باتت عادات التلقي عند المواطن الرقمي الجديد المتفاعل مع وسائل الإعلام الرقمية خاصة الجماهير الأصغر سناً ممن يتبعون عادات استهلاكية متقطعة ومتجزئة للأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، ومواقع التواصل الاجتماعي (مفتوحة، مغلقة) المصدر، تختلف تمام الاختلاف عن القارئ
المتعاطي مع وسائل الإعلام التقليدية، وهو ما دفع المواطن الرقمي الجديد للجوء إلي وكالته الرقمية، والتي باتت فيها قدرة الفرد على التحكم في العالم الرقمي والتكيف معه من خلالها تتجاوز قدرة ونمط القارئ المتعاطي مع وسائل الإعلام التقليدية.
وتلعب الكفاءات الرقمية في مجتمعات ما بعد الحقيقة دوراً بارزاً عند المواطن الرقمي الجديد، خاصة في وقت تتردد فيه الأخبار الزائفة والمضللة والكاذبة مع الإفلات أحياناً من العقاب والمساءلة، وهو ما أثر بشكل كبير على مستوى ثقة المواطن الرقمي الجديد في ما يتفاعل معه من أخبار ومحتوى ومعلومات عبر مصادره الرقمية المتعددة؛ لذا بات لهؤلاء خطاب مغاير يتشكل في منصات «التيك توك، انستجرام» على نحو خاص لكونها تعبر عن ثقافة الصورة التي تشكل وتؤطر خطاب المواطن الرقمي الجديد وما تضمنه من محتوى مرئي يتمثل في الصورة والفيديوهات القصيرة.
إذا كيف تخاطب وسائل الإعلام التقليدية المواطن الرقمي الجديد؟
أولاً؛ من خلال التحول إلى نماذج الأعمال الرقمية الجديدة التي تختلف على مستوي الشكل والمضمون عما تقدمه الوسائل الإعلامية التقليدية؛ والتحول على مستوى الهيكل التحريري أيضاً إلى استحداث وحدات لإنتاج المحتوي بما يتناسب وطبيعة الجمهور الرقمي الجديد مثل وحدات (البودكاست، صحافة الخرائط، وغرف الأخبار الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي مغلقة المصدر).
ثانياً؛ إطلاق وسائل الإعلام التقليدية نسخ تجريبية من تطبيقات الأخبار المُجمعة، والتي أصبحت بمثابة أندية لملايين القراء في العالم والوطن العربي مثل (نبض، جوجل نيوز، فليبورد)؛ وغيرها من التطبيقات.
ثالثاً؛ التركيز علي ما تنتجه الثقافة الرقمية اليوم والتي باتت تشكل تجربة المواطن الرقمي الجديد مع العالم من حوله، وتوفر له مجموعة معقدة من الأدوات الرقمية لتنظيم علاقات جديدة من المعلومات والتفاعل الثقافي العالمي والمحلي، خاصة في ظل تحول شبه كامل في العالم من خلال التكنولوجيا الرقمية والثورات المتسارعة في عالم الاتصال ووسائل الإعلام.