لايزال القتال مشتعلا في ثالث أيام الحرب السودانية، وسط تزايد أعداد القتلى والجرحى وتفاقم الأوضاع الإنسانسة، بانتظار بارقة أمل على خلفية الوساطات المتعددة لإيقاف نزيف الدم.
ومنذ ساعات الصباح الأولى من اليوم (الإثنين)، تُسمع قذائف الهاون والمدفعية في أنحاء متفرقة من العاصمة، مع اشتداد القتال. وأفاد شهود عيان بأن الضربات الجوية زادت حول مطار الخرطوم ومواقع تابعة للجيش السوداني. وكان المطار الدولي أحد مسارح القتال في نهاية الأسبوع، حيث شوهدت عدة طائرات متضررة ومشتعلة.
وأعلنت قوات «الدعم السريع» سيطرتها على المطار، بالإضافة إلى العديد من المباني الحكومية الأخرى في العاصمة، وهو ما ينفيه الجيش الذي يتحدث هو الآخر عن بنك من الأهداف يسيطر عليها.
من جهتها، حذرت لجان المقاومة المحلية المدنيين من البقاء في منازلهم، وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمناشدات مواطنين تحدثوا عن حصار داخل منازلهم جراء إطلاق النار الكثيف بين الأطراف المتصارعة ناهيك عن الانفجارات التي تسمع بين الفينة والأخرى.
ووضعت الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية في حالة تأهب قصوى، وأوقف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مؤقتا جميع العمليات في السودان بعد مقتل ثلاثة موظفين.
وقالت وكالة الإغاثة الدولية في بيان لها، إن الأمم المتحدة ومنشآت إنسانية أخرى في دارفور تعرضت للنهب، بينما تعرضت طائرة يديرها برنامج الأغذية العالمي لأضرار بالغة جراء إطلاق النار في الخرطوم، مما أعاق قدرة البرنامج على نقل المساعدات والعاملين داخل البلاد.
في غضون ذلك، تعمل المكسيك على إجلاء مواطنيها من السودان، وقال وزير خارجيتها، إنها تتطلع إلى «تسريع» خروجهم.
وأعلنت سفارة الولايات المتحدة في السودان أنه لا توجد خطط لإجلاء بتنسيق حكومي حتى الآن للأمريكيين في البلاد، مستشهدة بإغلاق مطار الخرطوم. ونصحت المواطنين الأمريكيين بالبقاء في منازلهم، مشيرة إلى أنها ستصدر إعلانا «إذا أصبح إجلاء المواطنين الأمريكيين العاديين ضروريا».