تواصل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» عبر أكاديمية سدايا جهودها في بناء وتطوير القدرات المعرفية والعملية لأبناء المملكة من الشباب والفتيات والعاملين في القطاعين العام والخاص في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي بغية النهوض بجيل سعودي قادر على بناء اقتصاد وطني قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي وجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال التقني الحديث تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
وهذه الأكاديمية هي إحدى مبادرات «سدايا» التي تستهدف رفع مستوى الكفاءات الوطنية في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي وصناعة قدرات بشرية قادرة على قيادة سوق العمل من خلال العديد من البرامج والأنشطة الواعدة التي تتم بالتعاون مع مجموعة من الجهات المحلية والإقليمية والعالمية الرائدة في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتحظى مثل هذه المبادرات المتجددة التي تطلقها سدايا بدعم واهتمام ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، انطلاقاً من حرصه على دعم المبدعين وتسخير الإمكانات لتطوير مهاراتهم الإبداعية وإثراء معارفهم في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتسعى الأكاديمية إلى تنمية رأس المال البشري وبناء قدرات وطنية تتمتع بكفاءة عالية وربطها بمهن المستقبل التي يحتاجها الوطن، من خلال جهود توعوية ومعرفية تتمثل في إقامة برامج ومعسكرات طموحة ومتخصصة وفق أحدث أساليب التدريب العالمية الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي في رفع مستوى الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي في المملكة، ناهيك عن تلبية اهتمامات مختلف شرائح المجتمع عبر برامج ودورات تدريبية تناسب مستوى تقدمهم في فهم مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتنطلق الأكاديمية في جهودها من جملة من الأهداف تتمثل في تطوير البرامج الموجهة للكفاءات الوطنية في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، وإعداد وتنفيذ برامج مبادرات تطوير المهارات ضمن الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الشراكات مع الجهات الأكاديمية والجامعات في مجال تدريب الكوادر وبناء الكفاءات، ومتابعة دراسة وتحليل سوق العمل لاستباق وتلبية الاحتياجات من المهارات.
وعملت الأكاديمية على تعزيز شراكاتها مع القطاعات التعليمية المتخصصة لنقل الخبرات والتجارب ودعم البرامج والمبادرات التي تسهم في تطوير القدرات البشرية بهدف رفع الوعي وتطوير المختصين والخبراء في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي وفق أفضل المعايير والمناهج في حين أسهمت مراكز التميز التي أطلقتها «سدايا» بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية في تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة أهدافها وتطوير منتجاتها في مجالات البحوث والابتكار التي تغطي كافة المجالات الحيوية.
وتقدم أكاديمية سدايا أربعة برامج نوعية هي: برنامج بناء القدرات الوطنية لمختصي علوم البيانات، وبرنامج رفع الوعي بالبيانات والذكاء الاصطناعي، وبرنامج عملاء سدايا، وبرنامج التدريب التعاوني، بهدف رفع الوعي بعلوم البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأثرهما في تحويل الدول المتقدمة ودفع اقتصادها، وتدريب قدرات القطاعات الحكومية والخاصة على فهم الأنظمة والخدمات لتحقيق أقصى استفادة منها بما يضمن تطور الأعمال والمخرجات في هذه الجهات.
ولم تكتفِ بذلك الأكاديمية بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وهم طلاب وطالبات الجامعات السعودية الجيل الواعد للمملكة، إذ خصصت برنامجاً تعاونياً بالتعاون مع وزارة التعليم يعمل على تدريب هؤلاء الطلبة خلال دراستهم، وذلك وفق أفضل الممارسات بما يسهم في رفع مستوى المعرفة والمهارات التخصصية والشخصية لهم وتأهيلهم لدخول سوق العمل بكفاءة، واهتم البرنامج بدعم الطلاب عبر المواءمة ما بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي في بيئة عمل فعلية.
وعمل هذا البرنامج على رفع مستوى المعرفة والمهارات لدى الطلاب بإتاحة الفرصة لهم لاكتساب مهارات جديدة، مع تمكين الكوادر الوطنية من الممارسة العملية لمجال تخصصاتهم، وتعزيز العلاقة الإستراتيجية مع الجامعات والمعاهد داخل المملكة وخارجها فضلاً عن الارتباط المجتمعي من خلال دعم الطلاب معرفيّاً ومادياً وتهيئتهم لسوق العمل ورفع مستوى مخرجات التعليم الجامعي لمواكبة احتياجات سوق العمل، وبلغ عدد المستفيدين أكثر من 572 طالباً وطالبة من جميع مناطق المملكة.
كما عملت على تنفيذ معسكرات تدريبية في مجال علوم البيانات والذكاء الاصطناعي سواءً حضوريّاً أو عن بُعد وذلك لتأهيل طلاب مراحل التعليم العام مثل: معسكرات سدايا T5: لعلوم البيانات التي استفاد منها أكثر من 320 طالباً وطالبة من مراحل التعليم المتوسط والثانوي من مختلف مناطق المملكة، ونفذت الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي الذي أسفر عن تأهيل طلابنا لخوض المسابقات الإقليمية والدولية المختصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة، تناقش موضوعات علمية مثل: بيئة البرمجة الأساسية، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، والإستراتيجية الحسابية، وتعلم الآلة.
وإلى جانب الطلاب تستهدف الأكاديمية تدريب المحترفين في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات من خلال تقديم برامج تدريبية لهم بشكل مباشر، ودعم الشهادات الاحترافية بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية «هدف» من خلال معسكرات: علوم البيانات، وإدارة وحوكمة إدارة البيانات، وسواهر، وقدمت فيها برامج متخصصة في مجال: برنامج كلاودرز، وبرنامج Elevate، وبرنامج تدريبي في تعلم الآلة، وبرنامج IBM Skills Build.
وفي هذه المعسكرات قامت الأكاديمية بتعويض تكاليف الشهادات الاحترافية للمتدربين بالتعاون مع «هدف» مثل: شهادة جوجل التأسيسية في الحوسبة السحابية، وشهادة جوجل في احتراف هندسة البيانات مهندس بيانات ضخمة مساعد ABDE، ومحترف تحليلات معتمدCAP، ومهندس بيانات ضخمة متقدم SBDA، ومحلل بيانات ضخمة مساعد ABDA، ومحلل بيانات ضخمة متقدم SBDA.
وعملت كذلك على إنشاء برنامج كلاودرز لتمكين أفضل الشهادات المطلوبة في هندسة البيانات في العالم واهتمت بأكثر الشهادات طلبًا في سوق العمل في مجال هندسة البيانات، وهي: شهادة جوجل في احتراف هندسة البيانات بالتعاون مع شركة جوجل كلاود، وشهادة أمازون في هندسة وتحليلات البيانات، وعملت مع جوجل على بناء برنامج تأهيلي يمنح الشهادة في هذا التخصص بعد 7 شهور من الدراسة والتدريب وارتفع عدد الحاصلين على هذه الشهادة من 4 مهندسين سعوديين على مستوى المملكة وقت إطلاق البرنامج إلى 39 مهندسًا الآن.
وخلال عام 2023 تستهدف الأكاديمية تنفيذ برامج تدريبية للقطاعات ذات الأولوية وفق التوجه الإستراتيجي لسدايا وهي قطاعات: المدن الذكية، الصحة، الطاقة، البيئة، الأمن، بالإضافة إلى القطاع الحكومي، وقد عملت الأكاديمية على بناء شراكات دولية مع كبرى شركات التقنية والحاسب في العالم لبناء البرامج والمهارات وفي مقدمتها: IBM، DELL.
وتسير الأكاديمية في خططها بالتوازي مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية أحد برامج رؤية 2030 المرتبطة بإستراتيجية البيانات والذكاء الاصطناعي حتى عام 2025، وهي: توفير معارف نوعية للمتميزين في المجالات ذات الأولوية، وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، التوسع في التدريب المهني لتوفير احتياجات سوق العمل، تحسين جاهزية الشباب لدخول سوق العمل.
كما تعمل الأكاديمية على تأسيس منصة تدريبية ذات محتوى التفاعلي، بهدف تدريب الكوادر الوطنية في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وفق أفضل المعايير العالمية في المنصات بما في ذلك تطوير مجموعة من المواد التعليمية والتدريبية لرفع الوعي العام في البيانات والذكاء الاصطناعي، وتستهدف تدريب أكثر من 46 ألف مستفيد خلال عام 2023م من طلاب التعليم العام والعالي والتقني والقوى العاملة، إضافة إلى تقديم مبادرات نوعية في نفس العام حول برامج الوعي في مجالات: التوعية الأساسية، والتوعية العامة، والتوعية المتخصصة، والتوعية الإلزامية، والتوعية التشاركية وذلك بالتعاون مع كبرى شركات التقنية والحاسب في العالم.