-A +A
خالد سيف
الأخبار والتسريبات القادمة من شارع التحلية.. حبست أنفاس «المجانين».. وأعادتهم لاستحضار ليلة سقوط القلعة.. وكيف توحدت أصواتهم للمطالبة بخروج من أطلقوا عليهم الغرباء من قلعتهم، وما أشبه الليلة بالبارحة.. بعد أن قادهم المشهد الحالي إلى دوامة صدمة الخذلان السابقة.. كيف لا وقد استبشروا خيرا ووضعوا ثقتهم في أبناء النادي الذين تولوا زمام الأمور.. على أمل إعادة الفريق الكروي الأول إلى مصاف الكبار وصفقوا للقرارات الجديدة والخطط المعلنة لإعادة الاستقرار وترميم القلعة من جديد..

وكفاهم ما تعرضوا له من فجيعة ما زالت كابوسا يعاودهم بين الفينة والأخرى.. يستيقظون على إثره فزعا من مضاجعهم.. كيف لا وقد مهر التاريخ بصمة السقوط في سجلاته.. ويترقبون العودة إلى وضعهم السابق.


لكن الأخبار السلبية تتسرب من هنا وهناك.. أن الأهلي يصارع في غياهب يلو.. بعد أن تخلى عنه المناصرون.. ممن تصدروا المشهد ورفعوا شعارات تحرير القلعة.. وأخذوا يحملون رايات الانتصار ويدعون أنهم الفرسان.. توارى الجميع وعاد «المجانين» يستغيثون ويكررون أسطوانة المؤامرات المشروخة..

ناديكم يا «مجانين» يعاني من الداخل قبل الخارج.. خمسة أعوام وخمس إدارات مرت على القلعة.. وكان حينها النادي صفر ديون.. لكن كل إدارة أخذت نصيبها من العمل العشوائي.. وخرجت بلا رقيب ولا حسيب.. والسبب تضارب المصالح والخلافات والاختلافات بين النخب ولم تفلح جلسات الصلح والمهادنة وتغليب مصالح القلعة على مصالح الكبار..

حتى وصلت سمعة النادي إلى العالمية.. بعد تراكم الديون والمطالبات.. كما هو حال العديد من الأندية التي استطاع البعض منها ترتيب ملفاته وجدولة ما عليه من استحقاقات.. والبعض منهم يتكئ على خزائن مفتوحة.. ومهما كثرت قضاياه واستفحلت ديونه لا تتعثر مطالبه..

القلعة يا «مجانين» تحتاج إلى الاستقرار وتصفية النوايا وليس للحسابات والتفاف الكبار وتعقل الصغار.. ولا أعتقد أن الهرم الرياضي سيتخلى عن أي كيان رياضي يقع تحت مظلته ويستحيل أن يتنصل من المسؤولية ويترككم تجدفون في مركب مثقوب.. ولكن ربما العمل يحتاج إلى ترتيب الأولويات..

ولكن لا تترقبوا أن ينتشلكم أحد من الغرق في حال كنتم لا تجيدون السباحة.. وحاولوا ارتداء ستر النجاة مبكرا حتى لا تعيشوا قصة سقوط القلعة مجددا.. فدوري يلو بحر متلاطم الأمواج ولا يخلو من أسماك القرش المفترسة..