فيما تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في مدينة كتم بولاية شمال دارفور، موقعة نحو 40 قتيلا، أعلن حاكم الإقليم مني أركو مناوي أن دارفور «منطقة منكوبة» مع استمرار أعمال النهب والقتل. وأكد أن المدنيين في مدينتي كتم والجنينة يتعرضون لانتهاكات فظيعة.
ونفت القوات المسلحة في بيان مقتضب، اليوم (الأحد)، ما تردد عن سقوط كتم في أيدي المتمردين، مؤكدة أن هذه المعلومات عارية عن الصحة.
وشهدت عدة مدن في الإقليم الذي مزقته الحروب على مدى سنوات اشتباكات بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد، بعد أن تفجر القتال بينهما في 15 أبريل الماضي، حاصداً مئات القتلى.
واندلع قتال دامٍ في مدينة الجنينة والفاشر وزالنجي وغيرها من المناطق في الإقليم خلال الأسابيع والأيام الماضية.
وإقليم دارفور الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وأفريقية، والمشهور بالزراعة، يعيش على وقع ذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن. فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من مليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، لا يزال التوتر سائدا، وتصاعدت أعمال العنف خلال العامين الماضيين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسابيع.