رفع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السنغال سعد بن عبدالله بن سعد النفيعي، باسمه واسم جميع منسوبي السفارة، أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي العزيز، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين، الذكرى الخالدة، لتوحيد بلادنا، تحت راية الإسلام، وعلى أسس العدالة والحق.
وقال السفير النفيعي: يأتي اليوم الوطني في كل عام لنفتخر بماضينا ونعتز بحاضرنا ونستشرف مستقبلنا، ففي كل عام تحقق بلادنا نجاحات كبيره منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- حيث جعلت هذه الدولة العظيمة الإنسان محور اهتمامها ومحل عنايتها، واتخذت التنمية منهجاً وأسلوباً.
وأضاف: نحتفل هذا اليوم بعقود من الإنجاز ومسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص الدؤوب، وبإنجازاتٍ متميزة يخلّدها التاريخ لهذا الوطن الغالي الذي شرّفه الله عز وجل بخدمة دينه واحتضان الحرمين الشريفين. كما يجسد هذا اليوم صوراً من ذكريات المجد وملاحم الشموخ التي صنعها الأجداد وأكمل تشييدها الأحفاد، ونباهي بوطن يرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ويقدم تجربة تنموية فريدة، ليس فقط لما حققته من مستويات قياسية من التقدم، ولكن أيضاً لما استندت إليه من قيم إنسانية وحضارية.
وتابع: نحتفل اليوم، بالذكرى الثانية والتسعين لبلادنا الغالية، تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فإننا نشكر الله على نعمه التي لا تحصى، ومنَّ بها علينا، أمناً وأماناً، واستقراراً، ففي كل عام نستذكر قصة مسيرة تنموية شاملة حتى أصبحت الصحاري القاحلة ميداناً لنهضة تنموية شملت جميع المجالات التعليمية والصناعية والزراعية والخدمية، وجعلت المواطن هدف هذه التنمية، ورسمت معالم حضارية جمعت بين أصالة التراث وديناميكية الحاضر ومتغيراته، كما تهيأت للمستقبل ببصيرة نافذة تستشرف الآفاق وتستنير الطريق. وبمكانتها العالمية عربياً وإسلامياً ودوليًا، فقد واصلت جهودها الخيرة في دعم السلام العالمي، ونصرة القضايا الإنسانية، والسعي الجاد في مواجهة المخاطر والتحديات، ومكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله والتصدي بكل حزم لمنطلقاته الفكرية. وهي مستمرة في تعزيز صداقاتها وبناء جسور الحوار والتواصل مع العالم، والعمل لتحقيق الأمن والسلم والتنمية في كل مكان من أجل عالم يسوده الاستقرار وإنسان ينظر لمستقبله بأمل.
وأشاد السفير النفيعي برؤية المملكة 2030 الطموحة وبرامجها الوطنية التي تقود البلاد إلى تحقيق قفزات ونجاحات حضارية متعددة في جميع المجالات، حيث نجحت الرؤية في تحقيق إنجازات استثنائية خلال السنوات الخمس الأولى من إطلاقها، فاقتصاديا كانت السعودية الأولى عالميًا في استجابة الحكومة ورواد الأعمال لجائحة كورونا، حسب تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، وتم تصنيف السوق السعودي ضمن أفضل الأسواق العالمية، وضمن برنامج جودة الحياة والذي يسعي لجعل المملكة من أفضل الأماكن للعيش، عبر الاعتناء بتطوير نمط حياة الفرد، وتحسين البنية التحتية جرت إصلاحات واسعة، إذ تركت تأثيراً ملحوظاً على المواطنين والمقيمين، وساهم البرنامج في تحسين نمط الحياة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية.
وقال بمناسبة ذكرى اليوم الوطني: 92 عاما والسعودية قلب العالم ومهبط الوحي ومنبع الرسالة تستقبل ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة، وتولي جل اهتمامها وعنايتها بالحرمين الشريفين، واليوم يشهد الحرمان الشريفان توسعات تاريخية وتطويرا للبنية التحتية، وتجند الدولة طاقاتها ومواردها لخدمة ضيوف الرحمن، وما التنظيم الدقيق والناجح لشعيرة الحج في العام الماضي، الذي واكب ظروفاً استثنائية بسبب الجائحة، وكذلك في الأعوام الماضية، إلا دليل على قدرة المملكة وحرصها على تحمل هذه المسؤولية المقدسة بإقامة كبرى الشعائر الإسلامية، وفق إجراءات احترازية حققت أعلى معايير سلامة وصحة ضيوف الرحمن والعناية بهم.
وتابع: تبقى السعودية قوة مؤثرة على مستوى العالم، حيث تجاوزت مبادراتها الحدود والقارات، ومن أمثلة ذلك إعلان ولي العهد أكبر مبادرتين عالميتين للمناخ وحماية البيئة، وهما: «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» حيث ترسمان توجه السعودية وفق رؤية 2030، والمنطقة نحو حماية الأرض والطبيعة، ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة، وتسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية، ومن الأمثلة ايضا تدشين «مبادرة الرياض» التي تهدف لإنشاء شبكة عالمية لمكافحة الفساد، ولا ننسى كذلك أن المملكة لعبت دورا محوريا في استقرار أسعار النفط وهو الشريان الرئيسي لاقتصاد العالم.
وأثنى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السنغال بالمواقف السياسية الحكيمة والثابتة للمملكة التي أسهمت في تجاوز المنطقة للعديد من التحديات، إذ شكلت الدبلوماسية السعودية عنصر دفع قويا للصوت العربي والإسلامي في دوائر القرار العالمي على اختلاف منظماته ومؤسساته، وضاعفت الدبلوماسية السعودية جهودها على الساحتين الإقليمية والدولية عبر انتهاج الحوار والتشاور وتغليب صوت العقل والحكمة في سبيل درء التهديدات والأخطار والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب الصراعات المدمرة وحل المشكلات بالوسائل السلمية، كما شاركت المملكة بشكل كبير في تقديم الدعم والإسناد المستمر لدول الجوار.
وأضاف السفير: على الصعيد الإنساني حققت السعودية المرتبة الثالثة عالمياً والأولى عربياً من حيث الدول الكبرى المانحة للمساعدات الإنسانية لدول العالم، بمبلغ 841,393,791 دولارا، ولم تقف الأيادي البيضاء لمملكة الخير والإنسانية مواقفها النبيلة عند حدود، ولم تخضع لإملاءات أو توجه لأهداف سياسية، أو توسعية، لم تقتصر على جوارها الجغرافي أو امتدادها العربي الإسلامي، بل حرصت أن تكون سباقة في مد يد العون لنجدة الجميع في الكوارث التي تلم بهم، إدراكا من المملكة لمسؤولياتها نحو المجتمع الدولي وانطلاقا من مبادئها وديدنها في نجدة الملهوف أين ما كان.
واختتم السفير سعد النفيعي بقوله: بنينا المجد بالهمة، واعتلينا كل قمة، دام عزك ياوطن، للفخر، للمجد، للعلياء نرفع بهمة راياتك الخضراء، ومعك طموحنا يعانق عنان السماء.