-A +A
فواز الشريف
اليوم وأنا أتحدث لسمو الأمير فهد بن جلوي مدير دورة الألعاب السعودية نائب الرئيس في اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، الذي أزعم أنه صديقي أو أدعي، لا ضير في ذلك، خاصة وأن مهامه وأدواره توسعت، أجدني أتحدث عن شخصية إدارية وقانونية وتنفيذية باقتدار، شخصية تفوقت على المستويين الشخصي والإداري حتى أصبحت أيقونة مهمة في أهم مراحل البناء وأهم مظاهر التفوق الرياضي السعودي في المكونات الرياضية دون استثناء.

ولا أخفيكم بأني صاحب تجربة طويلة في علاقتي بالرياضة السعودية، علاقة حقيقية مكنتني من معرفة الكثير من تفاصيلها، مرورا بمراحل كان فيها من الصعب الإشارة لبعض القصور في جوانبها لاعتبارات عدة، من أهمها مرجعية الإعلام الرياضي الرسمية، حيث اضطلعت إدارة الإعلام والنشر في «رئاسة الشباب» بهذا الدور لفترة ليست بالقصيرة، وكنت الذراع الساندة للإعلاميين الرياضيين، وفي نفس الوقت الخصم والحكم، مما جعل من الصعوبة بمكان عرض أو نقاش جوانب القصور بشكل واسع، بالإضافة لعدم تقبل الأطراف طرح مكاشفات تفند الواقع أو الإشارة لاختلافات في وجهات النظر، إلا أن الوقت والكثير من النتائج السلبية كانت كفيلة بتحقيق ذلك ومعرفته دون الإشارة إليه، وهو ما يعرف بـ«التعلم عبر التجربة» رغم كلفتها المادية والمعنوية مقارنة بالزمن المهدر لمعرفة ما كان سهلا معرفته دون الحاجة لكل هذا الوقت وتأثيرها حين الصدمات بالإقالات والاستقالات.


وهذا لا يعني بأن الرياضة السعودية لم تحقق نتائج استثنائية متميزة دونت في تاريخ المشاركات الدولية سواء على مستوى كرة القدم عبر الأندية والمنتخبات أو على مستوى المشاركات الأولمبية رغم أنها لا تشكل الطموح والهدف، ولا أنكر الكثير من الخيبات والإحباطات التي أصيب بها الشارع الرياضي رغم الدعم الكبير الذي تتلقاه المؤسسة الرياضية وأنديتها على مختلف الأصعدة لأن ما تملكه بلادنا ولله الحمد من إمكانات وقدرات وطموح أيضا يفوق ما كان يتحقق حينها من نتائج.

اليوم وعلاقتي لا تزال قائمة بالرياضة السعودية وفي جعبتي الكثير من الخبرات والمشاهدات، وجدت أن وزارة الرياضة، بقيادة سمو وزيرها الشغوف والذكي واللماح، انتقلت من مجرد قطاع حكومي جامد تحيطه أربعة جدران إلى مشروع وطن حي وحيوي ضمن رؤية المملكة 2030، ومن مجرد مرجعية رسمية تغوص بأوراق الصادر والوارد والقوائم المالية إلى شريك مهم مرن ومتفوق ومنافس ومتطور في سبيل تحقيقه للمستهدفات الكبرى، ومحفز نشط يتحرك في أوردة الشركاء الرياضيين، كما هو الحال في اللجنة الأولمبية والبارالمبية حين أستمع لشرح مفصل من سمو النائب لما يتحقق على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما كنت أحاول الإشارة إليه، خاصة وأننا أمام مرحلة لن تتوقف على إعلام الميول وعشاق الأندية، فالمشروع كبير، والعمل يحتاج للكثير من الجهد والتركيز.