يتسم المعرض الدولي للرياض هذا العام بعدة ملامح تجعل منه مصدر إشعاع ثقافي كبير على المستويين العربي والدولي، منها: أنه يضم أكبر عدد ممكن من الناشرين العرب والأجانب، ويتيح فرصاً كبيرة لاقتناء الكتاب في مختلف مجالات المعرفة، وبما يتناسب مع توجهات القراء بفئاتهم المختلفة. وضم المعرض هذا العام ندوات كثيرة على غير ما كان يحدث من قبل وذلك استجابة للتنوع الكبير في خريطة القراء ومجالات العمل الثقافي المختلفة، وشهدت القاعات حوارات ثقافية من كل أطياف المثقفين العرب في الأدب والعلوم الاجتماعية والإنسانية بحرية تامة ودون أي قيود أو وصاية فكرية.
شاهدنا إقبالاً كبيراً من جانب زوار المعرض من مختلف الفئات العمرية، وشاهدنا أيضاً حضوراً كثيفاً من الإناث دون فصل بين الجنسين وفي ظل أجواء من الحرية لم نشهدها من قبل في أحداث ثقافية سابقة. شاهدنا الإناث من أعمار مختلفة خصوصاً الشابات عارضات للكتب وزائرات للمعرض يقبلن على شراء الإصدارات الحديثة من الكتب، ولم تخلُ أي ندوة من الحضور النسائي المتميز جنباً إلى جنب الرجال، سواء على منصات التحدث أو الاستماع أو المناقشة، حدث ذلك في أجواء من الحرية ودون أي قيود أو وصاية على حركة المرأة، مما يعني أن فرضية الفوضى وإشاعة الفاحشة المصاحب لتواجد المرأة السعودية في المجال العام ثبت أنها غير صحيحة، وأن ما تناله المرأة الآن من حرية في هذا الحدث الثقافي هو تكريم وتمكين لها يعزز من الثقة المجتمعية وثقافة الاحترام والتقدير بين الجنسين، وهذا يؤكد أيضاً أن الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في هذا الشأن كانت ضرورية للنهوض بالمجتمع السعودي وانفتاحه على العالم بقوة وشجاعة منقطعة النظير، ودون تردد واستجابة حقيقية للتحولات الاجتماعية الكبيرة التي نتجت عن الجهود السابقة الكبيرة التي بذلتها المملكة في التعليم وتحسين نوعية الحياة وتكوين طبقة متوسطة كبيرة من المتعلمين ذكوراً وإناثاً يعملون بجدية في تفعيل التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وكان لي حظ المشاركة في ندوة عن المؤسسات الثقافية الرسمية: هل تثري المشهد الثقافي أم تقيد حريته؟، وكانت الندوة فرصة كبيرة للحوار وتبادل الرأي بين المثقفين السعوديين، والمثقفين من مختلف أرجاء العالم العربي حول مزايا وعيوب المؤسسات الثقافية الرسمية، وأحسب أن هذا الحوار الخلاق يعكس وعي المثقفين بأهمية دور الدولة في العمل الثقافي وحدود هذا الدور، وأنه من الأهمية أن تستفيد المملكة من تجارب النجاح والفشل لدي الدول الأخرى في هذا الشأن.
وأود أن أنوه إلى أهمية الندوات في إثارة قضايا فكرية مهمة، وأضرب على ذلك أمثلة محددة من واقع مشاركتي في بعض الندوات ومنها ندوة جائزة الملك فيصل عن دور الاستشراق الفرنسي في خدمة الأدب العربي، حيث كشفت لنا الندوة عن أهمية تجاوز النظرة التآمرية للاستشراق وضرورة البحث عما قدمه من دعم للثقافة العربية، وكذلك الندوة التي عقدها منتدى الجوائز العربية بقيادة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي يعمل دائماً بفطنته على تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك، وتعزيز الحوار الثقافي ومساندة الإبداع. كانت الندوة عن تأثير الجائزة الأولى في حياة الفائزين بالجوائز العربية، وشهد الحوار نقاشاً مهماً حول الفرص والتحديات التي تنتج عن الفوز الأول بالجوائز من واقع شهادات قدمها بعض الفائزين والتي كشفت عن صدق العبارة التي تقول: «إن منح الجوائز يعبد الطريق أمام المبدعين لمزيد من الحصول على جوائز أخرى».
وأستطيع القول بصفة عامة إن معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام يمثل نقلة نوعية في العمل الثقافي الحر في ظل ما تشهده المملكة من ثورة ثقافية حقيقية سوف تشكل قيمة مضافة في إثراء وتعزيز المشهد الثقافي السعودي والعربي ككل.
وانتهز هذه الفرصة كي أتوجه إلى وزارة الثقافة وإدارة المعرض ممثلة في الأخ العزيز الدكتور محمد حسن علوان على ما قاموا به من جهد كبير في دقة التنظيم، وكرم الضيافة لكل زوار المعرض من الناشرين والمثقفين العرب والأجانب.
شاهدنا إقبالاً كبيراً من جانب زوار المعرض من مختلف الفئات العمرية، وشاهدنا أيضاً حضوراً كثيفاً من الإناث دون فصل بين الجنسين وفي ظل أجواء من الحرية لم نشهدها من قبل في أحداث ثقافية سابقة. شاهدنا الإناث من أعمار مختلفة خصوصاً الشابات عارضات للكتب وزائرات للمعرض يقبلن على شراء الإصدارات الحديثة من الكتب، ولم تخلُ أي ندوة من الحضور النسائي المتميز جنباً إلى جنب الرجال، سواء على منصات التحدث أو الاستماع أو المناقشة، حدث ذلك في أجواء من الحرية ودون أي قيود أو وصاية على حركة المرأة، مما يعني أن فرضية الفوضى وإشاعة الفاحشة المصاحب لتواجد المرأة السعودية في المجال العام ثبت أنها غير صحيحة، وأن ما تناله المرأة الآن من حرية في هذا الحدث الثقافي هو تكريم وتمكين لها يعزز من الثقة المجتمعية وثقافة الاحترام والتقدير بين الجنسين، وهذا يؤكد أيضاً أن الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في هذا الشأن كانت ضرورية للنهوض بالمجتمع السعودي وانفتاحه على العالم بقوة وشجاعة منقطعة النظير، ودون تردد واستجابة حقيقية للتحولات الاجتماعية الكبيرة التي نتجت عن الجهود السابقة الكبيرة التي بذلتها المملكة في التعليم وتحسين نوعية الحياة وتكوين طبقة متوسطة كبيرة من المتعلمين ذكوراً وإناثاً يعملون بجدية في تفعيل التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وكان لي حظ المشاركة في ندوة عن المؤسسات الثقافية الرسمية: هل تثري المشهد الثقافي أم تقيد حريته؟، وكانت الندوة فرصة كبيرة للحوار وتبادل الرأي بين المثقفين السعوديين، والمثقفين من مختلف أرجاء العالم العربي حول مزايا وعيوب المؤسسات الثقافية الرسمية، وأحسب أن هذا الحوار الخلاق يعكس وعي المثقفين بأهمية دور الدولة في العمل الثقافي وحدود هذا الدور، وأنه من الأهمية أن تستفيد المملكة من تجارب النجاح والفشل لدي الدول الأخرى في هذا الشأن.
وأود أن أنوه إلى أهمية الندوات في إثارة قضايا فكرية مهمة، وأضرب على ذلك أمثلة محددة من واقع مشاركتي في بعض الندوات ومنها ندوة جائزة الملك فيصل عن دور الاستشراق الفرنسي في خدمة الأدب العربي، حيث كشفت لنا الندوة عن أهمية تجاوز النظرة التآمرية للاستشراق وضرورة البحث عما قدمه من دعم للثقافة العربية، وكذلك الندوة التي عقدها منتدى الجوائز العربية بقيادة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي يعمل دائماً بفطنته على تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك، وتعزيز الحوار الثقافي ومساندة الإبداع. كانت الندوة عن تأثير الجائزة الأولى في حياة الفائزين بالجوائز العربية، وشهد الحوار نقاشاً مهماً حول الفرص والتحديات التي تنتج عن الفوز الأول بالجوائز من واقع شهادات قدمها بعض الفائزين والتي كشفت عن صدق العبارة التي تقول: «إن منح الجوائز يعبد الطريق أمام المبدعين لمزيد من الحصول على جوائز أخرى».
وأستطيع القول بصفة عامة إن معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام يمثل نقلة نوعية في العمل الثقافي الحر في ظل ما تشهده المملكة من ثورة ثقافية حقيقية سوف تشكل قيمة مضافة في إثراء وتعزيز المشهد الثقافي السعودي والعربي ككل.
وانتهز هذه الفرصة كي أتوجه إلى وزارة الثقافة وإدارة المعرض ممثلة في الأخ العزيز الدكتور محمد حسن علوان على ما قاموا به من جهد كبير في دقة التنظيم، وكرم الضيافة لكل زوار المعرض من الناشرين والمثقفين العرب والأجانب.