-A +A
ربيع شاهين -القاهرة
اكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في افتتاح الاجتماع النصف سنوي للوزراء في القاهرة امس مواقف المملكة الثابتة تجاه دعم كافة القضايا العربية. وقال سموه أن التحديات والمخاطر التي نواجهها اليوم باتت تتطلب إعتماد نهج المصارحة والمكاشفة فيما بيننا فالقضية العربية المركزية بل والإنتماء العربي والهوية العربية باتت كلها على المحك في ظل إنقسامات داخلية وبينية خطيرة في العالم العربي من جهة وتدخلات إقليمية ودولية تستهدف بسط نفوذها وهيمنتها وخدمة مصالحها على حساب العروبة والعرب من جهة ثانية .. مشيرا سموه إلى أن الهدف هنا ليس إثارة الحساسيات أو تبادل الإتهامات بل السعي المخلص إلى رص الصفوف وتوحيد الرؤى وتنسيق السياسات.
ودعا سموه إلى إنشاء آلية عربية لمتابعة الحوار الفلسطيني لـ"تحديد من يمتنع عن الالتزام" بما يتفق عليه, ولـ"وضع الفلسطينيين أمام مسؤولياتهم".

وقال "آن الأوان لأن تتخذ الدول العربية موقفا صلبا وحازما ممن يريق الدم الفلسطيني ويعمق الانقسام الفلسطيني" الذي يهدد بتحويل القضية "من قضية شعب يرزح تحت الاحتلال الغاشم إلى نموذج متقدم من تقسم المقسم وتجزئة المجزأ وهو ما ينذر بقابليته للتعميم والانتشار".
وشدد الفيصل على ضرورة وجود "سلطة فلسطينية واحدة وحكومة واحدة تتبعها جميع قوات الجيش والأمن".
وقال سموه : إنه في ظل هذه الوضع تتمادى إسرائيل في سياساتها العدوانية وتهربها من إستحقاقات عملية السلام وتكثف بناء المستوطنات سعيا منها إلى تغيير الوضع على الأرض وإفراغ المفاوضات من مضمونها وجدواها وإستشعارا من المملكة لخطورة هذه الممارسات فقد تقدمت وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بمشروع قرار تقدمه المجموعة العربية في نيويورك إلى مجلس الأمن ولعله من المناسب أن يتداول مجلس الوزراء العرب موضوع تقدم المجموعة العربية بطلب عقد إجتماع وزاري لمجلس الأمن لبحث قضية المستوطنات.
ورحب الأمير سعود الفيصل بما شهده العراق خلال الفترة الماضية من تطورات أمنية إيجابية في مواجهة الإرهاب والميليشيات وتنامي قدرات المؤسسات العسكرية الوطنية وجدد سموه تأكيده أهمية الإمتناع عن التدخل في شؤون العراق الداخلية
كما رحب سموه مجدداً باتفاق الدوحة بين القيادات اللبنانية برعاية سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجهد مميز من الجامعة العربية ومعالي أمينها العام مباركا إنتخاب فخامة الرئيس ميشال سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية للبنان مع الأمل أن تطوى صفحة إستخدام السلاح بين اللبنانيين وأن تتسارع الجهود لعقد حوار وطني شامل وأن تكلل جهود الحكومة اللبنانية لبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية بالنجاح. وبارك سموه إتفاق لبنان وسوريا على تبادل التمثيل الدبلوماسي وترسيم الحدود وتصحيح العلاقات فيما بينهما مؤكدا دعم قرار مجلس الأمن رقم 1757 وقرار مجلس الأمن رقم 1701 وعلى الدعوة لانسحاب إسرائيلي عاجل من منطقة مزارع شبعا التي تقر إسرائيل ذاتها بأنها منطقة محتلة.
وأعرب سمو وزير الخارجية ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية عن اعتقاده بأن المعالجة الفعالة لمشكلة انتشار أسلحة الدمار الشامل تتطلب التخلي عن ازدواجية المعايير مؤكداً على أهمية خلو منطقة الشرق الأوسط برمتها بما فيها منطقة الخليج من الأسلحة النووية وقال : إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة مدججة بكل أنواع أسلحة الدمار الشامل والتي لاتخضع مطلقا لأي شكل من أشكال الرقابة .
وأعرب سموه عن تأييد حق جميع الدول في الإستخدام السلمي للطاقة النووية والأخذ بكل جدية تعهدات إيران بالإحترام الكامل والدقيق لإلتزاماتها بشأن منع إنتشار أسلحة الدمار الشامل والأمل في أن يظهر هذا الالتزام عملياً بما يكفل تحقيق نهاية سلمية وسريعة لمشكلة البرنامج النووي الإيراني على نحو يجنب المنطقة صراعات مدمرة وسباقات تسلح عبثية ومخاطر بيئية جدية.
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل أن العالم العربي لا يضمر للجارة إيران سوى الخير والرغبة بالتعاون وحسن الجوار ومن المتوقع أن تبادله إيران نفس النوايا بحيث لا نجعل منطقتنا مسرحا لصراعات ومساومات الآخرين.
وجدد التأييد المطلق لحق دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها المحتلة عبر الوسائل السلمية معربا عن أمله في أن تستجيب إيران بشكل عاجل لهذه الدعوة.
وقال سموه إن من أبرز المخاطر التي تواجهها أمتنا العربية محاولات استغلال التنوع الثقافي والديني والمذهبي لبث الفرقة والانقسام وتهديد الوحدة الوطنية لبعض الدول وهو ما يتطلب منا جميعا مضاعفة الجهد لترسيخ العمل العربي المشترك والمسارعة إلى إستكمال بحث وإقرار إستراتيجية الأمن القومي العربي ومن ثم الإلتزام الكامل والدقيق بها .
وأضاف سموه قائلاً : إذا كان التحلي بأعلى درجات الحكمة من شأنه تفويت الفرصة على الجهات الساعية لإثارة الفتن الداخلية فإننا نبارك جهود معالي الأمين العام لتنفيذ قرار مجلس الجامعة في جلسته الطارئة السابقة بشأن حزمة الحل لموضوع السودان الشقيق مع المحكمة الجنائية الدولية خاصة في ظل المواقف الإيجابية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الإتحاد الإفريقي .
وجدد الدعوة إلى جميع الفرقاء في الصومال لتغليب المصلحة الوطنية وإنهاء دوامة العنف والصراع والتوصل لتوافق شامل يعيد الأمن والإستقرار للصومال الشقيق. كما أشاد سمو الأمير سعود الفيصل بالجهود التي بذلها معالي وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف لرئاسته الدورة السابقة وأزجى الشكر لمعالي الأمين العام للجامعة العربية.