في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات إجلاء السكان والمدنيين من مدينة خيرسون الأوكرانية التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في شهر سبتمبر الماضي، أعلنت سلطات الإقليم الموالية لموسكو أن كييف حشدت دبابات ومدرعات استعداداً لهجوم وشيك.
لكن الجيش الأوكراني نفى تلك الاتهامات، وزعم أن القوات الروسية تقوم بإجلاء السكان من خيرسون قسراً.
وكانت مجموعة من الصور تم تداولها قبل أيام على الإنترنت، أظهرت المبنى الإداري الرئيسي في خيرسون، بدون العلم الروسي، وسط مؤشرات حول استعداد موسكو للتخلي عن موطئ قدمها العسكري على الضفة الغربية لنهر دنيبرو بما يشمل خيرسون، المدينة الكبرى الوحيدة التي سيطرت عليها منذ بدء العملية العسكرية في فبراير الماضي. وعبرت كييف عن قلقها، معتبرة أن مثل تلك الإشارات قد تكون خديعة روسية لاستدراج القوات الأوكرانية إلى كمين.
يذكر أن الجنرال الروسي سيرغي سوروفكين، الذي كُلف بإدارة العمليات العسكرية في أوكرانيا الشهر الماضي (أكتوبر 2022) كان قد وصف سابقا الوضع بأنه سيئ جداً في الجنوب الأوكراني، بعد أسابيع على الهجوم المضاد الذي أطلقته القوات الأوكرانية منذ سبتمبر الماضي، بهدف استعادة السيطرة على العديد من البلدات والمدن جنوبا وشرقا.
وتعتبر خيرسون من ضمن الأقاليم الأربعة التي أعلن الكرملين أواخر سبتمبر (2022) ضمها إلى روسيا، وبالتالي فإن سيطرة الأوكرانيين عليها ثانية ستشكل صفعة مؤلمة للجيش الروسي وهيبته. ويحمل موقع خيرسون الجغرافي أهمية خاصة، إذ تقع المدينة على حدود منطقتي دنيبروبيتروفسك ونيكولاييف، ولها حدود برية مع القرم جنوباً، فيما تطل على البحر الأسود في الجنوب الغربي، وبحر آزوف في الجنوب الشرقي.