يرسم حرف «الحاء» كلمة الحياة بكل ما فيها من حياة.. ويرسم كلمة «الحرب» بكل ما فيها من ممات.. وبين الحياة والممات يعيش الإنسان عمراً مديداً يخوض فيه معارك مختلفة.. أما أقسى المعارك التي يُجر إليها الإنسان فهي «معركة الحرب والحب».. يجد نفسه بين جراح السهام والرماح، الرحيل والحنين.. والأقسى من ذلك أن ينجر الإنسان للمعركتين في آن واحد، فيخوض «معركة الحرب والحب» متحملاً قسوتها وجراحها.
الكاتب الأمريكي «إرنست همينغوي» يصور في روايته «وداعاً للسلاح» تجربته المريرة مع المعركتين معاً.. إذ جره حرف «الحاء» لمعركة الحرب العالمية الأولى عندما قدم إلى إيطاليا مجنداً مع الصليب الأحمر.. عاش أجواء الحرب بكل ما فيها من ويلات وجحيم إلى أن أدخلته مستشفى «ميلانو» جريحاً بشظايا هجوم على كتيبته.. هشمت الشظية ركبته اليمنى وأدخلته في متاعب جسدية أعاقته عن المشي والحركة.. الشظية التي غيّرت تصوره للحرب.. كتب عن تلك الحادثة قائلاً: «عندما تذهب إلى الحرب صبياً يكون لديك وهم الخلود ثم يتلاشى هذا الوهم عندما تصاب بجروح بليغة، عندها تستيقن أنه الموت يمكن أن ينالك».
في المستشفى يجره «جرح الحرب» إلى «جرح الحب»، إذ تنشأ بينه وبين الممرضة التي أشرفت على حالته (أغنيس فون) قصة حب جعلته يعيش في إيطاليا صيفاً مشتعلاً بحرائق الحب والحرب.. صيفاً جعل حبيبته تمنحه حباً ووقتاً.. صيفاً جعله يرى العالم امرأة ترتدي معطفاً أبيض وتمتلك قلباً أصدق.. وصف هذا الحب بقوله: «أنا لن ابتعد أبداً، إني لا أعرف معنى السعادة حين لا تكونين معي»، لكن هذه السعادة سرعان ما انتهت.. والصيف سرعان ما انطفأ وحل محله شتاء بارد يحمل في برودته النهاية القاسية لقصة حب جميلة.. تخلت عنه حبيبته وتزوجت بضابط إيطالي من أجل منصبه وثرائه المالي.. تخلت عنه من عاشت معه البدايات وتركته في منتصف الطريق يواجه صقيع الشتاء وحده دون المعطف الأبيض والقلب الأصدق.
ودّع «همينغوي» هذا الشتاء عائداً إلى أمريكا وهو مستند على «عكاز».. عاد يحمل جسده المثقل بجرح «الحرب» وقلبه المثقل بجرح «الحب» الذي كان أكثر إيلاماً وقسوة من جرح الحرب.. الجرح الذي ظل متألماً منه بقية حياته.. الجرح الذي ظلل حياته بالاضطراب، فظل متنقلاً من زوجة إلى أخرى لعله ينسى صورة حبيبته الممرضة.. المرأة التي عالجت ركبته من جرح الحرب لكنها أدمت قلبه بجرح الحب.. وصف «همينغوي» ألم الرحيل بقوله: «لقد كانت حياتي حافلة بكل شيء، أما الآن فحين لا تكونين معي أفقد كل شيء في العالم».
ما أقسى أن تفقد امرأة تحبها.. ما أقسى أن تودع حبك الأول وتستقبل جرحك الأزلي.. ما أقسى أن تعيش عمراً كاملاً وأنت تتلمس جرحاً يأبى أن يُشفى ويندمل، وحبّاً يأبى أن يُنسى ويرتحل.. القسوة التي جعلت حياة «همينغوي» متنقلة من جرح إلى آخر، من جرح الحرب إلى جرح الحب.. ثم إلى جرح سلاح البندقية التي أفرغها على رأسه فانتهت به الحياة منتحراً بالسلاح الذي ودعه في روايته وعاد إليه في حياته، لينهي به الحياة التي عاشها مجروراً من الحرب إلى الحب إلى السلاح.
الكاتب الأمريكي «إرنست همينغوي» يصور في روايته «وداعاً للسلاح» تجربته المريرة مع المعركتين معاً.. إذ جره حرف «الحاء» لمعركة الحرب العالمية الأولى عندما قدم إلى إيطاليا مجنداً مع الصليب الأحمر.. عاش أجواء الحرب بكل ما فيها من ويلات وجحيم إلى أن أدخلته مستشفى «ميلانو» جريحاً بشظايا هجوم على كتيبته.. هشمت الشظية ركبته اليمنى وأدخلته في متاعب جسدية أعاقته عن المشي والحركة.. الشظية التي غيّرت تصوره للحرب.. كتب عن تلك الحادثة قائلاً: «عندما تذهب إلى الحرب صبياً يكون لديك وهم الخلود ثم يتلاشى هذا الوهم عندما تصاب بجروح بليغة، عندها تستيقن أنه الموت يمكن أن ينالك».
في المستشفى يجره «جرح الحرب» إلى «جرح الحب»، إذ تنشأ بينه وبين الممرضة التي أشرفت على حالته (أغنيس فون) قصة حب جعلته يعيش في إيطاليا صيفاً مشتعلاً بحرائق الحب والحرب.. صيفاً جعل حبيبته تمنحه حباً ووقتاً.. صيفاً جعله يرى العالم امرأة ترتدي معطفاً أبيض وتمتلك قلباً أصدق.. وصف هذا الحب بقوله: «أنا لن ابتعد أبداً، إني لا أعرف معنى السعادة حين لا تكونين معي»، لكن هذه السعادة سرعان ما انتهت.. والصيف سرعان ما انطفأ وحل محله شتاء بارد يحمل في برودته النهاية القاسية لقصة حب جميلة.. تخلت عنه حبيبته وتزوجت بضابط إيطالي من أجل منصبه وثرائه المالي.. تخلت عنه من عاشت معه البدايات وتركته في منتصف الطريق يواجه صقيع الشتاء وحده دون المعطف الأبيض والقلب الأصدق.
ودّع «همينغوي» هذا الشتاء عائداً إلى أمريكا وهو مستند على «عكاز».. عاد يحمل جسده المثقل بجرح «الحرب» وقلبه المثقل بجرح «الحب» الذي كان أكثر إيلاماً وقسوة من جرح الحرب.. الجرح الذي ظل متألماً منه بقية حياته.. الجرح الذي ظلل حياته بالاضطراب، فظل متنقلاً من زوجة إلى أخرى لعله ينسى صورة حبيبته الممرضة.. المرأة التي عالجت ركبته من جرح الحرب لكنها أدمت قلبه بجرح الحب.. وصف «همينغوي» ألم الرحيل بقوله: «لقد كانت حياتي حافلة بكل شيء، أما الآن فحين لا تكونين معي أفقد كل شيء في العالم».
ما أقسى أن تفقد امرأة تحبها.. ما أقسى أن تودع حبك الأول وتستقبل جرحك الأزلي.. ما أقسى أن تعيش عمراً كاملاً وأنت تتلمس جرحاً يأبى أن يُشفى ويندمل، وحبّاً يأبى أن يُنسى ويرتحل.. القسوة التي جعلت حياة «همينغوي» متنقلة من جرح إلى آخر، من جرح الحرب إلى جرح الحب.. ثم إلى جرح سلاح البندقية التي أفرغها على رأسه فانتهت به الحياة منتحراً بالسلاح الذي ودعه في روايته وعاد إليه في حياته، لينهي به الحياة التي عاشها مجروراً من الحرب إلى الحب إلى السلاح.