إدارة سقف توقعات الرأي العام تمثّل أولوية قصوى قبل الظهور الإعلامي لأي مسؤول، من خلال التنبؤ بردود فعل الجمهور تجاه الموضوع المطروح أو المثار للتساؤل، والقدرة على بناء الرسالة الإعلامية التي لا تخلق معها تشويشاً في إيصال الفكرة أو المعنى، والأهم اختيار التوقيت المناسب للتعبير عن الموضوع، ومدى نضجه وإمكانية تحقيقه على أرض الواقع، وعدم إطلاق وعود قد لا تتحقق في حينها.
في ملتقى وزارة الصحة العالمي المنعقد بمدينة الرياض قبل أسبوعين؛ كانت التغطية الإعلامية للحدث مميّزة، والمخرجات ذات أثر في الإعلان عن اتفاقيات واستثمارات ومستهدفات القطاع الصحي، ورغم كل هذه الجهود، إلّا أنها تبقى في كفة، وحديث معالي وزير الصحة عن التأمين الطبي الوطني في كفة أخرى تماماً، والسبب بسيط جداً، وهو انتقاء الجمهور لما هو أهم بالنسبة له في الملتقى، وإبراز وسائل الإعلام لما يستحق أن يكون مثيراً لذلك الاهتمام.
التحليل السيميائي لحديث وزير الصحة يشير إلى دلالات مهمة، وهو أن السؤال لم يكن مفاجئاً، والتحضير للإجابة كان مسبقاً، وتقدير أهمية السؤال وحساسيته بالنسبة للجمهور معلومة لمعالي الوزير وفريقه الإعلامي، كذلك -وهذه نقطة مهمة- حرص الوزير أن تكون الإجابة واضحة في سرد مزايا التأمين، ومراحل الإجراء الذي يسبق تطبيقه بعد نحو ثلاث سنوات تقريباً، ولكن الذي تحدث به معاليه رفع سقف الجمهور بشكل كبير جداً تجاه التأمين، وهو ما سيشكّل ضغطاً إعلامياً كبيراً على الوزارة طيلة هذه المدة، وهي ليست قصيرة، وربما تتحول إلى أزمة في حال تأخر الموعد، كما أن التطبيق أساساً تتقاطع فيه جهات أخرى مع وزارة الصحة، ولا تملك وحدها إطلاق وعد بهذا الحجم حتى وإن كانت جهة اختصاص مباشرة.
في مثل هذه المواقف ليس التحدي في السؤال بقدر ما هو في الإجابة عنه، وتمنيت أن تكون الإجابة بطريقة أخرى، حيث يتم التركيز على المرحلة الأهم التي تسبق تطبيق التأمين وهي اكتمال التجمعات الصحية، والإشارة إلى أن هناك تحديات سيتم التغلب عليها في هذه المرحلة بالتنسيق مع مركز الحكومة، مع إضافة عبارات مثل (المقترح) أو (المخطط له) أو (المتوقع) بشكل أولي للتطبيق بعد نحو ثلاث سنوات، حيث إن مثل هذه العبارات تحمي المسؤول والمنظمة من أي ضغوطات إعلامية، كما تقلل من سقف الطموح لدى الجمهور.
حينما نستشهد بهذه الحالة نقدمها على أنها درس مستفاد لأي مسؤول عليه أن لا يطلق وعوداً، أو يرفع السقف عالياً، أو لا يكون سبباً لأزمة محتملة مستقبلاً، كما نقدمها أيضاً تأكيداً على أن ذاكرة الجمهور لا تنسى مثل هذه التصاريح التي تمسّه بشكل مباشر، والأهم أن تتابع الوزارة تفاصيل تطبيق التأمين، وتغذي الرأي العام بما هو إيجابي عنه، من خلال خطة تواصلية على أعلى مستوى؛ بشرط أن يكون الجمهور شريكاً فيها.
متفائل بإذن الله أن التأمين الصحي الوطني سيرى النور، وسيكون نموذجاً فريداً في التطبيق؛ وفق أفضل الممارسات، وأعلى معايير الجودة، وسيحقق الغاية منه وهو الوقاية وليس العلاج فقط، ولكن هذا التفاؤل لا يمنع من هذا الدرس المستفاد لأي مسؤول مستقبلاً.
في ملتقى وزارة الصحة العالمي المنعقد بمدينة الرياض قبل أسبوعين؛ كانت التغطية الإعلامية للحدث مميّزة، والمخرجات ذات أثر في الإعلان عن اتفاقيات واستثمارات ومستهدفات القطاع الصحي، ورغم كل هذه الجهود، إلّا أنها تبقى في كفة، وحديث معالي وزير الصحة عن التأمين الطبي الوطني في كفة أخرى تماماً، والسبب بسيط جداً، وهو انتقاء الجمهور لما هو أهم بالنسبة له في الملتقى، وإبراز وسائل الإعلام لما يستحق أن يكون مثيراً لذلك الاهتمام.
التحليل السيميائي لحديث وزير الصحة يشير إلى دلالات مهمة، وهو أن السؤال لم يكن مفاجئاً، والتحضير للإجابة كان مسبقاً، وتقدير أهمية السؤال وحساسيته بالنسبة للجمهور معلومة لمعالي الوزير وفريقه الإعلامي، كذلك -وهذه نقطة مهمة- حرص الوزير أن تكون الإجابة واضحة في سرد مزايا التأمين، ومراحل الإجراء الذي يسبق تطبيقه بعد نحو ثلاث سنوات تقريباً، ولكن الذي تحدث به معاليه رفع سقف الجمهور بشكل كبير جداً تجاه التأمين، وهو ما سيشكّل ضغطاً إعلامياً كبيراً على الوزارة طيلة هذه المدة، وهي ليست قصيرة، وربما تتحول إلى أزمة في حال تأخر الموعد، كما أن التطبيق أساساً تتقاطع فيه جهات أخرى مع وزارة الصحة، ولا تملك وحدها إطلاق وعد بهذا الحجم حتى وإن كانت جهة اختصاص مباشرة.
في مثل هذه المواقف ليس التحدي في السؤال بقدر ما هو في الإجابة عنه، وتمنيت أن تكون الإجابة بطريقة أخرى، حيث يتم التركيز على المرحلة الأهم التي تسبق تطبيق التأمين وهي اكتمال التجمعات الصحية، والإشارة إلى أن هناك تحديات سيتم التغلب عليها في هذه المرحلة بالتنسيق مع مركز الحكومة، مع إضافة عبارات مثل (المقترح) أو (المخطط له) أو (المتوقع) بشكل أولي للتطبيق بعد نحو ثلاث سنوات، حيث إن مثل هذه العبارات تحمي المسؤول والمنظمة من أي ضغوطات إعلامية، كما تقلل من سقف الطموح لدى الجمهور.
حينما نستشهد بهذه الحالة نقدمها على أنها درس مستفاد لأي مسؤول عليه أن لا يطلق وعوداً، أو يرفع السقف عالياً، أو لا يكون سبباً لأزمة محتملة مستقبلاً، كما نقدمها أيضاً تأكيداً على أن ذاكرة الجمهور لا تنسى مثل هذه التصاريح التي تمسّه بشكل مباشر، والأهم أن تتابع الوزارة تفاصيل تطبيق التأمين، وتغذي الرأي العام بما هو إيجابي عنه، من خلال خطة تواصلية على أعلى مستوى؛ بشرط أن يكون الجمهور شريكاً فيها.
متفائل بإذن الله أن التأمين الصحي الوطني سيرى النور، وسيكون نموذجاً فريداً في التطبيق؛ وفق أفضل الممارسات، وأعلى معايير الجودة، وسيحقق الغاية منه وهو الوقاية وليس العلاج فقط، ولكن هذا التفاؤل لا يمنع من هذا الدرس المستفاد لأي مسؤول مستقبلاً.