تقول الممثلة الأمريكية ريتا رودنر «يحب الرجال أن يكونوا أول من يقرأ الجريدة في الصباح». والذكرى تقول من منا لم يبدأ يومه بتلك القهوة السوداء أو بذاك الكوب من الشاي الساخن ممسكاً بيده بتلك الصحيفة الورقية التي تفوح منها رائحة الورق ليبدأ معها نهاره بجولة بعيدة عن المكان إلى مواقع عدة لمختلف الأحداث حول العالم.
تلك الرحلة التي تتنقل فيها بين الصفحة والأخرى تصادف معها موضوعاً جديداً أو معلومةً مفيدة، أو حدثاً يقلب معه العالم رأساً على عقب.
رحلة تتلوّن معها الأمزجة في كل صفحة، وحينما تبدأ الرحلة بالمطبات، ويبدأ معها الإحساس بالملل، ويمتلئ رأس القارئ بتنوع تلك الأحداث ما بين أزماتٍ وصراعات مروراً بأخبار الأمراض والعمليات، وصولاً إلى صفحات الوفيات. هنا تتبدل الاهتمامات، ليبدأ معها البحث عن المخرج سريعاً بالهروب بعيداً إلى صفحة المنوعات، حيث التلاعب بالكلمات وصولاً الى اللعبة الأشهر آنذاك وهي ملء المربعات التي تتقاطع فيها الكلمات، والتي كان لها طعم خاص، وكانت الفاكهة اللذيذة التي تضيع معها الدقائق والسويعات الصباحية.
يا عزيزي.. يا من عشت في تلك التجربة ورحلتها الزمنية، اليوم بدأت تتلاشى تلك العادات، وتحولت الصحف من الورق إلى التطبيقات، ولكن لا يمنع بأن نقلب صفحات الذكريات للحديث عن تلك البدايات.
لم يكن في البداية هناك صحف بالمعنى المتعارف عليه، بل كانت عبارة عن منشورات تطبعها السلطات لتنبيه المواطنين بهروب المجرمين على سبيل المثال، أو لإخبارهم بأهم القرارات، وغيرها، وكانت تلك المنشورات تعلق على جدران الممرات، والأشجار، وكان هذا الأمر الأكثر انتشاراً إبّان الحضارة اليونانية.
ظل الأمر هكذا حتى حدوث النهضة الأوروبية، ظهرت حينها الصحف بشكل أقرب من شكلها الحالي، وكانت حينها تكتب بخط اليد وبها آخر الأحداث والأخبار من حول العالم، والمميز وقتها أنها كانت تُنشر على يد التجار الذين أسهموا في نقل عادات وتقاليد البلدان الأخرى، في زمن لم تكن تضم حينها الصحف أو الجرائد أيّاً ممّا يمكن أن يتسلى به الفرد، إلى أن ظهرت الصحف المطبوعة في ألمانيا إبّان القرن الخامس عشر الميلادي، وكانت مواضيعها أكثر إثارة عمّا سبقتها، وهي عبارة عن مجموعة من الكراسات الصغيرة، ينشر بعضها بشكل يومي، وآخر كل أسبوع.
في مطلع القرن السابع عشر الميلادي تم صدور أولى الصحف بشكلها الحالي في إنجلترا وكانت تدعى The London Gazette، تلاها ظهرت الصحف في إسبانيا، وأمريكا التي ظهرت فيها الجرائد في عام 1690 في ولاية بوسطن الأمريكية.
عربياً ظهرت أولى الصحف في القرن الثامن عشر بأمر من محمد علي باشا، وكانت تعرف باسم «الوقائع المصرية». ومع تعدد الصحف العالمية، والمحلية ظهرت التنافسية فيما بينها على سرعة الوصول إلى الخبر، وكذلك سرعة انتشاره إلى أكبر عدد من القراء.
مع مرور الوقت وتطور الإنسان وصولاً إلى العصر الحالي «العصر التقني» أخذت الصحف مجرى آخر غير المتعارف عليه، وظهرت الصحافة الإلكترونية، وبدأت الطابعات بالتوقف، وأنشأت الصحف مواقعها الإلكترونية الخاصة بها.
وشرح الكندي مارشال ماكلوهان في دراسته لنظرية الإعلام «ليس مفاجئاً أن تبدأ مؤسسة الصحافة في التبدّل، مع ظهور الوسيلة الجديدة». اليوم، شارفت رحلة الصحف الورقية على الانتهاء في رحلة بدأت منذ أكثر من ثلاثة قرون، مرت خلالها بتطورات عدة، وتبدلت معها عملية الانتشار وسرعة نقل الأخبار بالتحول من شهور إلى لحظات ومن منشورات في الطرقات إلى بيانات في تطبيقات الهواتف الذكية.
تلك الرحلة التي تتنقل فيها بين الصفحة والأخرى تصادف معها موضوعاً جديداً أو معلومةً مفيدة، أو حدثاً يقلب معه العالم رأساً على عقب.
رحلة تتلوّن معها الأمزجة في كل صفحة، وحينما تبدأ الرحلة بالمطبات، ويبدأ معها الإحساس بالملل، ويمتلئ رأس القارئ بتنوع تلك الأحداث ما بين أزماتٍ وصراعات مروراً بأخبار الأمراض والعمليات، وصولاً إلى صفحات الوفيات. هنا تتبدل الاهتمامات، ليبدأ معها البحث عن المخرج سريعاً بالهروب بعيداً إلى صفحة المنوعات، حيث التلاعب بالكلمات وصولاً الى اللعبة الأشهر آنذاك وهي ملء المربعات التي تتقاطع فيها الكلمات، والتي كان لها طعم خاص، وكانت الفاكهة اللذيذة التي تضيع معها الدقائق والسويعات الصباحية.
يا عزيزي.. يا من عشت في تلك التجربة ورحلتها الزمنية، اليوم بدأت تتلاشى تلك العادات، وتحولت الصحف من الورق إلى التطبيقات، ولكن لا يمنع بأن نقلب صفحات الذكريات للحديث عن تلك البدايات.
لم يكن في البداية هناك صحف بالمعنى المتعارف عليه، بل كانت عبارة عن منشورات تطبعها السلطات لتنبيه المواطنين بهروب المجرمين على سبيل المثال، أو لإخبارهم بأهم القرارات، وغيرها، وكانت تلك المنشورات تعلق على جدران الممرات، والأشجار، وكان هذا الأمر الأكثر انتشاراً إبّان الحضارة اليونانية.
ظل الأمر هكذا حتى حدوث النهضة الأوروبية، ظهرت حينها الصحف بشكل أقرب من شكلها الحالي، وكانت حينها تكتب بخط اليد وبها آخر الأحداث والأخبار من حول العالم، والمميز وقتها أنها كانت تُنشر على يد التجار الذين أسهموا في نقل عادات وتقاليد البلدان الأخرى، في زمن لم تكن تضم حينها الصحف أو الجرائد أيّاً ممّا يمكن أن يتسلى به الفرد، إلى أن ظهرت الصحف المطبوعة في ألمانيا إبّان القرن الخامس عشر الميلادي، وكانت مواضيعها أكثر إثارة عمّا سبقتها، وهي عبارة عن مجموعة من الكراسات الصغيرة، ينشر بعضها بشكل يومي، وآخر كل أسبوع.
في مطلع القرن السابع عشر الميلادي تم صدور أولى الصحف بشكلها الحالي في إنجلترا وكانت تدعى The London Gazette، تلاها ظهرت الصحف في إسبانيا، وأمريكا التي ظهرت فيها الجرائد في عام 1690 في ولاية بوسطن الأمريكية.
عربياً ظهرت أولى الصحف في القرن الثامن عشر بأمر من محمد علي باشا، وكانت تعرف باسم «الوقائع المصرية». ومع تعدد الصحف العالمية، والمحلية ظهرت التنافسية فيما بينها على سرعة الوصول إلى الخبر، وكذلك سرعة انتشاره إلى أكبر عدد من القراء.
مع مرور الوقت وتطور الإنسان وصولاً إلى العصر الحالي «العصر التقني» أخذت الصحف مجرى آخر غير المتعارف عليه، وظهرت الصحافة الإلكترونية، وبدأت الطابعات بالتوقف، وأنشأت الصحف مواقعها الإلكترونية الخاصة بها.
وشرح الكندي مارشال ماكلوهان في دراسته لنظرية الإعلام «ليس مفاجئاً أن تبدأ مؤسسة الصحافة في التبدّل، مع ظهور الوسيلة الجديدة». اليوم، شارفت رحلة الصحف الورقية على الانتهاء في رحلة بدأت منذ أكثر من ثلاثة قرون، مرت خلالها بتطورات عدة، وتبدلت معها عملية الانتشار وسرعة نقل الأخبار بالتحول من شهور إلى لحظات ومن منشورات في الطرقات إلى بيانات في تطبيقات الهواتف الذكية.