لفنان العرب محمد عبده، حضوره المميز، ولرمضان في ذاكرته ويومياته خصوصية، فما بين حرصه على التعبُّد، والقراءة، لا يحرم نفسه من أجر صلة الرحم، وزيارة الأقارب، والسؤال عن الأصدقاء، ويظل (أبو نورة) ضيفاً من العيار الثقيل.. وهنا نتسامر معه خلال ليلة من ليالي الشهر، ليطل من ملحق (مشارب) على جمهوره والقراء، وهنا نص المسامرة:
• أولاً وقبل كل شيء، جمهورك العريض يريد أن يطمئن على صحة فنان العرب؟
•• أُطمئن الجميع أنا بصحة جيدة ولله الحمد بدعوات المحبين.
• ما ذكرياتك عن شهر رمضان؟
كل ما تحلّ ليلة دخول الشهر الكريم أتذكر طفولتي ودخولي الإذاعة لأول مرة مع عمر كدرس، وصالح جلال، وأداء ابتهال «اتجمعوا الخلان يشاهدوا الرؤية»، التي ما زالت تذاع حتى الآن.
• هل تذكر أول عام هنأت الآخرين فيه بدخول رمضان؟
•• وأنا في الثالثة عشرة، وبدأتُ بتهنئة أمي وإخوتي، ثم الحارة كلها، أما اليوم وعندما يدخل رمضان الكريم فأول من أتبادل معهم التهنئة، أهل البيت والأبناء، فهم مصدر سعادتي في المناسبات.
لا أقبل الدعوات
• عادة رمضانية دائمة لا تنقطع عنها؟
•• أحب أخلو إلى نفسي، في الفترة مابين صلاتي العصر والمغرب إلى أن يحين موعد الإفطار مع الأسرة والأبناء.
• وعندما تكون مدعواً على إفطار مع أصدقاء؟
•• يندر جداً أن أقبل دعوات الإفطار على عكس السحور الذي يجمعني بالزملاء والأصدقاء، من النادر أن أضعف أمام الإلحاح لذا تجدني في إفطار أحدهم مرة في كل عامين أو أكثر.
• النوم، الرياضة، القراءة.. أيها له نصيب الأسد من يومك الرمضاني؟
•• حسب المتاح.. تجدني في الفترة الرمضانية التى أسميها التعامل مع الصوم في العصر بين قراءة ورياضة، أما النوم ففي السانح من الأوقات.
سلطان المائدة
• أين يقضي «أبو عبدالرحمن» رمضانه، وهل هناك مكان يحب زيارته في هذا الشهر؟
•• أحبُّ مكان لي هو البيت وبين الأبناء، ولكن من الممكن أن أكون خارجه لظروف اجتماعية أو لظروف العمل، لا سيما أواخر رمضان.
• حدث سعيد مرتبط برمضان؟
•• أيام وليالي رمضان كلها «سعد» وأحياناً يأتيك ما لا تتوقع في رمضان، من المفاجآت السارة، ولها طعم غير.. وفي رمضانات مضت كان ميلاد أغنيات مهمة في مشواري؛ عندما كنا نسجل في مسرح التلفزيون قبل العيد.
• طبقك الرمضاني المفضل.. على مائدتَي الفطور والسحور؟
•• في الإفطار كلنا نتفق على أن الفول سلطان المائدة الرمضانية، إضافة إلى الشوربة، ويأتي بعدها كل الأشياء... وبالنسبة للسحور أترك الخيار للبنات في البيت، وأحب أن يكون الطبيخ والإدامات فأنا في حالة عشق مع طبق الملوخية، وذلك لكون الوالدة، رحمها الله، كانت تفضله في رمضان وغيره، أو أترك الذوق للمستضيف إذا كنت خارج البيت.
الطنطاوي وزيدان
• أي الشاشات تفضل في رمضان؟
•• في رمضان وغير رمضان أنا دائماً أتنقل بالريموت كونترول، وغالباً ما أختار القنوات الكلاسيكية؛ أي قديم الأفلام والأغنيات، سيما الأبيض والأسود.
• البرنامج المفضل لك؟
•• كنت مداوماً على إبداعات الشيخ على الطنطاوي «على مائدة الافطار» الذي تابعته على مدى مراحل عمرية في ذكريات لا تنسى، وبالمناسبة نترحم على الزميل عبدالله رواس مخرج هذا البرنامج الذي رحل عن دنيانا قبل دخول الشهر الكريم بأيام، كما كنت أتابع العلامة والمؤرخ محمد حسين زيدان، وبالذات عندما يتحدث عن المدينة المنورة في التاريخ.
هؤلاء سامحتهم
• شخصية تتابعها في رمضان ثقافية أو فنية؟
•• أستمتع من خلال الشاشة بمتابعة الثقافة وروادها، مثلاً في الأول من رمضان استمتعت على شاشة mbc مع مفيد النوصر في برنامجه «من الصفر»، وهو يستضيف د. عبدالعزيز خوجة كوزير وسفير وقبل هذا وذاك كشاعر وأديب كبير.
• لمن توجه رسالة اعتذار؟
•• لكل من يعتقد أنني أخطأت في حقه.
• لمن تقول سامحتك؟
•• لمن أخطأت في حقه فعلاً، ورد عليّ الخطأ بالخطأ، أقول له سامحتك؛ لأننا في رمضان الذي لا يحتمل الأخطاء والتجاوزات.
• شخص تتذكره في كل رمضان؟
•• أمي وأختي وأخوَي رحمهم الله جميعاً.
أولاد سلامة
• ثلاث دعوات إفطار لمن تقدمها؟
•• قلبي ومائدتي الرمضانية تتسع لكل الأصدقاء والمقربين، وما أكثرهم وإذا لم يتح لي إلا اختيار ثلاثة، أو أنك تدعني أطمع وأختار أكثر لأقول أولاد أول من جمع الفنانين في صالونه قبل ظهور جمعية الثقافة والفنون أولاً العم حسن سلامة، فيصل سلامة، وياسر سلامة وطلال سلامة وأصدقائي أحمد بن باز ومحمد الحميدي وفهد السعيد.
• كلمة أخيرة في ختام الحوار؟
•• يا أخي خلاص يكفي، ما تشوف أن حوارنا طول، شكراً لك ولصحيفة «عكاظ» على هذه المساحة.