هل اقتربت المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في العراق؟
تطورات المشهد بين واشنطن وطهران تشير إلى أن مثل هذه المواجهة باتت قاب قوسين أو أدنى في أعقاب تنفيذ أول عملية اغتيال ضد مواطن أمريكي في العراق منذ سنوات، وإن كانت هذه العملية قد جاءت على شكل رسالة لرئيس الوزراء الجديد محمد السوداني الذي بدأ بالتقرب من الإدارة الأمريكية بعد أن طلب من الإطار التنسيقي الشيعي لجم فصائله المسلحة التي تستهدف المصالح الأمريكية في البلاد.
وكشفت آخر التحقيقات بشأن اغتيال المواطن الأمريكي ستيفن ترول قبل أيام إلى أن طهران متورطة بالحادثة، لكن التحقيقات لم تتأكد حتى الآن مما لو كان المنفذون قدموا من إيران أو موجودين في الداخل.
وشدد رئيس الوزراء محمد السوداني، في أول رد على الحادثة، على أن ملف الأمن خط أحمر، معتبراً ان محاولة اختبار الحكومة فيه خيار فاشل، مبيناً أن حادثة مقتل مواطن أمريكي يعمل في منظمة للإغاثة والتنمية جريمة جبانة، مشيراً إلى أنه لا يريد استباق الأحداث، فالضحية موجود منذ عام 2021 في العراق، وتوقيت الجريمة يضع علامات استفهام.
وأكد أن من يريد أن يختبر الحكومة في مسألة الأمن، فقد دخل في اختبار فاشل لأن أمن العراق خط أحمر، والإساءة للبلد والتعدي على المواطنين الأجانب المقيمين أمر لا يمكن التساهل معه.
السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي اجتمعت في أعقاب عملية الاغتيال بالسوداني مطالبة إياه بكشف القتلة باسرع ما يمكن وأن واشنطن لن تمرر هذه الجريمة وأن فاعلها سيلقى العقاب الشديد، ملمحة إلى تورط أعوان إيران في العراق، ومؤكدة أن الإدارة الأمريكية باتت تربط مساعداتها ومواقفها من العراق بكشف الجناة.
وأغضبت الحادثة الإطار التنسيقي، بحسب معلومات حصلت عليها «عكاظ» من مصادر مطلعة، إذ اعتبر الاغتيال هو ضرب لسياسة الحكومة الجديدة مع الغرب لأنه يأتي مع بدء السوداني العمل على تحسين صورة الإطار مع أخذ تعهدات من الفصائل بعدم استهداف المصالح الأمريكية في العراق مقابل ذلك فإن واشنطن وافقت على دعم الحكومة، ووضعت شروطاً بإبعاد الأجهزة الأمنية الحساسة، والمفاصل المالية والنفط عن الفصائل المقربة من طهران.
وقبل يوم من حادثة اغتيال المواطن الأمريكي كانت وزيرة المالية طيف سامي قد استقبلت السفيرة الأمريكية بمقر الوزارة في بغداد.
وقال بيان للوزيرة إن السفيرة الأمريكية قدمت التهاني لوزيرة المالية بمناسبة تسلم مهمات الوزارة، وأكدت استمرار دعم حكومة الولايات المتحدة لحكومة وشعب العراق، وتطلعها إلى إيجاد مساحات أوسع من الشراكة والتعاون بين البلدين.
وكانت السفيرة الأمريكية رومانسكي، قد زارت السوداني 3 مرات في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية، كما اتصل وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، برئيس الوزراء وأكدا التزام الطرفين باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة.
وكشفت قضية مقتل الناشط الأمريكي ستيفن ترول على يد مسلحين مجهولين وسط بغداد، خلافاً شيعياً- شيعياً بسبب سياسة الحكومة والإطار التنسيقي تجاه الولايات المتحدة، ويعتقد الإطار التنسيقي أن حادثة الاغتيال الأولى ضد مواطن أجنبي في العراق منذ سنوات، هي رسالة إلى السوداني الذي بدأ بالتقرب من واشنطن خصوصاً أن بعض الجماعات في الإطار لم تكن راضية على قرار التقرب من واشنطن، وأن تلك الجماعات بدأت بعد انتهاء عمليات التحرير من تنظيم داعش الإرهابي باستهداف القوات الأمريكية تنفيذاً لأجندات إيرانية وتعمل هذه الجماعات دون أسماء واضحة، إذ كانت باكورة أعمالها بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني مطلع عام 2020، وأطلقت على نفسها حينها بـ«سرايا أصحاب الكهف» متبنية مقتل المواطن الأمريكي في الكرادة، مبررةً في بيان أنه انتقام لمقتل قائد فيلق القدس سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.