احترم الخالق العقل، وأشار إليه في جميع الشرائع السماوية دون أن يجنسه أو يجعله تابعاً لفريق دون فريق، فالعقل الجميل حين يعمل بأدوات لتحريكه والتفكير فيه فإنه يبدع، والمناهج التي اهتم فيها العلماء والفلاسفة شاهدة على ذلك، فعلى سبيل المثال: اعتمد الفيلسوف «فرانسيس بيكون» المنهج التجريبي بحثاً عن الحقيقة، واعتمد الفيلسوف «رينيه ديكارت» المنهج العقلي، واعتمد الفيلسوف «إيمانويل كانط» المنهجين الحسي والعقلي، واعتمد الفيلسوف «جورج هيغل» منهج الجدل، ثم جاء فلاسفة القرن العشرين ليعتمدوا إعادة بناء العقل فسمي «قرن التحليل»، ونشأ حينها تيارات عدة، وكل ذلك بحثاً عن الحقيقة في كل شيء يفكر فيه الإنسان؛ ولذلك قال «ميشيل دي مونتني»: «إذا لم يكن للحقيقة سوى وجه واحد فإن تفسيرها له مائة ألف وجه»، كل ذلك من أجل تطهير العقل مما تعلق به من قناعات ومعلومات ومغالطات تاريخية أو علمية، وكما يقال: كما تفكر سوف تكون.
ومما ينبغي أن يكون في التربية والتعليم عدم تقديس عقول الموتى دون إعمال للعقل ونقد لهذه العقول، فإن العقل ليس له جنسية أو مذهب، بل هو حر في تفكيره، ومنهجه وتقلباته، يعتبر ثبات الفكر انتحاراً فكرياً ومرضاً خطيراً، فإن من أعظم ميزات العقل البشري التطوير، والإبداع، والتغير للأفضل. وإذا كان الفرق بين المجتمعات المزدهرة والمتخلفة يكون بالقانون والمؤسسات التي تحفظ القانون، فإن الفرق بين الإنسان المنتج والإنسان المتخلف هو إعمال العقل. لذلك لا يكون العقل عقلاً سليماً إلا إذا كان ناقداً، متحرراً، ليس له جنسية.
ومما ينبغي أن يكون في التربية والتعليم عدم تقديس عقول الموتى دون إعمال للعقل ونقد لهذه العقول، فإن العقل ليس له جنسية أو مذهب، بل هو حر في تفكيره، ومنهجه وتقلباته، يعتبر ثبات الفكر انتحاراً فكرياً ومرضاً خطيراً، فإن من أعظم ميزات العقل البشري التطوير، والإبداع، والتغير للأفضل. وإذا كان الفرق بين المجتمعات المزدهرة والمتخلفة يكون بالقانون والمؤسسات التي تحفظ القانون، فإن الفرق بين الإنسان المنتج والإنسان المتخلف هو إعمال العقل. لذلك لا يكون العقل عقلاً سليماً إلا إذا كان ناقداً، متحرراً، ليس له جنسية.