-A +A
أحمد اللحياني - نورة المالكي (مكة المكرمة) okaz_onlin @

برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وتشريف نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان، أطلقت الغرفة التجارية بمكة المكرمة بالتعاون مع الغرفة التجارية بالمدينة المنورة والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة منتدى «منافع» في نسخته الأولى، بالمقر الرئيسي للغرفة التجارية بمكة المكرمة بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وأصحاب الأعمال.

وافتتح رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بمكة المكرمة رئيس مجلس إدارة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة الشيخ عبدالله بن صالح كامل، برنامج المنتدى بشكر وتثمين الرعاية من الأمير خالد الفيصل، وتشريف الأمير بدر بن سلطان للمنتدى، قائلاً: «هذا الدعم الكريم والتشريف يدل على الثقة الوطيدة التي تمنحها لنا القيادة الرشيدة، مما يعزز طموحنا ويشحذ دافعيتنا للعمل والإنجاز جميعاً بلا استثناء».

وأضاف: منذ أن بدأنا التخطيط لشراكة منافع وطموحاتنا تزداد بما نجده من إقبال من مختلف الدول الإسلامية ممثلة في أصحاب الأعمال فيها، الكل راغب في المشاركة، والكل سعيد بهذه المبادرات، ولهذا يا صاحب السمو أجدها فرصة مناسبة لأؤكد التزامنا الأكيد بقيامنا بواجبنا في تحقيق رؤيتنا التي وضعناها لمنافع ألا وهي استثمار المكانة المقدسة لمكة المكرمة والمدينة المنورة على مستوى العالم لتحويلهما إلى مركز جذب لفعاليات الأعمال، ومنطلقاً للمعرفة والإبداع المتعلقين بالعالم الإسلامي والمعرفة الإسلامية، ولتحقيق ذلك فإننا نتطلع إلى دعمكم الكريم في منافع، خصوصًا لإنشاء المعرض الدائم لمنتجات العالم الإسلامي، ذلك المشروع الفريد من نوعه الذي يجسد بكل المعاني قوله تعالى: «ليشهدوا منافع لهم».

عقب ذلك، جرى تكريم نائب أمير المنطقة، والراعي الرئيسي لمنتدى «منافع» الأول، الرئيس التنفيذي لشركة أم القرى للتنمية والإعمار، المالك والمطور لوجهة مسار ياسر أبو عتيق. ثم شاهد الحضور فيلماً تعريفياً عن منتدى منافع تناول المكانة الاستثمارية للمدينتين المقدستين، وجمع الخبراء والمختصين وصناع القرار في مكان واحد، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة وبرنامج ضيوف الرحمن، وتمكين القطاع الخاص وفتح المزيد من الفرص الاستثمارية لرفع النتاج المحلي للمدينتين المقدستين.

وفي كلمته، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة المدينة المنورة منير محمد ناصر بن سعد أن منتدى «منافع» يهدف إلى دعم الشراكة الواعدة بين القطاعين الحكومي والخاص، من خلال إتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية التي ستساهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتعزيز مكانتهما المقدسة، كما تحظيان بدور كبير في دعم «برنامج صنع في السعودية» الهادف إلى تحفيز الصناعات الوطنية من خلال «صُنع في مكة» و«صُنع في المدينة» كعلامات صناعية، لتثري تجربة ضيوف الرحمن وتعزز نفاذ المنتجات الوطنية إلى مختلف أنحاء العالم.

وزاد: «نحن نؤمن كغرف تجارية بِعظَم المسؤولية، والدور الكبير لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الحكومي، والاستفادة من المحفزات والدعم غير محدود المقدم من حكومتنا الرشيدة، لتحقيق التنمية الاقتصادية في المجالات كافة».

الراعي الرئيسي للمنتدى «منافع» الأول الرئيس التنفيذي لشركة أم القرى للتنمية والإعمار المالك والمطور لوجهة مسار ياسر أبوعتيق قال في كلمته: «تكاد تكون صناعة الوجهات أحد أبرز التوجهات التنموية التي تميزت بها هذه المرحلة التحولية الجديدة؛ لذا نشهد تنوعاً في الوجهات، التي تجعل من الوجهة الأم تتعدد وتتباين فيه التجارب الثرية».

وأضاف: «لعل أهم الوجهات في المملكة هما مدينتا مكة والمدينة، وقد كرمنا الله بشرف خدمة ضيوف الرحمن، إن العلاقة بن المدينتين تكاملية أزلية، مبنية على تكامل النافع، ونحن في مسار سنسهم في إثراء تجربة هذا الضيف، وهي النية المحفزة في رفع المعايير إلى اقتصاد التجربة الأكثر شمولاً ليكون أكثر إثراء لضيف الرحمن».

عقب ذلك، بدأت الجلسة الحوارية الأولى للمنتدى تحت عنوان «التطورات التنموية الكبرى في مكة والمدينة» وأدارها الإعلامي محمد الطميحي، أكد فيها وزير الحج والعمرة والزيارة الدكتور توفيق الربيعة أن رؤية المملكة الطموحة لها مستهدفات ومجموعة برامج أحدها برنامج ضيوف الرحمن، والبرنامج عمل مع الجميع لتحقيق المستهدفات ورؤية البرنامج تسهيل القدوم من جميع أنحاء العالم وإثراء التجربة، واستدامة القطاع يضمن تحقيق المستهدفات، وفي هذه السنة أعداد قياسية ويوجد حالياً في هذه اللحظة بين مكة والمدينة 1.300 مليون شخص من خارج المملكة، وكل الإجراءات تحسنت وفيها نقلة كبيرة، في التنقل والعمل داخل الحرمين تبذل فيه جهود جبارة.

وقال نعمل في إثراء التجربة بحيث يستمتع القادمون بهذا التاريخ العريق، ونعمل على العديد من المواقع التاريخية، ولدينا أكثر من 100 موقع تاريخي في المدينتين، ومكة والمدينة تتغير نحو الأفضل. مبيناً أن الوزارة منظومة كبيرة لخدمة الحجاج والمعتمرين، والإجراءات تسير بشكل طيب، حج العام سيعود إلى أكثر من مليونين حاج، من التغيرات أن هناك إرثاً تاريخياً ليس فيها منافسة خارجية، والآن تحولت مؤسسات الطوافة إلى شركات، وسيكون هناك تنافس، ونتوقع الجودة مما سيؤثر على البيئة الاستثمارية، ونحن حريصون على فتح السوق للمؤسسات الكبيرة، وقد وجدنا مستوى رضا أعلى من الدولة. وإنشاء شركة كدانة ستعيد تطوير البينة التحتية وزيادة الطاقة الاستيعابية.

وأكد وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح أن القيادة الرشيدة تعمل على تعزيز دور المملكة وتجسيد شريعتنا السمحاء ومبدأ الوسطية، وأن تقدم المملكة من ميزانيات ضخمة صرفت مئات المليارات في الحرمين الشريفين، وبقدر ما نفتخر بما تجربة الحاج لكن ما زالت ينقصها المزيد من التجويد، والعمل جار لإكمال التجربة، مبيناً أن أحد عناصر الرؤية تفعيل دور القطاع الخاص ونجسدها رقمياً بزيادة المنشآت الصغيرة والمتوسط، ولأول مرة تتولى جهة حكومية مسؤولية الشراكة مع القطاع الخاص في الأعمال، وقال: «ننظر إلى سلسلة القيمة بشكل متكامل في الحج والعمرة لإيجاد مجمعات فندقية ذات قيمة عالية للأنفاق في المملكة والتسوق مهم والزيارات مهمة والخدمات الصحية مهمة جداً أيضاً، وقد استقطبنا مستثمرين لبناء مصحات بمواصفات عالمية، ومهم جداً أن وزارة الاستثمار تهتم بالمستثمر السعودي بنفس درجة الاهتمام بالمستثمر الأجنبي، وقيام الشراكات مع القطاع الخاص، واتحاد الغرف لها دور في الشراكات ونطمح أن يكون دور لقنوات التمويل وتسهيله وإصدارات الصكوك والأسهم وإضافة رأسمال يساند رأسمال مال محلي».

وأشار وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد بن عبدالله الحقيل، إلى أن القطاع البلدي والإسكاني يمر بفترة واضحة في الشراكة مع القطاع الخاص، وخلال 4 سنوات أصبح لدينا 400 مطور سعودي، وهناك 600 مطور قادمون ونحن نبني عليها في التطوير العقاري. التشريعات والرقابة أو الامتثال نستفيد من رجال الأعمال ونستثمر في 11 قطاعاً ورجال الأعمال يستثمرون في الامتثال والرقابة. نحن متفائلون في مشاركة رجال الأعمال معنا والتجربة نحن فخورون فيها.

وبيَّن وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر أن المشاعر المقدسة ومكة والمدينة تمثل تحدياً عالمياً فريداً فيما يتعلق بالنقل والخدمات اللوجستية، بطريقة منضبطة ومنظمة والمملكة اكتسبت خبرات ولها استثمارات كبيرة في ذلك، والمطاران في جدة والمدينة هناك خطط توسعات كبيرة فيهما، وهناك قطار الحرمين يطلق 100 رحلة يومياً برحلة سلسة، وهو أحد أسرع 10 قطارات في العالم بخدمات ميسرة، ولدينا شبكة طرق ضخمة، وأنماط النقل الحديثة التي يجرى عليها تجارب والتقنيات الحديثة وأطلقنا أول حافلة كهربائية في المدينة، وهناك تكامل بين الوزارات والهيئات للارتقاء بالخدمة. وقال إن مكة والمدينة متوقع زيادة عدد الزوار، وفي القطاع البلدي عملنا على أكثر من عنصر منها الحرص على إزالة 43 عنصراً في التشوه البصري، وهي رحلة كاملة نسير عليها ومنها 80% من السكان وسنضيف الرقعة الخضراء.

وأردف: عملنا على الخدمات البلدية الذكية، وهي ضمن المدن الذكية، ونعمل على تحويلها إلى مدن ذكية، عملنا على المشاركة المجتمعية وأن يكون المجتمع جزءاً من الحلول، مكة والمدينة نشأت فيهما عدد من العشوائيات ونعمل على التعامل معها حتى تكون جزءاً من النسيج المتكامل. ومطار الملك عبدالعزيز وصل في الربع إلى 12 مليون راكب، والمملكة تجاوزت أرقام 2019 وهناك وثبات كبيرة قادمة ونهضة تنموية كبيرة قادمة، وجميعها تتطلب تطور في البنية التحتية وشراكات مع القطاع الخاص. مبيناً أن كل أنماط النقل المختلفة مطروحة وسنوفر البدائل، ولا بد أن تصاغ الأولويات ونقيم البدائل المتاحة ونقيم الأفضل منها من الناحية المالية، والمعتمر يجد ارتباطاً متواصلاً من الخدمات المتصلة، وهو عمل جيد من خدمات ترددية لتكون تجربة السفر مريحة.

وقال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس أسامة بن عبدالعزيز الزامل، إن 212 فرصة استثمارية صناعية متاحة للمستثمرين عبر منصة «استثمر في السعودية»، منها 82 فرصة أُعلن عنها ضمن فرص الإستراتيجية الوطنية للصناعة البالغة 163 فرصة، وستتم إضافة جميع الفرص الاستثمارية التي توفرها الإستراتيجية عبر المنصة خلال عام 2023، مبيناً أن مكة المكرمة تحتضن اليوم أكثر من 2000 مصنع تعمل في أكثر من 23 نشاطاً صناعياً باستثمارات تزيد على 205 مليارات ريال، فيما تحتضن المدينة المنورة 461 مصنعاً في أكثر من 20 نشاطاً صناعياً باستثمارات تبلغ 120 مليار ريال.

وأضاف الزامل: أن مكة المكرمة، والمدينة المنورة، تمتلكان إمكانات ضخمة في دعم برنامج «صُنع في السعودية»، من خلال أعداد الحجاج والمعتمرين، الذين يفدون إلى المملكة للحج والعمرة كل عام، وأن هناك أكثر من 1600 شركة وطنية منضمة لبرنامج «صُنع في السعودية» منها نحو 20 مصنعاً وشركة منضمة إلى هويتيه «صنع في مكة المكرمة» و«صنع في المدينة المنورة» عند انطلاقتهما.

واستمرت أعمال المنتدى بجلستين، إحداهما بعنوان «الخطط المستقبلية لمكة المكرمة والمدينة المنورة وتكاملها مع رؤية 2030»، ودور مدن في تمكين الصناعة بالمدينتين المقدستين، والأخرى بعنوان «دور القطاع الخاص في تنمية مدينتي مكة والمدينة». تناولت تجربة الاستثمار الناجحة للجهات في المدينتين وخطط التوسع المستقبلية.

بدوره، استعرض المشرف العام على مركز الدراسات والبحوث بالغرفة التجارية بمكة المكرمة أمين عام الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة ملخص تقرير اقتصادي بعنوان «مدن العالم الإسلامي في المؤشرات العالمية»، الذي أعده مركز الدراسات والبحوث بغرفة مكة، واحتلت فيه مدينة الدوحة المرتبة الأولى كأفضل مدينة للأعمال في العالم الإسلامي، محققة المركز الـ 11 في مؤشر مدن الأعمال العالمي بمجموع نقاط 88.7. ويتضمن مؤشر مدن الأعمال العالمي أربعة مؤشرات فرعية وهي: المجتمع، والاقتصاد، والبيئة التشغيلية، والجاذبية.

وأوصى التقرير بضرورة الربط المباشر للمستثمرين ورواد الأعمال بين قواعد البيانات لدى الجهات التنظيمية، أهمية تمكينهم من الوصول للأسواق العالمية، وتقديم المزيد من التسهيلات والمحفزات للقطاع الخاص لدعم العملية التكاملية للشراكة بين القطاع الحكومي والخاص.

يشار إلى أن منتدى «منافع» يعتبر أحد المشاريع التي تترجم أهداف الاتفاقية ثلاثية المنافع التي جمعت غرفة مكة المكرمة وغرفة المدينة المنورة والغرفة الإسلامية بهدف تحويل مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى مركز جذب لفعاليات الأعمال، وتوفير أدوات دولية دائمة للترويج لمخرجات الشراكة عالمياً كافة.