فلك» يمثل قوة هذه الغيبية وكأن الغياب يحكم الحضور!
وقد حفل تراثنا كثيرا بمثل هذه الأحلام والمنامات أمثال منامات الوهراني ولم تقف حالة الاهتمام بالحلم لدى المبدع عن تذكرها فقط بل أصبحت مادة إبداعية مهمة، يظهر ذلك في إجابة الروائي العالمي نجيب محفوظ عند سؤاله في جريدة الأهرام عن روايته «أحلام فترة النقاهة» وعن ظروف كتابتها بعد الظروف الصحية التي تعرض لها نجيب محفوظ وملازمته لفراشه فمن أين يستمد مادة الكتابة يقول حول ذلك «كنت في السابق تأتيني أفكار الكتابة من حديثي مع الناس وقد تصورت بعد انقطاعي عن مخالطة الناس بأن مصدر إلهامي قد ذهب بغير رجعة لكني فجأة وجدته يطل علي من جديد في أحلامي وكأنه يقول لي: لا تقلق، آتي لك بالأفكار والقصص دون أن تخرج إلى الشارع»!
لعل أهم الأسباب التي تجعل فهم عملية الأحلام مشكلة معقدة هو صعوبة إخضاعها لقواعد المحاكمة والتجربة التي تحكم المنهج العلمي، لذلك نجد تفسيرات علماء النفس مبنية إلى حد ما على الملاحظات والافتراضات، والمعروف أن الأحلام هي أفكار ذاتية (أي أن الشخص يلعب دور نفسه في الحلم عادة وليس دور شخص آخر) مبنية على النشاطات والأحداث والحوارات التي تحصل في الحياة اليومية، أي هل تنطبق على الأحلام فكرة «ما تقله تكنه» فتصبح ما تفكر به يظهر في أحلامك! وما الفائدة من هذا الظهور وقت النوم وقت الراحة! أعلم أن أسئلتي تبدو ساذجة بوجود كم هائل من الأبحاث العلمية والتجارب العلمية التي خرجت بنتائج مرعبة عن قوة الأحلام ولكن ما أتساءل عنه هو عن هذه الخرافة المسيطرة منذ الأزل عن هوس التأويل بل والإصرار على التأويل الذي يسير حياة الحالم! لماذا كان الإنسان ضعيفا أمام هذه القوة الجبارة في حالة النوم الذي يمثل الثنائية الضعيفة المستسلمة أمام جبروت الحلم؟! فنجدنا في بداية كل عام نتسمر أمام شاشات التلفاز لنسمع هرطقات منجم «عالم فلك» يمثل قوة هذه الغيبية وكأن الغياب يحكم الحضور!
وقد حفل تراثنا كثيرا بمثل هذه الأحلام والمنامات أمثال منامات الوهراني ولم تقف حالة الاهتمام بالحلم لدى المبدع عن تذكرها فقط بل أصبحت مادة إبداعية مهمة، يظهر ذلك في إجابة الروائي العالمي نجيب محفوظ عند سؤاله في جريدة الأهرام عن روايته «أحلام فترة النقاهة» وعن ظروف كتابتها بعد الظروف الصحية التي تعرض لها نجيب محفوظ وملازمته لفراشه فمن أين يستمد مادة الكتابة يقول حول ذلك «كنت في السابق تأتيني أفكار الكتابة من حديثي مع الناس وقد تصورت بعد انقطاعي عن مخالطة الناس بأن مصدر إلهامي قد ذهب بغير رجعة لكني فجأة وجدته يطل علي من جديد في أحلامي وكأنه يقول لي: لا تقلق، آتي لك بالأفكار والقصص دون أن تخرج إلى الشارع»!