-A +A
بعد مخاض عسير ومفاوضات وصفها مسؤول أمريكي كبير بأنها كانت «عملية مؤلمة استمرت 5 أسابيع»، توصلت إسرائيل وحماس إلى «صفقة الهدنة وتبادل الأسرى»، ما اعتبره مراقبون أول اختراق مهم في جدار الحرب التي دمرت نصف قطاع غزة، وأسفرت عن آلاف الضحايا من القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين المدنيين.

وبالرغم من الترحيب العالمي الذي حظي به الاتفاق، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا بعد هذه الصفقة؟ وهل يمكن اعتبار تلك الهدنة خطوة تفضي إلى وقف كاملٍ للحرب المستعرة، وأن تسهم في وقف التصعيد واستهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسرياً.


إن المطلوب الآن، هو وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية، وبدء مسار جاد وحقيقي يقود إلى تنفيذ الحل السياسي المستند على قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وسيادته.

وأما دون ذلك، فسوف تظل القضية تراوح مكانها، وتظل كل الأطراف تسير في حلقة مفرغة لا نهاية لها، ومن ثم فقد بات مطلوباً الآن، وأكثر من أي وقت مضى، الدخول في طريق مختلف تماماً يفضي إلى الحل النهائي وزوال الاحتلال الوحيد في العالم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.