لقد كانت أعوام الدعوة الثلاثة عشر التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة أعواما صعبة وكانت بحق أعوام صبر ومعاناة قل أن تجد لها نظير، لقد كان تعذيب قريش للمسلمين قاسيا يستخدمون فيه جميع الأنواع المؤلمة جسديا ونفسيا، وتدميرا للمعنويات وإهانة لجميع معاني القيم الإنسانية، ولم يكن النبي صلى الله عيه وسلم مستثنى من ذلك، فقد اتهم بالجنون والكذب ورميت القاذورات على جسده الشريف وهو يصلي في صحن الكعبة الغراء، والقي الشوك في طريق سيره، وفوق ذلك يشاهد ويرى المعاناة والآلام التي يلقاها أصحابه فتتمزق نفسه ألما وحسرة ويطلب منهم الصبر والتحمل ففرج الله سيكون قريبا، ولعل من أكثر ما كان يعاني منه عليه الصلاة والسلام ظلم ذوي القرابة له، فهم يعلمون أنه صادق ولكنهم حسدوه ولذلك عادوه.
وتتنزل الآيات من المغيث الجليل مخاطبا الحبيب العظيم بعد أن أقسم له بالضحى والليل إذا سجى مسليا ومطمئنا له أنه سيعطيه حتى يرضى إلى أن يقول "وللآخرة خير لك من الأولى"، ورد من ضمن تفاسير هذه الآية الكريمة أن حياتك يا رسولي التالية في المدينة ستكون خيرا من الأولى، وكانت بحق كذلك، حيث ثبت الرسول الكريم دعائم الدين ، ووضح معالمه وشرائعه للعالمين.
ونقفز معا عبر سنين التأريخ إلى عام الهجرة عندما وصل النبي الكريم الى طيبة الطيبة فإذا أهلها يستقبلونه بالبشر والترحاب وعلى ألسنتهم أعذب لحن استقبال قائلين:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع **** جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع)
ويرتاح صلى الله عليه وسلم في قباء ويؤسس مسجدها المبارك، وينزل إلى وسط المدينة والأنصار الكرام يدعوه كل حي منهم تعال يا رسول الله الى المنعة وكرم الضيافة لنحميك مما نحمي من أهلينا، وهو صلى الله علي وسلم يقول دعوها ـ أي ناقته فإنها مأمورة ـ إلى أن استقرت في مكان مسجده، والكل يتنافس ليحظى بشرف ضيافة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ساكت حياء وأدبا لئلا يفضل بعضهم على بعض إلى أن تجرأ الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري بحمل متاع النبي صلى الله عليه وسلم الى منزله فتبعه رسول الأخلاق الفاضلة والمعاني السامية قائلا المرء مع متاعه، ليفوز ذلك الصحابي بأكرم ضيافة ووفادة، كانت دار أبو سعيد الخدري قائمة إلى ما يزيد عن عقد من الزمان في مواجهة المسجد النبوي الشريف على يسار الخارج من باب النبي (باب البقيع حالياً)، وكان يفصلها عن مكتبة المكتبة الجليلة التاريخية مكتبة الشيخ عارف حكمت زقاق ينتهي الى الأحياء الجنوبية المواجهة للحرم النبوي، وقد أصبح مكانها جميعا في الساحات الجنوبية في موقع مواقف السيارات رقم واحد واثنين . وخلال ثمانية أعوام منذ وصول الرسول الكريم يطيب الله خاطره وفي شهر الصوم شهر الفتوحات الإسلامية تنطلق جيوشه المعززة المنصورة من المدينة المنورة ليذيق صناديد قريش أعظم مذلة وهوان في غزوة بدر الكبرى يوم السابع عشر من رمضان، وليفتح الله له أعظم البلاد وأقدسها على وجه الأرض مكة المكرمة يوم العشر من رمضان ولتتجلى أعظم معاني الأخلاق في الصفح والغفران بعد أن سيطر صلى الله عليه وسلم على مكة وأهلها بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل وقد أيقنوا أنه سينتقم منهم له ولأصحابه على ما قاسوه من ظلم ومعاناة فإذا بصاحب القلب الرحيم يقول لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" في لحظة واحدة يعفو ويصفح عن الآلاف في صورة من أكرم صور الأخلاق المحمدية، عليه أكرم وأفضل الصلاة والسلام.
محمد سيد عمر
وتتنزل الآيات من المغيث الجليل مخاطبا الحبيب العظيم بعد أن أقسم له بالضحى والليل إذا سجى مسليا ومطمئنا له أنه سيعطيه حتى يرضى إلى أن يقول "وللآخرة خير لك من الأولى"، ورد من ضمن تفاسير هذه الآية الكريمة أن حياتك يا رسولي التالية في المدينة ستكون خيرا من الأولى، وكانت بحق كذلك، حيث ثبت الرسول الكريم دعائم الدين ، ووضح معالمه وشرائعه للعالمين.
ونقفز معا عبر سنين التأريخ إلى عام الهجرة عندما وصل النبي الكريم الى طيبة الطيبة فإذا أهلها يستقبلونه بالبشر والترحاب وعلى ألسنتهم أعذب لحن استقبال قائلين:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع **** جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع)
ويرتاح صلى الله عليه وسلم في قباء ويؤسس مسجدها المبارك، وينزل إلى وسط المدينة والأنصار الكرام يدعوه كل حي منهم تعال يا رسول الله الى المنعة وكرم الضيافة لنحميك مما نحمي من أهلينا، وهو صلى الله علي وسلم يقول دعوها ـ أي ناقته فإنها مأمورة ـ إلى أن استقرت في مكان مسجده، والكل يتنافس ليحظى بشرف ضيافة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ساكت حياء وأدبا لئلا يفضل بعضهم على بعض إلى أن تجرأ الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري بحمل متاع النبي صلى الله عليه وسلم الى منزله فتبعه رسول الأخلاق الفاضلة والمعاني السامية قائلا المرء مع متاعه، ليفوز ذلك الصحابي بأكرم ضيافة ووفادة، كانت دار أبو سعيد الخدري قائمة إلى ما يزيد عن عقد من الزمان في مواجهة المسجد النبوي الشريف على يسار الخارج من باب النبي (باب البقيع حالياً)، وكان يفصلها عن مكتبة المكتبة الجليلة التاريخية مكتبة الشيخ عارف حكمت زقاق ينتهي الى الأحياء الجنوبية المواجهة للحرم النبوي، وقد أصبح مكانها جميعا في الساحات الجنوبية في موقع مواقف السيارات رقم واحد واثنين . وخلال ثمانية أعوام منذ وصول الرسول الكريم يطيب الله خاطره وفي شهر الصوم شهر الفتوحات الإسلامية تنطلق جيوشه المعززة المنصورة من المدينة المنورة ليذيق صناديد قريش أعظم مذلة وهوان في غزوة بدر الكبرى يوم السابع عشر من رمضان، وليفتح الله له أعظم البلاد وأقدسها على وجه الأرض مكة المكرمة يوم العشر من رمضان ولتتجلى أعظم معاني الأخلاق في الصفح والغفران بعد أن سيطر صلى الله عليه وسلم على مكة وأهلها بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل وقد أيقنوا أنه سينتقم منهم له ولأصحابه على ما قاسوه من ظلم ومعاناة فإذا بصاحب القلب الرحيم يقول لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" في لحظة واحدة يعفو ويصفح عن الآلاف في صورة من أكرم صور الأخلاق المحمدية، عليه أكرم وأفضل الصلاة والسلام.
محمد سيد عمر